كشف استطلاع للرعاية الصحية بمنطقة الخليج أن تكلفة توفير الامتيازات الصحية لموظفي الشركات العاملة في الخليج أعلى بكثير من باقي الدول في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، وفقاً لتقرير نشر مؤخراً من قبل ميرسر مارش بينيفتس Mercer Marsh Benefits. وذكر الاستطلاع، الذي يغطي تلك المناطق ويجرى مرتين سنوياً، عن معلومات لأول مرة تم استقاؤها من شركات تعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وفي إجابتهم عن الأسئلة الواردة في الاستطلاع أفاد المشاركون في الخليج أن كلفة توفير الامتيازات الصحية أعلى بكثير من مناطق أخرى، وتصل إلى 6% من إجمالي المرتبات، علماً بأن كلفتها في شرق وغرب أوروبا تصل إلى 3.9 و 3.3% على التوالي، وعند مقارنة هذه الأرقام مع الولاياتالمتحدة، وجدت الدراسة نفسها أنه يتم إنفاق ما نسبته 13% من إجمالي المرتبات على الرعاية الصحية، ويقول واضعو التقرير إن السبب في هذا التفاوت يعود إلى طبيعة خطط التأمين الطبي في المنطقة، وكيفية توفير الرعاية الصحية هناك.
وقال ستيف كليمنتس، مدير الامتيازات والرعاية الصحية لمنطقة الشرق الأوسط في "ميرسر": "تكون تغطية التأمين الصحي في الخليج أكثر شمولية بسبب الطبيعة السكانية التي ترتفع فيها أعداد المغتربين، وتعكس برامج التأمين المعروضة الممارسات المتبعة لتوفير امتيازات سخية للمغتربين والسماح للموظفين بتلقي العلاج ليس فقط داخل البلد، وإنما في دول مجلس التعاون الخليجي وحتى في أوروبا والولاياتالمتحدة".
وأضاف: "تتفاقم حدة المشكلة نظراً لوجود نظام مفتوح يفتقر إلى نظام يساعد على توجيه المرضى إلى الرعاية الصحية المناسبة وجهات توفير الخدمات، ويؤدي هذا بدوره إلى الاستخدام المفرط لخطط التأمين الصحي، وإذا أضفنا إلى ذلك القدرات المتطورة لتوفير العلاجات للحالات الطبية المعقدة والمكلفة جداً، فهذا يسبب ارتفاعاً كبيراً في التكاليف، ويلاحظ أيضاً أن المنطقة سجلت معدلات تضخم طبية أعلى بكثير من المعدلات المعلنة في أوروبا والولاياتالمتحدة، ويعني ذلك أنه في حال استمرار الاتجاهات الحالية، فسيكون من الصعب جداً على الشركات تحمل تكاليف التأمين الصحي للموظفين".
واستند أحدث استطلاع للرعاية الصحية أجرته "ميرسر مارش بينيفيتس" على إجابات قدمتها أكثر من 500 شركة في 16 دولة، وذلك بهدف توفير نظرة معمقة حول اتجاهات امتيازات الرعاية الصحية في جميع أنحاء المنطقة على نطاق واسع، وتوفيرها أمام صناع القرار والجهات ذات الصلة في قطاع الرعاية الصحية.
ومن بين النتائج التي تم التوصل إليها من خلال استطلاع الرعاية الصحية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا أن الشركات في دول الخليج تعتمد مناهج أكثر تطوراً بشكل متزايد لإدارة التكاليف باستخدام تحليلات البيانات التي تستهدف إستراتيجياتها، إلى جانب تبني نهج أكثر شمولية تجاه الوقاية من الأمراض والكشف المبكر عنها والتدخل لتحقيق عوائد أفضل على الاستثمار، وعلاوة على البرامج الطبية التقليدية الخاصة والفحوص الصحية للأفراد تركز الشركات على توفير العيادات في مواقعها، وتعمل على تطوير البرامج لمساعدة الموظفين، وإطلاق حملات التوعية الصحية عبر شبكة الإنترنت وأدوات تقييم المخاطر للتعرف على الأوضاع الصحية للقوى العاملة لديها، ويقول واضعو التقرير إنه يتم تطبيق هذه الإستراتيجية المشتركة لضمان صحة أفضل للموظفين على نحو يقود إلى تحسين إنتاجية القوى العاملة، فضلاً على التأثير المباشر على خفض تكاليف مطالبات التأمين الصحي.
ويختتم "كليمنتس" حديثه بالقول: "تدرك الشركات بشكل متزايد دور الصحة الجيدة ليس فقط كامتيازات يحصل عليها الموظفون، وإنما كأداة لتحسين إنتاجية القوى العاملة عن طريق زيادة المشاركة والدافعية، وأظهرت دراسات عديدة أن الاستثمار في البرامج الوقائية لحماية صحة الموظفين يمكن أن يحقق عائداً صحياً على الاستثمار. وأشار 40% من الأشخاص الذين أجابوا عن أسئلة الاستطلاع إلى أنهم يتوقعون قيامهم بتخصيص استثمارات في البرامج الصحية لموظفيهم للحد من المخاطر الصحية وتعزيز الإنتاجية، ويعتبر ذلك أحد الأساليب التي تتبعها الشركات لحماية الموظفين من الأمراض".
يذكر أن "ميرسر" شركة عالمية رائدة في توفير الاستشارات في مجال الموارد البشرية وصحتهم والتقاعد والاستثمار، وتعمل "ميرسر" مع العملاء لتوفير حلول للقضايا المتعلقة بالمزايا والموظفين، من خلال تطوير وتنفيذ وإدارة البرامج الصحية وبرامج التقاعد وغيرها من برامج المنافع الأخرى، وتتضمن الخدمات الاستثمارية المقدمة من قبل "ميرسر" استشارات الاستثمار واستشارات التنفيذ وإدارة الاستثمارات متعددة المديرين.
ويعمل موظفو "ميرسر"، البالغ عددهم 20 ألف موظف، في أكثر من 40 دولة حول العالم، وتمتلك الشركة مكاتب في كلٍ من دبي والرياض في منطقة الشرق الأوسط، والشركة مملوكة بالكامل لمجموعة شركات مارش آند ماكلينان (Marsh & McLennan Companies, Inc.)، والتي يتم تداول أسهمها (بالرمزMMC) في بورصات نيويورك وشيكاغو ولندن.