اعتبر الإعلامي غالب كامل، التكريم الذي حصل عليه في "معشوقته" الرياض في احتفالية "سبق" بمناسبة مرور 5 سنوات على تأسيسها، أهم تكريم في حياته. جاء ذلك خلال استضافته في برنامج "وينك" الذي يقدمه الإعلامي محمد الخميسي على قناة "روتانا خليجية"، مساء كل ثلاثاء، ويلقي من خلاله الضوء على حياة أبرز النجوم والمشاهير الذين قرّروا الابتعاد عن الساحة الإعلامية واعتزال الحياة العامة.
وفي حلقة هذا الأسبوع استضاف الخميسي الإعلامي السعودي المخضرم غالب كامل في حلقة مشوقة، وألقى فيها الضوء على أسباب غيابه.
واستهل الخميسي البرنامج بشهادات من شخصيات سعودية عاصرت كامل عن قرب، وعاشت معه مراحل وتجارب مختلفة منذ انطلاقته في العمل الإعلامي، والذي كان من أبرز مؤسسيه، وهو يعتبر من أهم رموز الإعلام السعودي، حيث تمكن من احتلال موقع مميز بين عمالقة العصر الإعلامي الذهبي بفضل موهبته الفذة وأدائه المميز.
بدأ غالب كامل حياته الإعلامية في إذاعة جدة ومنها انطلق إلى إذاعة الرياض، ومع افتتاح هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية تم اختياره لتقديم نشرة الأخبار وكمعد للبرامج، وخلال أربعين عاماً من العمل في قطاع الإعلام كان غالب خلالها مرافقاً للملوك في رحلاتهم الرسمية، وشاهداً على مراحل مهمة من تاريخ المملكة وأحداثها وتحولاتها في النصف الثاني من القرن العشرين.
ونال غالب كامل شهادة الماجستير في الآداب من جامعة الإسكندرية، ووهب حياته للإعلام، ومع أنه ترك المهنة غير أنه بقي وفياً لها مع الأمل بالعودة إلى الشاشة الفضية.
وبدأ كامل لقاءه في "وينك" شاكراً مشاهدي روتانا خليجية، مقدراً كامل المجهود الذي قام به فريق العمل للوصول إليه. وفي رده على سؤال "وينك" عكس غالب العرف في الإعلام حيث كان المضيف ليصير الضيف مع محمد الخميسي، وأكد أنه معلّق في الهواء وأثير التلفزيون، وبات رهين جهازي التلفزيون والكمبيوتر حيث يمكث في منزله في الأردن الذي انتقل إليه لأسباب صحية، فهو لديه حساسية من الغبار.
وعن مغادرته للتلفزيون السعودي، أعاد غالب الأمر إلى سن التقاعد الذي وصل إليه، وهو لم يخضع لمسألة الوساطة الاستثنائية لكي يجدد بقاءه على الشاشة كما كان يمكن أن يحصل. واختصر الكلام قائلاً بأن أي إنسان نظامي وصادق وناجح لا ينال حقه، وقصد بالكلام شخصه وغيره، معتبراً أن الإعلام السعودي لم يستطع المحافظة على أبنائه الموجودين.
وفي سياق الكلام لم يسجل كامل أي عتب على وزارة الإعلام الحالية أو على غيرها، معتبراً أن لكل إنسان ظروفه ووجهة نظر ورؤية معينة، لكنه ذكر أن الإعلاميين القدماء يجب أن يكون لهم وضع خاص، حتى إن من توفي منهم لم تلتفت لهم وزارة الإعلام بلفتة. ولم يسجل مانعاً بالعودة إلى الإعلام إذا طلب منه ذلك وكان قادراً على تحضير البرامج كما في السابق، ولكنه عاد وقال: لنترك المجال للجيل الشاب الذي لديه طموح وكفاءة ليتابعوا المسيرة.
وعن معاصرته للملوك، ذكر كامل مواقف كثيرة حصلت معه خلال السنين التي قضاها بجنبهم. وخصّ الملك فيصل- رحمه الله- الذي عندما افتتح كلية القيادة والأركان وكان هو المذيع المرافق للحفلة، أراد بعد الاحتفال كتابة كلمة على السجل، وكان غالب كامل ينقل مباشرة ما يكتب "بسم الله الرحمن الرحيم" وهي آية يبدأ بها كل عمل، فبادره الملك بقوله: تذيعون "فيصل قال" وفيصل فعل فعندما أكتب ماذا ستقولون، فرد عليه غالب: "نقول فيصل كتب" فبدأ الملك يكتب وهو يقرأ ما يكتب.
وعن أكثر المواقف تأثيراً قال كامل: إنها كانت حين نقل مباشرة مراسم جنازة الملك فيصل- رحمه الله- حين ارتجل كل الكلمات التي قالها في تلك المناسبة الحزينة، وظهر تأثره إلى درجة البكاء، وكذلك حين توفي الملك خالد- رحمه الله.
وتحدث عن بعض اللقاءات والحوارات الفنية التي أجراها والمواقف العدة التي حصلت معه، ومنها حين كان يغطي احتفالات استقلال دولتي البحرين وقطر، بعدها انتقل مع الفريق إلى الإمارات حيث التقوا في الفندق نفسه مع فنانين كُثر منهم فهد بلان وسميرة توفيق، وكانت فرصة لتسجيل لقاءات للتلفزيون، وبعد تسجيله مع فهد بلان التقى سميرة توفيق. وبعد عودته إلى السعودية أخبر وزير الإعلام إبراهيم العنقري حينها باللقاءات التي أجراها فقال له: "اعرض فهد بلان، واترك سميرة توفيق إلى بعد العيد" وبثت في وقتها، وطلب إعادة بثها عدة مرات على المحطات السعودية الأخرى، وفوجئ ببرقية من الوزير بحسم أسبوع من راتب من أجرى المقابلة مع سميرة توفيق، وثلاثة أيام ممن أجاز المقابلة، والسبب أن مقابلتهم أتت بعد مقابلة الشيخ حركان الذي اعترض على التوقيت.
وتحدث الإعلامي غالب كامل عن مسيرته وعن العديد من المواقف الإعلامية الغنية التي تعتبر دروساً للجيل الصاعد، والتكريمات الثلاث التي حصل عليها، خصوصاً التكريم الذي حصل عليه في "معشوقته" الرياض في احتفالية "سبق" بمناسبة مرور 5 سنوات على تأسيسها، والذي يعتبره أهم تكريم؛ لأنه حصل في مدينة يحبها. وتابع عن كيفية مساهمته في اختيار المناقشات مع المسؤولين أسماء البرامج التلفزيونية ومراقبتها. وختم لقاءه كما بدأه بالشكر والتركيز على حب العمل لتكون النتيجة ناجحة، وأثنى على التطور الحاصل في وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتبر جيدة وسيئة بحسب استعمالها.