كشف القنصل العام لدولة فرنسا، الدكتور لويس بلين، أن عدد الفرنسيين الذين سيؤدون فريضة الحج هذا العام بلغ 20 ألفاً بعد قرار تخفيض نسب الحجيج 20 %. وقال "بلين": "عدد تأشيرات الحج والعمرة التي منحت لمسلمي فرنسا خلال العام الماضي بلغت 40 ألفاً، نصفها في الحج والنصف الآخر في موسم العمرة".
وأضاف خلال لقائه رئيس المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا، طارق عنقاوي: "قرار خفض الحجاج هذا العام بسبب مشروع توسعة صحن الطاف والمشروعات الأخرى في المشاعر المقدسة، سيفتح المجال أمام زيادة أعداد الحجيج عموماً، والفرنسين خصوصاً، في ظل زيادة تنامي أعداد المسلمين في فرنسا، الذين وصل عددهم إلى أربعة ملايين، وقرار التوسعة سيقلل الأعداد ويساهم في تنظيم أفضل".
وأردف "بلين": "الإسلام أصبح من الديانات الرسمية في فرنسا، وجزء كبير من مسلمي البلاد اليوم هم من مواليد فرنسا، ولم يعد العدد الأكبر يقتصر على المغتربين العرب من دول المغرب العربي الذين يحملون الجنسية الفرنسية".
وشدد القنصل الفرنسي على أن الحجاج الفرنسيين يحرصون على أداء الفريضة ضمن خدمات متكاملة ورفيعة المستوى، وقال: "هناك تنسيق دائم مع المؤسسة الأهلية لمطوفي أوروبا برئاسة "عنقاوي" لتذليل كل العقبات وتقديم خدمة أفضل".
وأشار إلى أنه سيتابع بشكل شخصي، وعبر جولات مكوكية على المشاعر، مستوى الخدمات المقدمة لحجاج بلده، وذلك على متن دراجته النارية، وسيحرص على علاج أي مشكلات يمكن أن تقع.
وقارن "بلين" بين عمرته الأولى عام 1985 م وحج هذا العام، وأقر بأن هناك تغييراً جذرياً نحو الأفضل وقفزات سريعة في مجال الارتقاء بخدمة الحجاج.
وبشأن جهود القنصلية لخدمة حجاج فرنسا، قال "بلين": "القنصلية افتتحت قسماً خاصاً يعمل على مدار الساعة لخدمة الحجاج، وهناك لقاءات متكررة تعقد مع وزير الحج وباقي المسؤولين لتنظيم الخدمات المقدمة لحجاجنا".
وأضاف: "هناك برامج متكاملة للحجاج الفرنسيين تنفذ قبل وصولهم إلى الأراضي المقدسة، وهي تشمل الجوانب توعوية والتنظيمة بالإضافة إلى برامج أخرى لشرح مناسك الحج والأنظمة في المملكة، والهدف هو أن يأتي الحاج ولديه خلفية متكاملة".
وتحدث القنصل الفرنسي عن بعض المشكلات والعقبات التي تواجه حجاج بلده، وقال: "التعاون والتنسيق الدائم مع المسؤولين في المملكة يساهمان في تجاوز هذه العقبات، خاصة أن العلاقات السعودية الفرنسية ممتازة، في ظل علاقة المحبة بين الشعبين".
وأعلن "بلين" عن اطتمال التجهيزات فيما يتعلق ببرامج الاستقبال والإسكان والنقل والتفويج لمنشأة الجمرات والمسجد الحرام.
وأشاد بجهود مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا، والتسهيلات والخدمات التي تقدمها لحجاجها، وفق منظومة متكاملة وتحت إشراف وزارة الحج.
وقال: "العاملون في المؤسسة يبذلون جهوداً كبيرة لتحقيق أقصى درجات الراحة والطمأنينة للحجاج".
وأعرب عن تقديره للخدمات والمشروعات التي تقدمها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لحجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف، وثمّن الحرص على تهيئة المناخ والأمن وتسخير كافة الإمكانات لراحة الحجاج، مؤكداً أن دور المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام هو دور ريادي وبارز.
وقال القنصل الفرنسي: "رعاية المملكة للحجاج الكرام وتأسيس المشروعات العملاقة للمدينتين المقدستين، والمشاعر المقدسة، محل تقدير العالم، واهتمام وشكر المسلمين كافة، ولا شك أن ما تبذله المملكة من جهود مميزة في خدمة ضيوف الرحمن يعكس اهتمامها بتطوير الخدمات عاماً بعد عام".
والتقى القنصل الفرنسي رئيس مؤسسة مطوفي تركيا ومسلمي أوروبا في مقر المؤسسة بمكة المكرمة، بحضور أعضاء من السلك الدبلوماسي الفرنسي وأعضاء مجلس إدارة المؤسسة، وناقش الجميع الخدمات المقدمة لحجاج فرنسا وسبل تعزيز التعاون بين كل الأطراف لإنجاح موسم حج هذا العام.