اعتنى جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وهو يرسي ركائز الدولة السعودية الحديثة ، بأمن وسلامة أبناء المملكة والقادمين إليها من الحجاج والمعتمرين ، فأنشأ أول فرقة للإطفاء بالعاصمة المقدسة بعد سنوات قليلة من ملحمة توحيد البلاد ،لتكون هذه الفرقة هي النواة لجهاز الدفاع المدني ، الذي واكب مسيرة تطور بلاد الحرمين الشريفين في جميع المجالات خلال العقود الثمانية الماضية ، وأسهم بقوة في الحفاظ على مكتسبات الوطن وسلامة أبنائه والمقيمين به. ووجد قطاع الدفاع المدني كل رعاية واهتمام من القيادة الرشيدة لتعزيز قدراته من الآليات والمعدات والقوى البشرية المؤهلة لأداء رسالته الإنسانية والوطنية في حماية الأرواح والممتلكات حتى أضحى ينافس في إمكاناته وقدراته أحدث أجهزة الدفاع المدني والحماية المدينة في أكثر الدول تقدماً ، ويسهم بدور فاعل في التعامل مع الحوادث والكوارث في محيط المملكة الخليجي والعربي والإسلامي والدولي ويحصل على أرفع الأوسمة لأدائه المتميز وجودة خدماته. وتزامنت البدايات الأولى لجهاز الدفاع المدني السعودي مع خطوات المملكة الواثقة على طريق النهضة وامتلاك كل مقومات الدولة الحديثة والناهضة،بصدور أمر الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - بإنشاء أول فرقة للإطفاء في مكةالمكرمة عام 1346ه - 1926م وانضمت هذه الفرقة وقتها إلى جهاز الأمن العام تحت مسمى ( رئاسة عموم المطافي ) . وتوالت قرارات إنشاء فرق الإطفاء في السنوات اللاحقة في المدينةالمنورةوالرياض وبقية المناطق الأخرى ، وتوجت إنشاء المديرية العامة للإطفاء بوزارة الداخلية عام 1960م - قبل أن يتغير مسماها بعد 5 سنوات من ذلك التاريخ إلى المديرية العامة للدفاع المدني ، وصاحب هذا تحديد دقيق لمهام وأعمال الدفاع المدني التي تجاوزت مكافحة الحرائق إلى كافة أعمال الإنقاذ وتقديم الخدمات الإسعافية ومكافحة الكوارث على اختلاف أنواعها وأسبابها . وحرصاً من الدولة - رعاها الله - على الارتقاء المستمر بقدرات الدفاع المدني بما يتناسب مع التطور الكبير الذي شهدته المملكة خلال العقود التي تلت ملحمة التوحيد ، تعددت المستويات التنظيمية لمنظومة الدفاع المدني من خلال ما صدر من أنظمة ولوائح ، تحت مظلة مجلس الدفاع المدني الذي تشرف برئاسة فقيد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - لسنوات طويلة ، حقق خلالها الدفاع المدني طفرات هائلة في قدراته الآلية والبشرية ومنشآته التدريبية. // يتبع //