منذ موسمين تقريبا زحف الجمهور النصراوي بكثافة الى استاد الامير فيصل بن فهد وكذلك استاد الملك فهد الدولي وسجل حضورا كبيرا لم تشهده ملاعبنا السعودية منذ عشرات السنين والملفت حينها ان النصر كان يمر بموسم من اسوأمواسمه ونتائجه في تراجع ومع ذلك كان الحضور يزداد من مباراة الى اخرى . البعض عزا هذا الحضور لتراجع الفريق حتى اصبح مهددا بالهبوط . والبعض اعتبرها حالة وتنتهي سريعا، لكن ما حدث ان مباريات النصر من مباراة لاخرى وطوال موسمين والآن الثالث وجماهير الشمس تسجل حضورها بكثافة في كل مباريات فريقها سواء الهامة او غير الهامة على ارضه او خارجها . لقد اصبحت جماهير الوفاء النصراوية ظاهرة بحق لم يجدوا لها تفسيرا سوى الحب والعشق المتبادل بين النصر الكيان وبين جماهيره الكبيرة، حب من نوع خاص لا يعرفه سوى كل منتمٍ لهذا النادي ولا يحس به الا من عشق الاصفر والازرق . رغم ابتعاد الاصفر عن البطولات وغيابه عن الساحة والمنافسة وحتى عجزه عن مقارعة اقطابه الكبار الا ان ذلك لم يكن سبباً في بعد الجماهير ولم يكن الا حافزاً لتعلق الجماهير به وتمسكهم بتشجيعه والصبر على لاعبيه ودعمهم حتى يستعيدوا هيبة الفريق التي ترنحت بأسباب معروفة وغير معروفة . كان الراحل الامير عبدالرحمن بن سعود يراهن دوما على جماهير نصره ومنحهم الرقم واحد في انجازات فارس نجد ، كيف لا وعلاقة هذه الجماهير بناديها لا يوازيها اي علاقة ولا يشببها اي شيء، فهي ليست علاقة فوز فقط تحضر اذا حقق النصر وتغيب عند الهزيمة كما هي حال جماهير البعض، وهي ليست علاقة حضور من اجل الحضور وقرع الطبول والغناء كما تفعل جماهير اخرى . لقد شكلت الجماهير النصراوية الوفية بحضورها الطاغي في كل مباريات فريقها في مختلف المناطق ظاهرة، واصبح رؤساء الاندية الاخرى يطالبون جماهيرهم بالاقتداء بالجماهير النصراوية الوفية، وهم لا يعلمون بأنه لن ولن تكون هنالك جماهير تشبه جماهير الشمس حتى حضروا في مباراة او اثنين . حضور جماهير الشمس اصبح حديث المنتديات والمجالس والمقاهي، كيف لا وبعض هذه الجماهير يقطع الاف الكيلومترات في يوم واحد للحضور فقط، كيف لا والبعض يأتي من الامارات والبعض من قطر والبحرين والكويت وحدود المملكة الشمالية والجنوبية لمشاهدة النصر فقط ثم يعودون سريعاً . هذا الموسم سجلت الجماهير النصراوية حضورها المعتاد وكانت مباريات النصر هي الأكثر حضوراً سواء في الرياض أو مكة أو الدمام وحتى بريدة ولكن لا يزال هذا الحضور يقلق البعض ويثيرهم ، ولأن المتعصبين سواءً من الصحافة أو الاعلام او حتى من المسؤولين في بعض اللجان الكروية لم يرق لهم هذا التميز وهذا المنظر الرائع للجماهير النصراوية تسابقوا لمحاولة الاساءة اليها ومحاولة ممارسة ضغوط على هذه الجماهير، واستغلوا بعض القنوات والمطبوعات للاساءة للجماهير والصاق التهم بها، متناسين انهم أول من زرع التعصب في جماهير الأندية كلها . جماهير النصر عرف عنها المثالية والوفاء والانضباط، وما حصل من انفلات منها في بعض المباريات الأخيرة الا نتيجة للضغوطات التي مورست ضدها وضد نصرها سواء من التحكيم او من بعض المقالات والصحف التي دأبت على الاساءة لكل شيء اصفر ينتمي للنصر ، حتى بعض القرارات من جهات الاختصاص التي اثرت على فريقها . ولكن ورغم ذلك يبقى النصر وجماهيره الرقم الصعب والاميز والابرز في كرة القدم السعودية، وستظل جماهير الشمس الاجمل في انضباطها ووفائها وحبها وعشقها لفريقها مهما حاول البعض ، ومهما حاول الحاقدون الاصطياد في الماء العكر ومحاولة تشويه صورة هذه الجماهير الرائعة .