جوهانسبورغ - ا ف ب - أسدل المنتخب الفرنسي الستار على فصل «محرج» للغاية في تاريخه وودع نهائيات مونديال 2010 من الباب الصغير بخسارته أمام نظيره الجنوب أفريقي (1-2)، ما جعل الأخير أول بلد مضيف يخرج من الدور الأول لأن الأوروغواي والمكسيك حجزتا بطاقتي المجموعة الأولى إلى الدور الثاني بعد الجولة الثالثة والأخيرة. ودخل المنتخبان إلى هذه المواجهة وهما يملكان آمالاً ضئيلة في الحصول على إحدى البطاقتين لأنه كان على أحدهما أن يخرج فائزاً بعدد كبير من أهداف شرط خسارة المكسيك أمام الأوروغواي، فتحقق الأمر الثاني من دون أن يتحقق الأول ليودعا بالتالي النسخة التاسعة عشرة خاليي الوفاض. ودخل المنتخب الفرنسي إلى هذه المواجهة وهو متشرذم الصفوف تماماً بعد طرد مهاجم تشلسي الإنكليزي نيكولا أنيلكا من الفريق بسبب إهانته المدرب ريمون دومينيك الذي خاض مباراته الأخيرة لأنه سيترك مكانه للوران بلان، بعبارات نابية جداً. أما في الجهة المقابلة، فأجرى المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا عديداً من التعديلات فأشرك مهاجم توتني أنشكيده الهولندي برنارد باركر منذ البداية، كما الحال بالنسبة إلى مدافع غنك البلجيكي أنيلي نغكونغكا ولاعبي الوسط ثاندويزي كوبوني وماكبيث سيبايا، فيما جلس المهاجم تيكو موديزي ولاعب الوسط ورينيلوي ليتشولونياني والمدافع سيبونيزو غاكسا على مقاعد الاحتياط بعد أن كانوا أساسيين أمام الأوروغواي. وتعقدت مهمة الفرنسيين كثيراً عندما رفع الحكم الكولومبي أوسكار رويز البطاقة الحمراء في وجه غوركوف بعد كرة هوائية مشتركة مع ماكبيث سيبايا لم يظهر فيها لاعب وسط بوردو أي تعمد أو خطأ مقصود بل مجرد محاولة للوصول إلى الكرة (25). واستغلت جنوب أفريقيا التفوق العددي على أكمل وجه وعززت تقدمها بهدف ثانٍ سجله كاتليغو مفيلا في الدقيقة 37 بعد تمريرة عرضية من تسيبو ماسيليلا فشل كليشي في إبعادها فسقطت أمام مهاجم ماميلودي صنداونز الذي أودعها الشباك. وفي بداية الشوط الثاني زج دومينيك بمالودا بدلاً من جينياك الذي لم يقدم شيئاً يذكر على الإطلاق، إلا أن شيئاً لم يتغير في مجريات اللقاء بل إن جنوب أفريقيا كانت قريبة من تسجيل الهدف الثالث إلا أن القائم ناب عن لوريس ليقف في وجه تسديدة مفيلا بعد انفراد الأخير بالمرمى الفرنسي (51)، ما دفع دومينيك إلى إدخال تيري هنري، أفضل هداف في تاريخ «الديوك» (51 هدفاً في 122 مباراة) بدلاً من سيسيه، في وقت اضطر باريرا إلى إدخال غاكسا بدلاً من نغكونغكا بسبب إصابة الأخير (55). وفك مالودا عقدة التسجيل لمنتخب بلاده الذي لم يجد طريقه إلى الشباك بهدف «عادي» (ليس من ركلة جزاء) في النهائيات لثماني ساعات و13 دقيقة (مع الدقائق السبعين لمباراة أمس)، أي منذ الهدف الذي سجله هنري في مرمى البرازيل خلال الدور ربع النهائي من مونديال ألمانيا 2006. وفي المباراة الثانية بلغت الأوروغواي والمكسيك الدور ثمن النهائي بفوز الأولى على الثانية (1-صفر)، وسجل لويس سواريز هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 43. وضمنت الأوروغواي صدارة المجموعة برصيد 7 نقاط، فيما جاءت المكسيك ثانية برصيد 4 نقاط مستفيدة من فارق الأهداف عن جنوب أفريقيا المضيفة، والتي لم ينفعها فوزها على فرنسا (2-1). أما المكسيك، فبلغت الدور الثاني للمرة الخامسة على التوالي والسابعة في تاريخها، وهي تحاشت الخروج من الدور الأول للمرة الثامنة، لكن مهمتها في الدور المقبل ستكون صعبة في مواجهة الأرجنتين على الأرجح في إعادة لمباراتهما من الدور ذاته في المونديال الأخير في ألمانيا 2006، عندما فاز أبناء التانغو بصعوبة (2-1) بعد التمديد.