أقر مسؤول عسكري بارز في مصر إخضاع محتجات اعتقلن إبان ثورة 25 يناير، ل "فحوصات عذرية" إجبارية، وذلك في أول تأكيد رسمي بعد نفي السلطات العسكرية، التي تتولى تسيير شؤون البلاد بعد رحيل الرئيس السابق، حسني مبارك، للمزاعم التي طالبت منظمة "أمنستي" في وقت سابق بالتحقيق فيها. ودافع الجنرال، الذي رفض كشف هويته في معرض تأكيده للفحوصات، عن الخطوة قائلاً: "هؤلاء الفتيات أقمن في مخيمات الاعتصام إلى جانب المحتجين الذكور في ميدان التحرير، حيث عثرنا على "مولوتوف ومخدرات". مضيفاً أن فحوص العذرية أجريت كخطوة احترازية حتى لا تزعم المحتجات في وقت لاحق تعرضهن للاغتصاب من قبل السلطات المصرية، وقال: "لا نريد أن يدعين في وقت لاحق أنهن تعرضن لتحرشات جنسية أو الاغتصاب.. لذلك أردنا إثبات أنهن لم يكن عذارى من البداية". وتناقض تصريحات المصدر ما أدلى به الرائد عمرو إمام، ونفى فيه ما ورد بتقرير منظمة العفو الدولية "أمنستي" في مارس، عن مزاعم إخضاع محتجات معتقلات ل "فحوص عذرية إجبارية". وحينها أكد إمام اعتقال 17 امرأة، بيد أنه نفى مزاعم تعرضهن للتعذيب أو لفحوصات العذرية. وكانت "أمنستي" دعت السلطات المصرية إلى مباشرة تحقيق في مزاعم تعرض نساء محتجات قبض عليهن في ميدان التحرير، للتعذيب على أيدي عسكريين تابعين للجيش، بما في ذلك إخضاعهن ل "فحوصات عذرية". وجاء في تقرير المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان: "عقب إخلاء المحتجين من ميدان التحرير بالعنف في 9 مارس، احتجز العسكر ما لا يقل عن 18 امرأة في الحجز العسكري. وأبلغت محتجات منظمة العفو الدولية أنهن تعرضن للضرب وللصعق بالكهرباء، وأخضعن لعمليات تفتيش بعد تعريتهن، بينما قام جنود ذكور بتصويرهن، ومن ثم أخضعن "لفحوصات لعذريتهن" وهددن بتوجيه تهم البغاء إليهن. وشهدت مصر انتفاضة شعبية للمطالبة بالديمقراطية والتغيير، لازم فيها المحتجون "ميدان التحرير" طيلة 18 يوماً، وانتهت بتنحي مبارك في 11 فبراير الماضي، وتولي الجيش، الذي انحاز طيلة الاحتجاجات للثورة، مهام إدارة البلاد حتى إجراء انتخابات خلال عام. إلا أنه في التاسع من مارس هاجم الجيش المعتصمين وأخلى بعضهم بالقوة من الميدان. ووصفت سلوى حسني (20 عاماً) وتعمل مصففة للشعر، وهي واحدة من اللواتي ورد ذكر أسمائهن في تقرير "أمنستي" تفاصيل قيام جنود بالزي العسكري بتقييدها إلى أرضية المتحف المصري، وصفعها على الوجه وتعريضها من ثم للصعق بالكهرباء وسبها ب "العاهرة". وأضافت قائلة: أرادوا تلقيننا درساً وجعلنا نشعر بأنه لا كرامة لنا". وقالت: إنها اقتيدت و 16 فتاة أخرى، إلى سجن عسكري في "هيكستب"، وأجبرت مع عدد آخر من المحتجزات على الخضوع "لفحوصات لعذريتهن" قام بها رجال. وقالت: إنهن انصعن لأوامر محتجزيهن بعد تهديدهن بالمزيد من الصعق بالكهرباء، مضيفاً: "كنت على وشك انهيار عصبي.. كان عدد من الجنود يقف خلفنا يراقب ظهر السرير.. أعتقد أنهم وقفوا هناك كشهود". ويذكر أن المصدر العسكري الرفيع أشار إلى اعتقال 149 شخصاً في التاسع من مارس جري تقديمهم لمحاكم عسكرية قضت على بعضهم بالسجن لمدة عام، لكن تنفيذ العقوبات أوقف بعد اكتشاف أن بعضهم من حملة الشهادات الجامعية "لذلك قررنا منحهم فرصة أخرى"، على حد قوله.