يعكف الباحث بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى، الدكتور تركي بن محمد حبيب الله، على إعداد دراسة علمية بعنوان "تغير الجزر الحرارية في مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم حج 1434ه". وتهدف "الدراسة" التي يعدها "حبيب الله" مع مجموعة من الباحثين، إلى رصد ظاهرة الجزر الحرارية، التي ترتفع درجة حرارتها ارتفاعاً ملحوظاً، مقارنة بالمناطق المحيطة بها بمكةالمكرمة.
وذكر "حبيب الله": أن دراسته تعتمد على بحث الجزر الحرارية، وتوزيعها وتغيرها في مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، خلال موسم حجج 1434ه؛ لتحديد الفوارق الحرارية بين أحياء المدينة والمشاعر المقدسة، وربط ذلك بحركة الحشود من منطقة لأخرى؛ وذلك من خلال تقنية نظم المعلومات الجغرافية "Geographic Information Systems" "GIS"، وصور الأقمار الاصطناعية.
وقال: "الجزر الحرارية هي المناطق التي ترتفع درجة حرارتها ارتفاعا ملحوظاً، مقارنة بالمناطق المحيطة بها، وهي تعدّ من الظواهر المنتشرة والشائعة في المدن الكبرى، وترجع إلى أن هذه المدن تتسم بارتفاع بعض مساحات الطرق المرصوفة، وزيادة أعداد المركبات، والكتل الخراسانية، والمكيفات".
وأضاف الباحث: "تستقبل مدينة مكةالمكرمة أعداداً بشرية ضخمة؛ حيث يفد إليها أكثر من ثلاثة ملايين حاج من الخارج والداخل، ويزداد فيها عدد الحافلات والكثافة المرورية، فضلاً عن انتشار السكن الفندقي المتميز، ووجود أعداد هائلة من المكيفات".
وأردف "حبيب الله": "تؤدي كل هذه العوامل إلى تغيرات في درجات حرارة الهواء المحيط؛ ومن ثم تتكون في مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، جزر حرارية يومية، ويمكن أن نقول: إن هذه التغيرات تحدث كل ساعة طوال الليل والنهار، وتختلف من يوم إلى آخر".