كشف المذيع غالب كامل مقدم نشرة الأخبار على شاشة القناة الأولى، أنه خرج من التليفزيون السعودي بعد أعوام من العمل وهو لايملك من الدنيا شيئا لدرجة أنه لا يملك بيتا وكل ثروته هي الصحة وحب الناس، وأكد المذيع الذي كان يتمتع بإطلالة خاصة وكاريزما جاذبة أن هناك رغبة ملحة داخله للعودة مجددا للإطلالة عبر التليفزيون، وتلقى عددا من العروض بعد تقاعده من العمل الحكومي ولكنه يرفضها في اللحظات الأخيرة بدافع المحبة والولاء والعمر الطويل الذي قضاه في القناة الأولى، حيث يحتم عليه ذلك الابتعاد عن أي مكان عمل آخر، وبين في حديثه ل «شمس» أن الحركة الإعلامية كانت تأسيسية للإعلام السعودي وفيها مشقة وتعب، أما الآن فالأمر مختلف وهناك بون شاسع، على حد وصفه «في تلك الفترة لم يكن أحد غيرنا موجودا على الفضاء، لذلك رسخنا في أذهان الناس، وأدى ذلك لتفاعل الجمهور معنا، والآن مع كثرة الفضائيات فإن ظهور المذيع السعودي لن يكون مثل ظهورنا السابق ولكنها معادلة صعبة لأن الناجح سيفرض نفسه ولدينا كثر جيدون وأتمنى لهم إكمال المسيرة بنجاح». وأبدى كامل دهشته من الأرقام الكبيرة التي بات يتقاضاها المذيعون ومقدمو البرامج في الوطن العربي، متحسرا على الزمن الجميل الذي كان يتمتع فيه المذيعون بإمكانيات لا تتوافر اليوم، ومع ذلك لا يحصلون على مردود كبير «في وقتنا كنا نتبع نظام ديوان الخدمة المدنية، أي موظف فقط بإمكانيات مادية ضعيفة، وفي السابق كان يصعب إيجاد المذيع الناجح والمتميز، حيث يجتاز المذيع صعوبات كبيرة حتى يصل إلى اسم مذيع، والآن للأسف ليست متوافرة هذه الصفة حيث بسهولة يصبح الشخص مذيعا، وقد اقترحت في السابق أن يكون هناك كادر خاص للمذيعين يميزهم عن غيرهم، لأن عالم الإعلام دراسة وصناعة، وليس بالسهولة ذاتها يمكن إيجاد مذيع متمكن، وأتمنى أن يتم الاختيار ضمن شروط صحيحة، والشباب اليوم وجدوا الإمكانيات الفنية والمادية أكثر من الماضي». وبحديث مليء بعبارات الحنين تذكّر كامل مجموعة من زملاء المهنة الذين عاصروه، مؤكدا أنهم الجيل الذهبي للشاشة في تلك الفترة «ظهرت مع زملائي المذيعين القدامى في فترة واحدة، ومنهم محمد الشعلان، رحمه الله، حيث كان من الأصوات الرائعة، وماجد الشبل ومحمد كامل خطاب، وصاحب الابتسامة جميل سمان، وسبقنا الكثيرون الذين أعتبرهم أساتذة لنا، مثل زهير الأيوبي وبدر كريم وعباس غزاوي، رحمه الله، ومحمد المشيخ ومحمد الصبيحي ومطلق الذيابي، أما قائد السفينة والإعلامي الأول بلا منازع فهو وزير الإعلام السابق جميل الحجيلان، ولا أريد أن أنسى أحدا، وما زال التواصل قائما مع الموجودين من زملائي». وعند سؤاله عن التكريم الذي ناله من مهرجان المفتاحة، ذكر المذيع غالب كامل أنه استأذن من الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير، وذلك كي يطوف بالجائزة على أنحاء المملكة ويتقاسمها مع زملائه المذيعين، وبالأخص المرضى منهم «كما هو معروف فإن هناك من يكرم بعد مماته، وهذا ما حصل لبعض زملائي، وأتمنى أن يكون هناك تكريم للمبدعين أثناء وقت عملهم». لافتا إلى أنه تم تكريمه ثلاث مرات، إحداهن في مهرجان الإعلام العربي في القاهرة عام 2008، ثم في مهرجان المفتاحة عام 2009 بعد تقاعده من التليفزيون، وتم تكريمه أيضا في النادي الأدبي قبل وقت قصير «أذكر أن تكريم القاهرة لم يكن له طعم، لأنه خارج الوطن، أما داخل المملكة فهو التكريم الحقيقي لي، وأشكر الله على ذلك على الرغم من أن هناك من توفاهم الله من زملائي أحق مني بهذا التكريم»، وفي ختام حديثه شكر المذيع غالب كامل «شمس» على المبادرة التي قامت بها، التي تمثلت في زيارة الإعلاميين للمذيع ماجد الشبل، شفاه الله، معتبرا أن هذه اللفتة جزء من الوفاء من جيل عاصر الأيام الأخيرة لهم على الشاشة، متمنيا في الوقت نفسه أن تستمر تجاه مبدعي الوطن .