تناول إمام وخطيب المسجد النبوي في المدينةالمنورة علي الحذيفي، في خطبة الجمعة أمس، تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي خلال زيارته لمدينة الرسول المصطفى – صلى الله عليه وسلم – الأسبوع الماضي. ووصف الحذيفي توسعة المسجد النبوي بأنها نعمة من الله على جميع المسلمين في كل مكان عموما وعلى أهل المدينة خصوصا، وقال: «ومن قبلها قريبا توسعة المسجد الحرام زيادة على التوسعات السابقة من آل سعود الموفقين الكرماء على الحرمين الشريفين، القائمين على مصالح المسلمين – وفقهم الله تعالى – لما فيه عز الإسلام ونفع الله تعالى بهذه التوسعة المسلمين وبارك فيها وجزى الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الجزاء الأوفى على ما قدمه ويقدمه لشعبه ووطنه وللإسلام والمسلمين». ولفت إلى أن بركة الحرمين الشريفين ونورهما ونفعهما للمسلمين وغير المسلمين، حيث إن الله تعالى يدفع بالعبادة فيهما الكوارث والنوازل عن أهل الأرض كلها، أو يقلل العقوبات النازلة على الأرض، مستشهدا بقول الله تعالى ((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين)). ونوه إمام وخطيب الحرم النبوي بقدوم خادم الحرمين الشريفين من إجازته إلى المدينة النبوية أولا وقصدا لزيارة المسجد النبوي، والسلام على سيد البشر – صلى الله عليه وسلم – والسلام على صاحبيه أبي بكر وعمر – رضى الله عنهما – ورعايته وضع حجر الأساس لتوسعته للمسجد النبوي. وقال: «إن من دلائل زيارة خادم الحرمين الشريفين للمدينة المنورة اهتمامه بأهلها جيران رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – الذين أوصى – عليه أفضل الصلاة والسلام – برعاية حقوقهم، وعظم حقوقهم على الأمة في أحاديث كثيرة عنه – صلى الله عليه وسلم – وليعلم العالم أن ديننا أعز علينا من كل شيء، ونحن بغير الإسلام لا دنيا لنا، ولا آخرة، ولا عزة ولا كرامة، قال الله تعالى ((ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله، وهو في الآخرة من الخاسرين))». وأوضح أن نعم الله – سبحانه – على عباده لا تعد ولا تحصى، منها ما يعلمه الخلق، ومنها ما لا يعلمونه، حاثا المسلم على الشكر لنعم الرب – عز وجل – بمحبة المنعم تبارك وتعالى، وبدوام طاعة الله وترك معاصيه، وبالثناء على الرب سبحانه بما أنعم، وتعظيم النعم، والتحدث بها تواضعا لله سبحانه واعترافا بفضله سبحانه، وبشكر الله – عز وجل – على الرسالة السماوية. وأبان أنه مما من الله سبحانه وتعالى على العباد في هذه البلاد نعمة الإيمان والأمان، ونعمة الحرمين الشريفين منبع الإسلام، وموطن نزول القرآن الكريم، وبزوغ شمس الإسلام على البشر بالتوحيد والرحمة والعدل والسلام وكرامة الإنسان. ونبه الحذيفي في نهاية خطبته إلى أن من أعظم الردود على المتطاولين علي سيد الخلق محمد – صلى الله عليه وسلم – هو التمسك بسنته، وتطبيق شريعته، وعدم الانسياق وراء أعمال لا يقرها الإسلام.