أسدل المنتخب الفرنسي الستار على فصل "محرج" للغاية في تاريخه وودع نهائيات مونديال 2010 من الباب الصغير بخسارة أمام نظيره الجنوب أفريقي 1-2، كما لم يشفع هذا الفوز الذي حققه جنوب إفريقيا بالتأهل ليصبح أول بلد مضيف يخرج من الدور الأول بعد أن حجزت الباراغواي والمكسيك بطاقتي المجموعة الأولى إلى الدور الثاني بعد الجولة الثالثة الأخيرة. ودخل المنتخبان إلى هذه المواجهة وهما يملكان آمالاً ضئيلة في الحصول على إحدى البطاقتين لأنه كان على أحدهما أن يخرج فائزاً بعدد كبير من الأهداف شرط خسارة المكسيك أمام الأوروغواي، فتحقق الأمر الثاني دون أن يتحقق الأول ليودعا بالتالي النسخة التاسعة عشرة خاليي الوفاض. ودخل المنتخب الفرنسي إلى هذه المواجهة وهو متشرذم الصفوف تماماً بعد طرد مهاجم تشلسي الإنجليزي نيكولا انيلكا من الفريق بسبب إهانته المدرب ريمون دومينيك فدفع الثمن باستبعاده عن التشكيلة الأساسية لمباراة اليوم والتي شهدت ستة تعديلات على تلك التي واجهت المكسيك، حيث لعب جبريل سيسيه كرأس حربة بدلاً من انيلكا، وغايل كليشي بدلاً من ايفرا. كما ارتدى لاعب وسط بوردو الو ديارا شارة القائد وهو شارك لأول مرة بدلاً من جيريمي تولالان الموقوف لحصوله على إنذارين، وشارك سيباستيان سكيلاتشي بدلاً من اريك ابيدال، فيما لعب يوهان غوركوف وبيار-اندري جينياك أساسيين على حساب فلوران مالودا وسيدني غوفو. أما في الجهة المقابلة، فأجرى المدرب البرازيلي كارلوس البرتو باريرا العديد من التعديلات فأشرك مهاجم توتني انشكيده الهولندي برنارد باركر منذ البداية، كما الحال بالنسبة لمدافع غنك البلجيكي انيلي نغكونغكا ولاعبي الوسط ثاندويزي كوبوني وماكبيث سيبايا، فيما جلس المهاجم تيكو موديزي ولاعب الوسط ورينيلوي ليتشولونياني والمدافع سيبونيزو غاكسا على مقاعد الاحتياط بعد أن كانوا أساسيين أمام الأوروغواي. وغاب لاعب الوسط كاغيشو ديكغاكوي والحارس ايتوميلينغ للإيقاف، الأول لحصوله على إنذارين والثاني للطرد في المباراة السابقة. وبدأ الفرنسيون اللقاء بفرصة خطيرة لجينياك الذي توغل في الجهة اليسرى بعد تمريرة من غوركوف إلا أنه سدد الكرة ضعيفة في يدي الحارس مونيب جوزفس رغم أنه كان في وضع مناسب لاختبار الأخير بشكل أفضل (3). ثم انحصر بعدها اللعب في وسط الملعب دون أي فرص أو لمحات تذكر حتى الدقيقة 20 عندما حصل البلد المضيف على ركلة ركنية انبرى لها من الجهة اليمنى سيفيوي تشابالالا فوصلت إلى بونغاني كومالو الذي ارتقى عالياً جداً فوق أبو ديابي ووضعها برأسه داخل شباك الحارس هوغو لوريس الذي يتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية الهدف بسبب خروجه الخاطئ من مرماه. وتعقدت مهمة الفرنسيين كثيراً عندما رفع الحكم الكولومبي اوسكار رويز البطاقة الحمراء في وجه غوركوف بعد كرة هوائية مشتركة مع ماكبيث سيبايا لم يظهر فيها لاعب وسط بوردو أي تعمد أو خطأ مقصود بل مجرد محاولة للوصول إلى الكرة (25). واستغلت جنوب إفريقيا التفوق العددي على أكمل وجه وعززت تقدمها بهدف ثان سجله كاتليغو مفيلا في الدقيقة 37 بعد تمريرة عرضية من تسيبو ماسيليلا فشل كليشي في إبعادها فسقطت أمام مهاجم ماميلودي صنداونز الذي أودعها الشباك. وحصل الفرنسيون على فرصة للعودة إلى اللقاء إثر ركلة حرة نفذها فرانك ريبيري ووصلت إلى وليام غالاس لكن الحارس جوزفس تدخل ببراعة ليحرم مدافع أرسنال الإنجليزي من هدف تقليص الفارق (37)، ثم رد أصحاب الأرض بتسديدة بعيدة لمفيلا تدخل عليها هوغو لوريس ببراعة (42). وفي بداية الشوط الثاني زج دومينيك بمالودا بدلاً من جينياك الذي لم يقدم شيئاً يذكر على الإطلاق، إلا أن شيئاً لم يتغير في مجريات اللقاء بل إن جنوب إفريقيا كانت قريبة من تسجيل الهدف الثالث إلا أن القائم ناب عن لوريس ليقف في وجه تسديدة مفيلا بعد انفراد الأخير بالمرمى الفرنسي (51)، ما دفع دومينيك إلى إدخال تيير هنري، أفضل هداف في تاريخ "الديوك" (51 هدفاً في 122 مباراة) بدلاً من سيسيه، في وقت اضطر باريرا إلى إدخال غاكسا بدلاً من نغكونغكا بسبب إصابة الأخيري (55). وكان منتخب "بافانا بافانا" قريبا مرة أخرى من الهدف الثالث، لكن لوريس تعملق في صد تسديدة صاروخية بعيدة لمفيلا (57) الذي كان الأخطر في صفوف منتخب بلاده وهو حصل على فرصة أخرى لتسجيل هدفه الشخصي الثاني عندما توغل في الجهة اليمنى لكن الحارس الفرنسي ضيق الزاوية عليها بمساعدة ريبيري وأجبره على تسديد الكرة في الشباك الخارجية (63). والتقط الفرنسيون أنفاسهم قليلاً واستغلوا اندفاع المضيفين نحو هدف آخر لينطلقوا في هجمة مرتدة أنهاها ريبيري بتمريره الكرة على طبق من فضة لمالودا المتواجد وحيداً أمام المرمى فأودعها جناح تشلسي الإنجليزي الشباك بسهولة تامة (70). وفك مالودا عقدة التسجيل لمنتخب بلاده الذي لم يجد طريقها إلى الشباك بهدف "عادي" (ليس من ركلة جزاء) في النهائيات لثماني ساعات و13 دقيقة (مع الدقائق السبعين لمباراة اليوم)، أي منذ الهدف الذي سجله هنري في مرمى البرازيل خلال الدور ربع النهائي من مونديال ألمانيا 2006.