انتهت جلسة محاكمة الأسير حميدان التركي أمس في حدود الساعة الثانية من صباح اليوم الجمعة، والتي عقدت لاستماع للشهود بمحكمة مقاطعة أراباهو في كولورادو، للتوصل إلى قرار بشأن الموافقة من عدمها على ترحيل السجين حميدان التركي لاستكمال بقية محكوميته في الأراضي السعودية، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الأمريكية، وبنهايتها لم يصدر القاضي حكما بحقه، وتقرر عقد جلسه أخرى في 31 من شهر أكتوبر الحالي. وذكر "تركي" ابن طالب الدراسات العليا أن "الجلسة كانت إيجابية، وتعود أسباب التأجيل إلى أن الادعاء لم يكتف بالشهود الذين أحضروهم، حيث إن شهادتهم كانت في صالح والده".
وقال تركي حميدان في تغريدة أخرى: "سيستمر مسلسل القلق أسبوعاً آخر.. ربط الله على قلوبكم يا جدتي ويا أمي ويا أخياتي.. وكان الله في عونك يا أبت".
وكان التركي قد حكم عليه بالسجن 28 سنة بعد إدانته بالاعتداء على خادمته الإندونيسية، واحتجازها أربعة أعوام في منزله بكولورادو على الرغم من إنكاره التهمة، وتصريحه بأنه ضحية شعور معاد للمسلمين، وبسبب حسن سلوكه خففت السلطات الأمريكية الحكم عليه في عام 2011 إلى السجن لثمانية أعوام فقط.
وشهدت المحكمة فجر اليوم حضور فهد الرواف كممثل عن السفارة السعودية، والذي ناشد المحكمة الإفراج عن التركي، والسماح له بقضاء بقية فترة عقوبته في السعودية، مشدداً على أن المملكة ستحترم قوانين ولاية كولورادو بتطبيقها للعقوبة بحق التركي في حال السماح بترحيله إليها.
وسبق للتركي المطالبة بقضاء بقية محكوميته في المملكة، وهو ما تم رفضه بسبب عدم تقبله لبرنامج علاجي مخصص للمتهمين بالتحرش الجنسي، حيث يحتم قانون الولاية على السجناء المحكومين في قضايا مشابهة الخضوع للبرنامج كشرط أساسي للإفراج عنهم.
من جهته برر محامي التركي موقف موكله من البرنامج العلاجي بأنه نابع من اعتقاد ديني، موضحاً أن البرنامج يحتوي على فقرات تخل وتسيء للدين الإسلامي الذي يعتنقه موكله، حيث إن معظم صور التقييم النفسي التي يتم عرضها عليه تحوي صوراً مخلة لنساء عاريات، وهو ما لا يمكن لموكله أن يقبله.
واستند محامي التركي إلى شهادة خبير في قضايا التحرش الجنسي، والذي أكد أن التركي قد يتلقى برنامجاً علاجياً أفضل في وطنه الأم، ومتوافق بشكل أكبر مع معتقده الديني والحضاري.
من جهتها شككت ممثلة الادعاء، "آن تومسيك"، في قدرة المملكة على احترام قوانين الولاية، مؤكدة أن التركي لم يلتزم بالبرنامج داخل سجن الولاية، وهو مؤشر واضح على كونه لن يتقيد به في بلاده، مطالبة بضرورة أن يستكمل علاجه داخل سجن الولاية؛ ليتم التأكد من عدم رجوعه لممارساته المخالفة.
وشهدت الجلسة تسجيل الكثير من الشهادات لكل من ممثلي الدفاع والادعاء، وبحسب صحيفة "دينفر بوست" فقد حضر الجلسة عدد كبير من مناصري حميدان التركي أغلبهم من المبتعثين السعوديين.
وفي تصريح لشيكة "إن بي سي" قال المبتعث عبدالله البشري: "نؤمن بإنصاف القضاء الأمريكي، لا أعلم إذا كان التركي مذنباً في التهم الموجهة ضده، ولكن الجميع في السعودية يقفون بجانبه ويؤكدون براءته، ونحن هنا لمساندته بقدر ما نستطيع".
وذكرت شبكة "سيفين نيوز" الإخبارية أن الجلسة عقدت وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث وزعت السلطات المحلية القناصة أعلى مبنى المحكمة، كما تم وضع نقاط للتفتيش خارج قاعة المحكمة.
وقالت وكالة الأنباء الأمريكية "اسوشيتد بريس" إن المحكمة لم تتوصل لقرار بعد استماعها للشهود، ومن المقرر أن تصدر قراراً نهائياً في 31 أكتوبر بعد استماعها لبقية الشهود.
يذكر أن مغردين أنشؤوا هاشتاق جديداً لحميدان التركي تفاعلوا من خلاله بالدعاء له.