أخيرا .. عاد الفارس ليمارس عشقه وحبه وهوايته في صعود المنصات .. صحيح أنها بدأت من الموسم الماضي .. ولكن هذا الموسم الوصول له طعم آخر .. !! هو النصر الذي يدغدغ ماضيه قلوب وعقول .. وتهيم في عشقه الأفئدة .. وتحضر موائد الإبداع والروائع عندما يتزين المستطيل الأخضر بالأصفر البراق .. !! زمان .. ولكل زمان دولة ورجال .. زمان هلال ونصر .. ونصر وهلال .. لهما نكهة خاصة لا توازيها نكهة .. لها حضور آخاذ .. ومنظر جذاب .. وآهات وأفراح .. والكاسب الأول المدرجات التي تمتلئ عن بكرة أبيها نغمض عينا .. ونفتح فما .. ونستحضر حبرا .. ونكتب بمداد الديربي .. في إشراقة عام جديد .. وفي ليلة لم تنم فيها العاصمة الرياض ..!! ..!! نصر الإبداع عاد .. والأرض القاحلة بدأت في الاخضرار .. والمشاتل التي كانت تحيط بنصر ماجد قد عادت من جديد تزين أسوار فارس نجد ..!! هي الحكاية .. وأصل الحكاية .. وكل الحكاية .. النصر يمرض لسنوات .. ويبتعد عن المنصات لكنه بالتأكيد لا يخرج من دائرة الكبار لشعبيته الجارفة .. وجماهيره الصامدة بالصبر والعشق والحضور والمؤازرة ..!! هو النصر .. الذي يحضر في كراسة التلاميذ أيام زمان .. يعود مجددا لنفس الصورة .. ونفس المشهد .. وبزخم نجوم الماضي .. فهو الناد الذي لم يهزم في عزيمته وهو يحتضر في النتائج والمستويات .. بل وسجل حضورا آخاذا جماهيريا وهو يئن ويتألم ويبتعد عن المنصات ..!! فرح النصر .. له نغمة خاصة .. فقد يفرح لفرحه الكثيرون ممن لا يشجعونه .. فالتعاطف لهذا الكيان موروث من زمن الأسمراني ماجد ..!! والهلال أيضا حضر في مسابقة كأس ولي يوم أمس وفرشت له وسادة النصر بصعوبة .. لكن الشموخ تلبسه في كل المحطات .. وتجري خلفه الألقاب دون أن يجري خلفها .. والدليل أنه يصل للنهائيات بأقل مجهود ..!! هو الهلال الذي تنامت فيه «أفراحا» .. ولم يعرف أنصاره أوهاما .. وكان عنوانهم الدائم شارع البطولات , حي الألقاب , المبنى رقم واحد .. وهي عبارة كررتها أكثر من مرة وفي أكثر من مقال ..!! هو الهلال الذي لا يشبع من الألقاب .. ولا يرضى بالقليل منها .. ولا يشعر بالفرح إلا إذا كوش على كل شيء .. الدروع والكؤوس .. المحلية منها والخارجية ..!! آه .. أيها الهلال الساكن في بستان الانتصارات .. كما زهرة غردت في حضرتك .. وكم زهرة انتعشت.. وكم زهرة تفتحت .. حتى أضحى بستانك مصحة للابتعاد عن الضغط والسكر . عدت في ليلة قد حن فيها العاشق لمعشوقه في مسابقته المفضلة كأس ولي العهد .. كان العرب يذكرون في أمهات كتب الأدب عشق قيس بن الملوح لليلى العامري .. وعنترة العبسي لعبلة , وأضافوا لها في العصر الحديث عشق هذه المسابقة للهلال ..!! هو الهلال .. الذي ان حضر .. حاول الذهب أن يصطاده .. وليس العكس .. !! الهلال وصل للنهائي بأقل مجهود .. والنصر وصل لمكانته التي كان عليها في الزمن الجميل له .. فريق ممتع وقوي .. فريق يشرح الصدر .. قفز من اللاهوية إلى الهوية التي سيجني ثمارها في المستقبل القريب..!! المهم أن تكون اللغة بين مسئولي الناديين جميلة وراقية حتى يوم النهائي وما بعده .. لا يخرج أحد عن النص .. حتى تعود ذكرتنا للزمن الجميل للزعيم وفارس نجد .. زمن فيه إثارة خاصة في المستطيل الأخضر .. وإثارة في التصريحات دون تجاوز الخطوط الحمراء ..!!