تدشّن وزارة العدل وأكاديمية الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي، الدورة الثانية من برنامج التغطيات الإعلامية للقضاء والقضايا المنظورة، وهو يهدف لاستحداث إعلام متخصص في المجال القضائي ليمارس دوره وفق ضوابط قانونية تساهم في تحقيق تفاعل وتواصل أكبر بين القضاء والإعلام. ومن بين الأهداف التي يسعى البرنامج إلى تحقيقها المساهمة في تأهيل الإعلاميين المتخصصين في مجال القضاء والتعامل مع القضايا المنظورة.
ومن المقرر انطلاق أعمال الدورة صباح بعد غدٍ الاثنين في فندق "الهوليدي إن" في الرياض.
وقال المستشار الإعلامي لوزير العدل المتحدث الرسمي والمشرف على البرنامج فهد بن عبدالله البكران: "البرنامج يأتي ضمن محور نشر الثقافة العدلية في مشروع الملك عبدالله لتطوير مرفق القضاء وفي إطار محاور وأهداف الخطة الاستراتيجية للوزارة لتنفيذ المشروع الطموح، انطلاقاً من إيمان الوزارة بأهميّة نشر الثقافة العدلية، وتوفيرها وفق أعلى معايير الوضوح والشفافية لمختلف الفئات المعنيّة، وزيادة التواصل الإيجابي بين وسائل الإعلام والمؤسسة العدلية، وتوثيق العلاقة بين القضاء والإعلام لتغطية شؤون العدالة بكفاءة ومهنية عالية، تخدم الصالح العام".
وأضاف: "البرنامج الذي تنفذه أكاديمية الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي يهدف لزيادة حصيلة الإعلاميين بشؤون القضاء في المملكة العربية السعودية وتعريفهم بأنواع القضاء والمحاكم وتخصصاتها وإجراءاتها القانونية".
وأشار إلى أن البرنامج يسعى إلى أهمية المهنية الإعلامية عبر ميثاق العمل الإعلامي، وأكد أن البرنامج التدريبي سيزود المشاركين بمهارات الأزمة لتعاطي الصحافة مع القضاء مع عرض أمثلة واقعية عن تعاطي الإعلام مع قضايا منظورة في المحاكم.
وقدّم مدير عام أكاديمية الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي عبد المحسن بن إبراهيم البدر الشكر لمقام وزارة العدل على تبني ورعاية هذه الدورة واختيارها لأكاديمية الأمير أحمد بن سلمان لتنفيذها.
وقال "البدر": "الهدف من الدورة هو السعي لتأسيس إعلام متخصص لتقريب المسافة بين العدل والإعلام بما يكفل الوصول لنتائج تُسهم في نشر الثقافة العدلية وفق نظرة إعلام مسؤول ضمن ضوابط يجب التقيد بها في إطار التحول لإعلام متخصص".
وأضاف: "تنفيذ البرنامج يأتي ضمن توجّه الأكاديمية لإطلاق مشروع الإعلام المتخصص في مجالات عمل مختلفة، وذلك بالتعاون مع المؤسسات المعنية بكل تخصص على حدة، والأكاديمية ستعمل على عقد شراكات مستقبلية مع عدة جهات في إطار الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها لتأسيس إعلام متخصص".
وأردف: "تهدف أكاديمية الأمير أحمد بن سلمان للإسهام في تطوير قطاع الإعلام السعودي عبر مشروع الإعلام المتخصص الذي سيعمل على دعم المؤسسات الإعلامية بكوادر تحرير متخصصة في كل المجالات الحيوية المتنوعة وتطوير مهاراته عبر الإلمام بمفاهيم التخصص ومتطلباته ومصطلحاته من خلال التدريب المستمر على تطبيق القواعد التحريرية باحترافية في المعالجات المتعلقة بالمنظمة المعنية بالتخصص".
