رصدت صحيفتا: "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، و"الجارديان" البريطانية، اليوم الأربعاء، إرجاء رئيسة البرازيل، ديلما روسيف، زيارتها المقررة إلى الولاياتالمتحدة الشهر المقبل؛ احتجاجاً على تجسس واشنطن على هذه الدولة ذات الاقتصاد الأكبر في أمريكا الجنوبية. وذكرت "الجارديان": أن إرجاء "ديلما" لزيارتها المزمعة إلى واشنطن، يعد بمثابة توبيخ لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والرد على عدم تحقيق واشنطن بشكل فوري في الاتهامات بتجسس وكالة الأمن القومي الأمريكي على البرازيل.
وقالت "الصحيفة": "يمثل هذا الإرجاء انتكاسة للعلاقات البرازيلية- الأمريكية، التي شهدت تحسناً ملحوظاً منذ تولي "ديلما" رئاسة البلاد عام 2011، وهي التي كانت ستصبح الرئيس الأجنبي الوحيد المدعو هذا العام لحفل العشاء، الذي يستضيفه البيت الأبيض الشهر المقبل، فضلاً عن وجود خطط لاستغلال هذه الزيارة؛ لتوقيع اتفاقيات للتنقيب عن الغاز، وصفقات المقاتلات العسكرية".
وقال رئيس البرازيل الأسبق، لولا دي سيلفا: "يجب أن يقدم أوباما اعتذاراً للعالم".
وفي الوقت نفسه، شدد وزير العدل البرازيلي، خوسيه إدواردو كاردوزو، على أنه في حالة التأكد من اتهامات التجسس الأمريكي، فإن هذا يمثل "انتهاكاً صريحاً للسيادة البرازيلية".
وقالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور": "أطلقت الحكومة البرازيلية برنامجاً للمراقبة أسمته "الأخ الأكبر"، في أعقاب ورود تقارير تفيد بتجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية، على شركات ومواطنين من البرازيل، من بينهم الرئيسة نفسها التي قررت إرجاء زيارتها، على الرغم من المحادثة الهاتفية المطولة التي تلقتها من "أوباما" أمس".
وأضافت: "أطلقت البرازيل أول مركز متكامل للقيادة والمراقبة "سى.آي. سى. سى"، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، وسيعمل بكامل طاقته بحلول نهاية العام الجاري، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها؛ لتعزيز الأمن قبيل انطلاق مسابقة كأس العالم لكرة القدم 2014 التي ستستضيفها، والتي قد تتضمن نشر مجموعة من الطائرات من دون طيار حول مواقع الفعاليات".
وأردفت "الصحيفة": "برنامج "الأخ الأكبر" الذي ستطلقه البرازيل لن يراقب الاتصالات الشخصية للمواطنين، على غرار وكالة الأمن القومي الأمريكي، بل سيكتفي بمراقبة قطاع كبير من "ريو دى جانيرو"، بواسطة نشر 560 كاميرا مراقبة في شتى أنحاء المدينة".
وتابعت: "ستجري متابعة الكاميرات في مركز عمليات به شاشات عملاقة بطول 80 متراً، وسط عدد لا يحصى من الخرائط التفاعلية التي تراقب كل شيء بداية من سيارات الإسعاف، وحتى توقعات العواصف الرعدية القادمة".