سلطت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية اليوم السبت الضوء على أخطر 10 إرهابيين على مستوى العالم، الذين ينتمي معظمهم إلى تنظيم القاعدة أو الفصائل الأخرى المرتبطة به. وحسب وكالة " أنباء الشرق الأوسط"، بدأت الشبكة في سياق تقريرها الذي أوردته على موقعها الإلكتروني، ورصد أخطر الإرهابيين على مستوى العالم، ألا وهو أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، الذي أشارت الشبكة إلى أنه على الرغم من تعرض معاقل تنظيم القاعدة في المنطقة الحدودية بين باكستانوأفغانستان للعديد من الغارات الجوية إلا أنه ظل صاخباً، ويحدث نشاطاً في محاولة منه للاستفادة من الفصائل المنتسبة للتنظيم.
وتابعت الشبكة تقول: "منذ وفاة الزعيم السابق للقاعدة أسامة بن لادن في عام 2011 سعى الظواهري بكل قوته للاستفادة من القلاقل التي يعاني منها العالم الإسلامي، وأدرك أن جماعات مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وبلاد المغرب في وضعية مثالية للقيام بهجمات هناك بدلاً من التركيز على أهداف أساسية داخل باكستانوأفغانستان؛ لذا فإنه قد ناضل بكل ما أوتي من قوة لممارسة سلطته على بعض الجماعات مثل الدولة الإسلامية في العراق على الأقل لصعوبة التواصل مع الفصائل البعيدة".
وألمحت إلى أن الظواهري لا يتسم بنفس كاريزما ابن لادن، لكنه يحاول مواكبة ذلك المنصب على قدر الإمكان. ووفقاً لمجلة "الإيكونوميست" البريطانية فربما يكون الظواهري قد نجح بشكل كبير؛ إذ إن مقاتلي تنظيم القاعدة باتوا يتحكمون في بعض الأراضي من الصومال وحتى سوريا، ويمكنه استدعاء المزيد منهم أكثر من حقبة وجود ابن لادن؛ لذا فإن واشنطن رصت جائزة قدرها 25 مليون دولار لمن يستطيع القبض عليه.
أما الشخص الثاني فهو ناصر الوحيشي (36 عاماً)، الذي كان السكرتير الخاص لابن لادن في أفغانستان، ومن ثم تحول إلى موطنه الأصلي اليمن، وسجن هناك، ولكن لم يدم سجنه طويلاً؛ إذ نجح في الهروب وآخرون معه في عام 2006، ثم بدأ في إنشاء معقل للقاعدة في اليمن، وشن هجمات على المقار الأمنية اليمنية والسائحين الأجانب، فضلاً عن تخطيطه للهجمات على السفارة الأمريكية في اليمن. وأصبح الوحيشي الآن أمير تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية؛ إذ يعتبر أخطر وأنشط العناصر داخل تنظيم القاعدة، وهو خليفة الظواهري في اليمن، ولديه صلاحيات بشن عمليات تتعدى حدود اليمن. وعلى الرغم من الجهود المشتركة الحثيثة بين حكومتي صنعاءوواشنطن في الإيقاع به إلا أنه نجح في النجاة، وينشط المقاتلون التابعون له حالياً في جنوب اليمن.
الإرهابي الثالث هو إبراهيم العسيري (31 عاماً)، وهو ليس اسماً مألوفاً، على حد تعبير الشبكة، غير أنه يثير الكثير من القلق لدى وكالات الاستخبارات الغربية؛ إذ إنه صانع القنابل الرئيسي داخل تنظيم القاعدة، ويعتقد على نطاق واسع أنه صاحب تصميم "القنبلة المخبأة في الملابس الداخلية"، التي كانت تستهدف محاولة تفجير طائرة ركاب يوم عيد الميلاد عام 2009 فوق مدينة ديترويت الأمريكية.
ويعتقد أيضاً أنه صاحب تصميم "القنابل المخبأة في الطابعات"، التي تم نقلها من اليمن، وكانت متجهة إلى أمريكا، ولكن اعترضتها السلطات السعودية؛ إذ كانت مخبأة بدقة شديدة، ولم تستطع الشرطة البريطانية اكتشافها حتى بعد الكشف على الطابعة، لافتة إلى أن العسيري "أرسل شقيقه" إلى الموت بعد أن أخفى معه قنبلة لاستهداف رئيس مكافحة الإرهاب في السعودية محمد بن نايف، غير أن انفجارها أسفر عن مصرع أخيه ونجاة ابن نايف. ويُعتقد أنه يختبئ في مكان ما في الجبال الواسعة في جنوب اليمن.
أما الرابع فهو مختار علي الزبير، الذي أصبح زعيم حركة الشباب الصومالية أواخر عام 2008، وتتركز مهام تلك الحركة في نشر الحكم الإسلامي داخل الصومال، ونجحت في استقطاب عدد كبير من الصوماليين وآخرين من أمريكا وأوروبا للقتال في صفوفها. ويلعب الزبير دوراً في إعادة التركيز على شن هجمات إرهابية تتعدى حدود الصومال، ولاسيما دول الشرق الإفريقي (الداعمة للحكومة الصومالية)، ومنها أوغندا وكينيا.
وخير دليل على ذلك الهجوم الأخير في الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي على مجمع ويست جيت التجاري في العاصمة الكينية نيروبي، الذي أعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عنه، غير أن ذلك الهجوم ليس الأول لها خارج حدود الصومال؛ فقد قامت في عام 2010 بشن سلسلة من التفجيرات الانتحارية في أوغندا، خلفت أكثر من 70 قتيلاً. وتظهر حادثة "ويست جيت" رغبة الزبير في أن تصبح حركة الشباب أكثر موالاة لتنظيم القاعدة؛ إذ ألمح في رسالة مسجلة إلى أن الهجوم الذي تم على المجمع التجاري يأتي بعد 10 أيام فقط من ذكرى الحادي عشر من سبتمبر.
