أغلق الجيش اليمني مداخل العاصمة صنعاء ومنع الدخول إليها أو الخروج منها. جاء هذا التحرك الأمني بعد انهيار الهدنة التي كان أعلنها نائبُ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وعلى إثر تجدد الاشتباكات بين الجيش والفرقة الأولى مدرع التي تدعم المعارضين. وأثارت مغادرة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني صنعاء قلقاً في الشارع اليمني الذي اعتبر ذلك مؤشراً على فشل جهود الوساطة الرامية إلى التهدئة والتوصل إلى مخرج سلمي للأزمة الأمر الذي ينذر بتفجر الوضع العسكري على نطاق واسع بعدما شهدت الأيام الأربعة الماضية مصادمات أسفرت عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى وانزلاق الجيش الموالي للرئيس صالح والقوات المنشقة عن النظام إلى مواجهات وإن كانت محدودة إلا أنها تعد الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات وتشكل سابقة خطيرة لما يمكن أن تشهده الأيام القادمة. ووفقا لموقع "العربية نت"، قال الصحافي شوقي العباسي إن مغادرة الزياني جعلتني لأول مرة أشعر بالقلق والخوف من إمكانية انفجار الوضع والدخول في حرب أهلية, كون الزياني غادر دون أن يكون هناك إعلان لنتائج مثمرة أو اتفاق تم التوصل إليه مما يعني أنه قطع زيارته تعبيرا عن استيائه من المواقف المتصلبة التي أبدتها أطراف الأزمة وربما عدم رغبتها في التوصل إلى حل". من جانبه، يقول الباحث في الدراسات الاستراتيجية نبيل اليوسفي إن مغادرة الزياني رسالة مفادها أنه لا فائدة ولا مناص من ترك أطراف النزاع تتصارع حتى تدرك هي حاجتها للمبادرة الخليجية وتبحث عنها. وأضاف لقد أدرك الزياني أن المبادرة لن تأتي ثمارها خصوصا بعد تعقد الوضع في اليمن وسقوط عشرات القتلى والجرحى ومع تمسك الأطراف بتصفية حساباتهم بالاقتتال أدرك الزياني أن الوقت لم يحن بعد للمبادرة فغادر اليمن بلا حل. ويتفق المحلل السياسي جميل مفرح مع هذا الطرح المعبر عن قلق وخوف، مشيرا إلى أن الوضع بشكل عام يثير القلق وهناك إصرار على عدم الذهاب بالأزمة باتجاه الحلحلة والانفراج. وأضاف: الأطراف المعنية تستخدم أسلوب المناورة وتحريك البنادق باتجاه الانتصار الشخصي وحسب دون مراعاة لأية حسابات أخرى.. الآخر يكاد يكون منعدماً وملغيا لدى الأطراف السياسية.. وهناك من يلهث وراء مصلحة لا ندري من أي نوع هي ولا لمن إلا أنها حاضرة وبقوة. وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني أنهى مساء الأربعاء زيارة إلى اليمن استغرقت ثلاثة أيام في مهمة لتذليل العقبات الأخيرة أمام الوصول إلى اتفاق على آلية تنفيذ المبادرة الخليجية بين الأطراف اليمنية, وغادر الزياني صنعاء بعد أن كان قد وصلها الاثنين الماضي مع جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة. وقالت مصادر مطلعة إن أطرافا في المعارضة وفي الحزب الحاكم تحفظت على بعض بنود الاتفاق في حين اتخذت أطراف أخرى موقفا رافضا، الأمر الذي أجهض الاتفاق في اللحظات الأخيرة بعد أن كان الوسطاء من السفراء الخليجيين والأوروبيين و أمريكا قد توصلوا إلى صيغة اتفاق شبه نهائية ولم يتبق سوى بعض التفاصيل الصغيرة. والتقى الزياني قبيل مغادرته صنعاء نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وأكد نائب الرئيس اليمني خلال استقباله الزياني أنه قد وجه توجيها صارما بوقف إطلاق النار ومتابعة تنفيذه وتحديد الالتزام إزاء ذلك، مشددا على أهمية التجاوب من جميع الأطراف كون اليمن اليوم أصبح على مفترق الطرق وليس هناك من مجال للخروج من الأزمة إلا بالحوار الوطني الصادق والنابع من الحرص الأكيد على أمن واستقرار وسلامة اليمن والخروج الآمن من هذه الأزمة. من جانبه عبر أمين عام مجلس التعاون عن أمنيات المجلس المخلصة لليمن في أن يخرج من هذه المحنة التي تعصف به انطلاقا من المشاعر الأخوية، وقال "اليمن جزء لا يتجزأ من منطقة الجزيرة والخليج ويقع في الجنوب له مالنا وعليه ما علينا". وفي غضون ذلك قال حزب المؤتمر الشعبي الحاكم إنه خاض خلال الأيام الماضية حوارات عديدة مع قيادة أحزاب تكتل اللقاء المشترك المعارض وناقش معهم الأفكار والمقترحات المتصلة بالمبادرة الخليجية واقترب الطرفان إلى حد كبير من الاتفاق على صيغة أخذت بعين الاعتبار الخطوات التي أشارت إليها المبادرة الخليجية، وراعت بنفس الوقت المقترحات التي قدمها مبعوث الأممالمتحدة.