وقال مستشار التدريب والتطوير في أكاديمية الأمير أحمد بن سلمان والمشرف على برنامج الإعلام العدلي الدكتور سلطان الحمزي: "البرنامج وضع عدة محاور للنقاش تتضمن رؤية المعالجة الصحفية المتعلقة بالإعلام العدلي، ويجري الحديث فيها عن واقع معالجات الصحفيين للقضايا العدلية المحلية، ورأي المتحدث الرسمي للوزارة حيال تلك المعالجة، والمعايير الشكلية للتحرير، وتطبيق نظام المطبوعات والنشر على التغطيات العدلية وفق رؤية قانونية، بالإضافة إلى الحديث عن السياسات التحريرية وتأثيراتها على مضمون المعالجات العدلية".
وأضاف "الحمزي": "البرنامج يستعرض نماذج لمعالجات صحفية تناولت القضايا العدلية، حيث سيتم نقدها في ضوء المعايير المهنية، والحديث عن نظام قضاة التنفيذ الجديد، وتناول المعايير المشتركة بين الفنون الصحفية والفروقات بين كلٍ منها، كما سيتضمن نقاشاً مفتوحاً مع مستشار وزير العدل والمتحدث الرسمي فهد البكران ومدير عام أكاديمية الأمير أحمد بن سلمان عبد المحسن البدر".
وأعلن المشرف على البرنامج أسماء المشاركين المتحدثين وهم رئيس تحرير صحيفة "اليوم" عبد الوهاب الفايز، نائب رئيس تحرير صحيفة "الجزيرة" فهد العجلان، الأكاديمي الإعلامي السعودي الدكتور ماجد الماجد، رئيس لجنة النظر في قضايا المحال والأفراد في وزارة الإعلام القاضي عبدالعزيز المهنا، قاضي الاستئناف يوسف الفراج ، مستشار وزير العدل والمتحدث الرسمي للوزارة فهد البكران ومدير عام أكاديمية الأمير أحمد بن سلمان، عبد المحسن البدر.
ويستعرض برنامج الإعلام العدلي التغطيات الإعلامية للقضاء والحالات المنظورة، وذلك بتناول تطبيقات تحريرية ورؤية قانونية، لاستحداث إعلام متخصص في مجال القضاء بحيث يمارس عمله وفق ضوابط قانونية بعيداً عن الإثارة والخوض في أعراض الناس وتحقيق تفاعل وتعاون وتواصل أكبر بين القضاء والإعلام، فضلاً عن الهدف الأساس الذي يتمحور حول تأهيل الصحفيين في مجال القضاء والتعامل مع القضايا المنظورة.
وتستعرض جلسات البرنامج عدداً من النماذج التطبيقية للمعالجة الصحفية للشأن العدلي بإشراف نخبة من المختصين في الحقل العدلي والحقوقي والإعلامي، بالإضافة إلى مناقشة طرق التواصل للتأكد من الأخبار والمعلومات الصحفية التي تتناول الجانب القضائي وآليات التأكد من موثوقية الخبر عبر التواصل مع إدارات الإعلام والعلاقات العامة بوزارة العدل ورؤساء المحاكم مع التركيز على الحدود المشتركة والمتباينة بين القضاة والمحامين من جانب والإعلام من جانب آخر.
وتسعى وزارة العدل إلى تعزيز سبل التعاون بين الإعلام والقضاء وذلك بوصفه صمام الأمان لأي مجتمع حضاري، حيث يأتي هذا البرنامج ضمن اتفاقية بين وزارة العدل وأكاديمية الأمير أحمد بن سلمان لتدريب منتسبي الجهتين على التعاطي والتناول الإعلامي لأخبار القضاء والمحاكمات وأسس الموثوقية والمسؤولية التي أقرتها الأنظمة المعمول بها حالياً.
وعقدت الدورة الأولى من البرنامج في محافظة جدة خلال الفترة من 17 يونيو إلى 19 يونيو 2013، بمشاركة 25 صحفياً يمثلون غالبية الصحف السعودية. ولاقى البرنامج استحسان الصحفيين المشاركين والمؤسسات الإعلامية.