أشار نشطاء إلى مصرع ما لا يقل عن 61 شخصاً، وإصابة ما يزيد على المائة، بأنحاء مختلفة في سوريا، اليوم الأحد، في مواجهات بين محتجين وقوات الأمن السورية التي تحاول قمع احتجاجات مناهضة للرئيس بشار الأسد. وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" لCNN أن 41 شخصاً قُتلوا في "حماه"، في حملة شنّها الجيش السوري على المدينة فجر الأحد، إضافةً إلى 13 شخصاً لقوا مصرعهم في مدينة "دير الزور" المجاورة، علاوة على ثلاثة آخرين قضوا في محافظة "درعا". وفي هذه الأثناء، قال عمر الحبال، عضو ب "لجان التنسيق المحلية السورية"، إن دبابات اقتحمت "حماه" قُوبلت بمقاومة شرسة من قبل السكان، مضيفاً: "المدينة برمتها قررت المقاومة بالحجارة، وليس السلاح.. الجيش إما أن ينضم إلى الاحتجاجات وإما أن يغادرها". ودوَّت أصوات إطلاق النار لساعات في أرجاء المدينة، وارتفعت في بعض نواحيها سحب دخان أسود كثيف، قال السكان إنه ناجم عن القصف. وأضاف الحبال: "مكبرات المساجد تبث التكبيرات منذ الصباح.. وجميع مَن في الشارع يردّدون شعارات الشعب والجيش يد واحدة". ونقل شهود أن سكان المنطقة دخلوا في حوار مع القوات الحكومية، وقف على أثرها المحتجون فوق الدبابات وهم يهللون "سوريا توحدت". وفي الغضون، لقي خمسة أشخاص مصرعهم السبت، برصاص القوات السورية في "دير الزور" شرقي سوريا، كما تعرّضت المدينة لقصف بالدبابات وذلك في سياق حملات عسكرية أطلقها نظام دمشق لاجتثاث انتفاضة شعبية مناهضة تجتاح البلاد منذ أشهرعدة. وقال اثنان من سكان المدينة، رفضا كشف هويتهما لأسباب أمنية، إن الضحايا قضوا نحبهم عندما ألقت قوات الأمن السورية بقنابل يدوية على المساكن وفتحت نيران أسلحتها على المحتجين. وذكرا أن الدبابات قصفت منارات مسجدَيْن بالمدينة، وقال أحدهما: "لا يمكننا التحرُّك في المنطقة فكل الضواحي محاصرة.. لا يريدون وضع نهاية لذلك حتى النيل منا جميعاً". من جانبها، قالت الحكومة السورية إن "مجموعات مسلحة" في دير الزور قامت بقطع بعض الطرق وإقامة حواجز في شوارع المدينة وترهيب المواطنين، وهاجمت قوات حفظ النظام ومقر شرطة النجدة وسرقت بعض الأسلحة والذخائر. وبحسب وكالة الأنباء الرسمية، سانا، تصدّت القوات الحكومية لهذه "المجموعات المسلحة" وجرى تبادل لإطلاق النار، وتواصل قوات الأمن ملاحقة هذه العناصر، وتتعامل مع الوضع هناك بالطرق المناسبة. وتأتي التطورات بعد سقوط 23 قتيلاً، على الأقل، الجمعة، عندما تصدت قوات الأمن السورية بعنف لاحتجاجات مناوئة للنظام شهدتها أنحاء مختلفة من البلاد، تحت شعار "صمتكم يقتلنا"، وفق نشطاء. وتشهد سوريا منذ منتصف مارس الفائت احتجاجات شعبية للمطالبة بالديمقراطية تصدى لها نظام سوريا بحملة قمع دموية تغيّرت على أثرها مطالب المحتجين إلى المطالبة بالإطاحة بنظام الرئيس، بشار الأسد، بعد 11 عاماً في السلطة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه، ومنذ اندلاع الانتفاضة، لقي 1513 مدنياً مصرعهم إلى جانب مقتل 367 من عناصر الأمن السوري، علماً أن الحصيلة لا تشمل ضحايا جمعة "صمتكم يقتلنا". من جانبها، قالت منظمة حقوقية أخرى إن لديها قرابة ثلاثة آلاف اسم لسوريين "مفقودين" منذ أشهر، بعد أن قبضت عليهم قوات الأمن خلال الاحتجاجات.