وأضافت الشبكة بأنه لا ينبغي الاستهانة بالزبير على الإطلاق؛ فحسب وصف رئيس الوزراء الصومالي السابق عمر عبدالرشيد شارماركي فإن الزبير هو أذكى قادة حركة الشباب، ورصدت الحكومة الأمريكية مكافأة قدرها 7 ملايين دولار أمريكية لمن يدلي بأية معلومات عن مكانه.
وتطرقت الشبكة للحديث عن الإرهابي الخامس، وهو الجزائري مختار بلمختار قائد كتيبة "الموقعون بالدماء"، ولم يكن يعد منذ عام مضى من أخطر الإرهابيين على مستوى العالم، غير أنه بعد إعلانه تشكيل تلك الكتيبة قال إنها ستكون بمنزلة الدرع الواقي ضد العدو، وقام بعدها مقاتلوها بالهجوم على منشأة "إن أميناس" للغاز الطبيعي في جنوبالجزائر، في حصار استمر 3 أيام، وخلف أربعين قتيلاً من العمال الأجانب هناك.
ومنذ ذلك الهجوم شن مقاتلو بلمختار هجمات على أكاديمية عسكرية وعلى منجم فرنسي لليورانيوم في مايو الماضي، على الرغم من عدم وجود حرية في تحركاتهم بعد التدخل الفرنسي في يناير الماضي.
ويجمع بلمختار بين السمات الجهادية في شخصيته وعمله في التجارة المربحة "التهريب والاختطاف"، ويعتقد أنه ربح ملايين الدولارات من الرهائن الغربيين الذين كان يحتجزهم في مالي، فيما يؤكد مسؤولو الاستخبارات الأمريكيون أن بلمختار نجح في تطوير علاقاته مع الجماعات الجهادية في ليبيا في ظل انعدام الأمن داخلها، ورصدت الحكومة الأمريكية مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بأية معلومات عن مكان اختبائه.
أما الإرهابي السادس فهو أبو محمد الجولاني، ولم يكن معروفاً ذلك الشخص أيضاً منذ عام مضى مثل بلمختار تماماً، غير أن حالة الحرب الأهلية التي تشهدها سوريا أدت إلى ظهور الجولاني وجماعته "جبهة النصرة" كأنشط فصائل المعارضة المسلحة التي تقاتل ضد القوات النظامية؛ إذ تشكلت جبهة النصرة في يناير 2012 بقوام 10 آلاف مقاتل، معظمهم ممن يمتلكون خبرة قتالية عالية.
وتخصصت تلك الجماعة في التفجيرات الانتحارية وتفجير العبوات الناسفة ضد القوات النظامية السورية؛ لذا فإن نجاحها استقطب الآلاف من المقاتلين للقتال داخل صفوفها، وأعلن الجولاني ولاء جماعته إلى الظواهري في إبريل الماضي؛ ما دفع واشنطن لوضع الجولاني على قائمة الإرهابيين المطلوبين دولياً، فيما يعتقد أنه كان على صلة وثيقة بأبومصعب الزرقاوي وتنظيم القاعدة في العراق.
أما الإرهابي السابع فهو أبو بكر البغدادي، وهو أحد العوامل التي ربما تؤثر في نمو جبهة النصرة وفاعليتها داخل سوريا؛ وذلك لعلاقاته مع الجهاديين بالعراق، وهو زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (في سوريا)، الذي نشب بينه وبين الجولاني خلاف في وقت سابق من العام الجاري، مؤكداً أن النصرة انبثقت من جماعته، وهو ما نفاه الجولاني لاحقاً.
أما داخل العراق، فقد أشرف البغدادي على العديد من الهجمات الإرهابية ضد المناطق التي تقطنها أغلبية شيعية والأجهزة الأمنية، يعاونه في ذلك هروب السجناء وسرقات البنوك والانفلات الأمني، فضلاً عن إعلان مسؤوليته عن موجة التفجيرات التي ضربت العاصمة العراقية بغداد في 30 سبتمبر الماضي، والتي راح ضحيتها أكثر من 50 شخصاً.
وأشارت الشبكة إلى أنه استفاد كثيراً من مخاوف الأقلية السنية في العراق من الحكومة (التي يسيطر عليها الشيعة) ورئيس وزرائها نوري المالكي، وإيجاد أرضية خصبة للمزيد من أعمال العنف؛ لذا فقد رصدت الحكومة الأمريكية 10 ملايين دولار لمن يدلي بأية معلومات تقود إلى مكانه.
أما الإرهابي الثامن فهو سراج الدين حقاني، وهو القائد الفعلي لشبكة حقاني المسؤولة عن العديد من الهجمات في العاصمة الأفغانية كابول في السنوات الأخيرة، فضلاً عن ارتكابها هجمات انتحارية أخرى في عامي 2008 و2011 في فندقي "سيرينا" و"إنتركونتيننتال" بكابول، وأسفر الهجومان عن مصرع 18 شخصًا.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن حقاني مسؤول أيضاً عن قتل وجرح أكثر من 1000 جندي أمريكي من القوات الموجودة في أفغانستان، وسراج هو نجل جلال الدين حقاني مؤسس الشبكة التي أدرجتها واشنطن على قائمة التنظيمات الإرهابية العام الماضي؛ وذلك لعلاقاتها الوثيقة مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان، فضلاً عن قيامها بتجنيد جهاديين من تركيا والشيشان. ورصدت الحكومة الأمريكية مكافأة مالية قيمتها 5 ملايين دولار لمن يدلي بأية معلومات عن مكانه.