أكد مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبد الله التويجري، أن الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود أرسى ركائز الدولة السعودية الحديثة، ووضع الأساس الصلب لتصعد خلال العقود الثمانية الماضية التي أعقبت ملحمة توحيد المملكة، إلى طليعة القوى الدولية الفاعلة في صناعة القرار العالمي والمؤثرة في محيطها العربي والإسلامي والدولي. وقال: "خلال السنوات الأولى من إعلان توحيد المملكة قبل 83 عاماً، عني الملك المؤسس بكل ما من شأنه الحفاظ على أمن وسلامة أبناء المملكة والقادمين إليها من جميع أنحاء العالم لأداء مناسك الحج والعمرة، فوضع في خضم مرحلة التأسيس أول لبنات جهاز الدفاع المدني السعودي من خلال إنشاء أول فرقة إطفاء بالعاصمة المقدسة والتي كانت نواة لانطلاق هذا الجهاز لأداء رسالته في حماية المكتسبات الوطنية والحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات العامة والخاصة ومد يد العون والمساعدة للدول الصديقة والشقيقة في أوقات المحن والكوارث".
وأضاف: "الجهاز يتمتع بأرقى القدرات البشرية وأحدث المعدات والآليات وأعلى مستويات الكفاءة، ولديه القدرة على مواجهة كل أنواع المخاطر بشهادة أكبر المنظمات الدولية المعنية بأعمال الدفاع المدني والحماية المدنية".
وأردف: "في الذكرى 83 لتتويج ملحمة توحيد المملكة والاحتفال بيوم الوطن تتجدد صفحات تطور الدفاع المدني السعودي وتتواصل إنجازاته على صعيد أداء مهامه الوطنية والإنسانية، وتتجلى ملامح مسيرة عطاء رجال الدفاع المدني وتضحياتهم طوال السنوات الماضية، وصولاً إلى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين، والذي شهد فيه الدفاع المدني نقلة نوعية في قدراته وتجهيزاته".
وتابع: "الدولة حرصت بعد ذلك على الارتقاء بقدرات الدفاع المدني؛ لمواكبة التطور الكبير الذي شهدته المملكة خلال العقود التي تلت ملحمة التوحيد في جميع المجالات والحفاظ على ثمار هذا التطور، حيث تعددت المستويات التنظيمية لأعمال الدفاع المدني من خلال ما صدر من أنظمة ولوائح تحت مظلة مجلس الدفاع المدني برئاسة وزير الداخلية".
وقال: "الدفاع المدني يضم كل الجهات المعنية بتنفيذ تدابير الدفاع المدني في حالات الطوارئ والكوارث، ونجح مجلس الدفاع المدني منذ إنشائه في أن يضع الدفاع المدني على أعتاب مرحلة جديدة من التطور من خلال سياسات واضحة وتحديد دقيق لمهام الجهات الحكومية الأعضاء وتبني الخطط والمشروعات؛ لتوسيع مظلة خدمات الدفاع المدني وتعزيز قدراته للتعامل مع كل المستجدات والإفادة من التقنيات الحديثة في أداء المهام المنوطة به على الوجه الأمثل".
وأضاف: "أثمرت جهود الدولة عن تطوير قدرات الدفاع المدني وأصبح يمتلك أحدث الآليات والمعدات فضلاً عن تحديث تجهيزاته وتوسيع مظلة انتشاره في جميع مناطق المملكة، من خلال آلاف من المراكز والوحدات مع الاستفادة من التقنيات الحديثة في أعماله كافة، والاطلاع المستمر على التجارب والخبرات الدولية المتميزة، وابتكار برامج التدريب والتأهيل العلمي لرجال الدفاع المدني".
وأشار إلى تجلي قدرات الدفاع المدني في أداء مهامه المتمثلة في حماية مكتسبات الوطن وثرواته، وفي مقدمتها الثروة البشرية، وذلك من خلال كثير من المواقف والاختبارات الصعبة التي اجتازها رجال الدفاع المدني بنجاح كبير.
وقال "التويجري": "تجسدت هذه القدرات في مواسم الحج وتأمين سلامة ملايين الحجاج والمعتمرين بكفاءة عالية، مما جعل كثيراً من دول العالم تسعى للاستفادة من خبرات الدفاع المدني في إدارة الحشود الكبيرة وتأمين سلامتها، وكذلك في مواجهة حوادث السيول والأمطار التي تعرضت لها المملكة خلال السنوات القليلة الماضية".
وأضاف: "تتعدد دلائل ومقومات تميز قدرات الدفاع المدني السعودي لمواكبة مسيرة النهضة وأداء أعمال الإنقاذ والإغاثة داخل حدود المملكة وخارجها، من خلال البنية التدريبية الأساسية لرجال الدفاع المدني، التي بدأت بإنشاء معهد الدفاع المدني، وتواصلت بإنشاء مراكز التدريب في عدد من المناطق، فضلاً عن اعتماد إنشاء أكاديميتين للتدريب في كل من مكةالمكرمةوالرياض".
وأردف: "تم إنشاء أكثر من 250 مركزاً للدفاع المدني في مختلف مناطق المملكة؛ لتوسيع مظلة الحماية المدنية في جميع أرجاء البلاد، واستيعاب النمو المتزايد في عدد السكان والمشروعات التنموية الجديدة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين لتطوير المقار الأمنية وبرنامجه لتطوير آليات الدفاع المدني بتكلفة تزيد على مليار ومائتي مليون ريال".
وقال "التويجري": "بلغت تكلفة إنشاء معاهد ومراكز تدريب الدفاع المدني خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من 240 مليون ريال، وقد أسهمت في إعداد أكثر من 6500 من الأفراد وتدريب أكثر من عشرة آلاف من الضباط والأفراد، من خلال عدد كبير من البرامج التدريبية داخل وخارج المملكة".
وأضاف: "أتيحت الفرصة أمام ضباط وأفراد الدفاع المدني للحصول على الدرجات العلمية من الجامعات السعودية والأجنبية، إلى أن وصل عدد المبتعثين لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه داخل وخارج المملكة إلى أكثر من 64 مبتعثاً، إضافة إلى تنفيذ أكثر من أربعة آلاف دورة تدريبية، وأكثر من 1200 دورة بالتعاون مع جامعات وهيئات حكومية سعودية، وما يقارب من مائة دورة تدريبية خارج المملكة".
وأردف: "في كل عام ومع الاحتفال باليوم الوطني تتجلى تضحيات المئات من شهداء الدفاع المدني، الذين ضحوا بأرواحهم في ميادين الواجب، وسطروا أروع صور البطولة والفداء في خدمة الوطن، وحفروا أسماءهم بأحرف من نور في ذاكرة وطن الوفاء الذي أحاط أسرهم وعائلاتهم بكل الحب والرعاية".