أوضح الدكتور عبد العزيز العليوي استشاري أمراض الباطنة والروماتيزم أن "مرضى الروماتيزم يستطيعون أداء فريضة الحج بشرط أن تكون حالتهم الصحية مستقرة، وألا يكون المرض بوضع نشط، مع ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة، واستعمال الأدوية، وأخذ الإذن من الطبيب قبل السفر". ونبّه إلى أن بعض الأمراض الروماتيزمية تقلل من مقاومة الجسم للأوبئة، إضافة إلى ما تحدثه بعض الأدوية المستخدمة في علاج هذه الأمراض من ضعف المناعة، وهذه الأسباب مجتمعة قد تؤدي إلى قابلية المريض للإصابة ببعض الأمراض الوبائية نظراً لضعف المناعة.
جاء ذلك أثناء استضافة العليوي بمركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية في خدمة "صحة ضيوف الرحمن لنا عنوان"، التي تقدمها وزارة الصحة عبر هاتفها المجاني 8002494444، وعبر موقع وزارة الصحة على تويتر @saudimoh.
وقال "العليوي" إنه "يوجد ما يتراوح بين 120 و140 نوعاً من أمراض الروماتيزم، ولكل منها صفته الإكلينيكية الخاصة".
وأضاف بأن بعض الأمراض الروماتيزمية قد تصيب الإنسان من رأسه حتى أخمص قدميه؛ فبعضها قد يصيب الجلد، أو الجهاز العصبي والمخ والصدر والقلب، إضافة للمفاصل، وقد تكون الأعراض موجهة لأي من أجهزة الجسم المختلفة، والمضاعفات تحدث حسب نوع المرض والجهاز المصاب.
ونصح "العليوي" مرضى الروماتيزم الذين ينوون تأدية فريضة الحج بضرورة اصطحاب تقرير طبي يفيد بالتشخيص والعلاجات المستخدمة، على أن تكون أسماء الأدوية علمية وليست أسماء تجارية، وأخذ نسختين (عبوتين) من جميع الأدوية تحسباً لظروف الضياع، ووضع كل نسخة في مكان مختلف عن الآخر، مع أهمية أن يكون التخزين بشكل جيد.
ونصح المريض باختيار الحذاء المناسب قبل السفر لضمان سهولة الحركة وحماية القدم، واستخدام الكراسي المتحركة، وأخذ الحيطة عند الحركة لوقاية المفاصل؛ لأن الارتطامات مهما كانت بسيطة قد تؤدي إلى كسور في مريض الهشاشة، أو وقوع أزمة حادة في مريض النقرس.
وشدد على الابتعاد عن الإجهاد، وأخذ قسط من الراحة والنوم الكافي، وعدم التعرض لأشعة الشمس في أوقات الذروة، واستخدام الكريمات الخاصة الوقائية الموصوفة من الطبيب؛ كون الأشعة تنشط بعض الأمراض كالذئبة الحمراء.
وحث على الاهتمام بالغذاء المتوازن وشرب كميات تعويضية وكافية من المياه، وعدم الإسراف في تناول أنواع معينة من الأغذية، كالإسراف في تناول البروتينات التي قد تؤدي إلى أزمة حادة في مرض النقرس، وتؤدي إلى الآم مبرحة وإعاقة مؤقتة.
ونصح بالامتناع عن التدخين في هذه الأجواء الروحانية؛ كون التدخين - إضافة لآثاره السلبية على أعضاء الجسم كافة - يجعل المدخن أكثر عرضة للإصابة ببعض الأمراض الروماتيزمية.
وقال "العليوي": "الحج رحلة مقدسة، يجتمع فيها المسلمون من بقاع العالم كافة، بثقافات مختلفة، فالحذر كل الحذر من استخدام أدوية الآخرين، أو تجربة خلطات عشبية مزعومة، يكثر الترويج لها في هذه المواسم، وهي في حقيقتها عبارة عن أعشاب ملوثة مخلوطة بعلاجات (أدوية تقليدية)، وبطريقة عشوائية؛ قد تؤدي إلى مضاعفات أو تودي بحياة المريض لا قدر الله".
وأكد أنه "يوجد علاقة بين الروماتيزم وأمراض القلب، فعلى سبيل المثال الحمى الروماتيزمية التي تصيب الأطفال وصغار السن قد تؤدي إلى اعتلال الصمامات، كما أن بعض الأمراض الروماتيزمية قد تصيب القلب وأغشيته مباشرة كالذئبة الحمراء والروماتويد".
وقال إن الأمراض الروماتيزمية المزمنة وعلاجاتها قد تسرع من الإصابة بتصلب شرايين القلب.