توقَّع تقرير حديث ارتفاع الطلب على الحليب في السعودية، وقد يصل ذلك إلى ضِعف الاستهلاك المحلي عام 2015، ووفقاً للتقارير فإن هذا الأمر يمثل ضغطاً على مصانع الألبان الحالية ومنتجاتها، وهو ما يدفعها إلى إضافة خطوط إنتاج جديدة، أو إنشاء مصانع جديدة؛ لتلبية احتياجات السوق المحلية، وذلك في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج من المواد الخام والعمالة. ووفقاً لتقارير شركة تتراباك المتخصصة في حلول معالجة الأغذية السائلة وتعبئتها تتوقع زيادة استهلاك الحليب المنكَّه، بمعدل يزيد عن ضِعف معدل زيادة استهلاك الحليب العادي حتى عام 2015.
وأشار التقرير إلى اتجاه المستهلكين بشكل متزايد نحو استخدام الألبان بالنكهات المختلفة ذات القيمة الغذائية العالية والمعلبة جيداً، كبديل للمشروبات الأخرى. ويتوقع التقرير أن يزيد استهلاك الحليب المنكَّه، ثالث أكثر منتجات الألبان السائلة استهلاكاً بعد اللبن في السعودية، بمعدل نمو سنوي مركب يُقدَّر بحوالي 4.1% حتى عام 2015؛ حيث سيزداد الاستهلاك من 102 مليون لتر إلى 135 مليون لتر.
وقد حددت "تتراباك" أربعة أسباب رئيسة وراء زيادة استهلاك الحليب بالنكهات المختلفة. ويأتي في مقدمة هذه الأسباب توجُّه المستهلكين نحو الأغذية الصحية والغنية بالقيمة الغذائية، وهو ما يشجعهم على التحوُّل لمنتجات الألبان ذات القيمة الغذائية الكبيرة، وبصفة خاصة في البلدان النامية مثل السعودية.
ويعدُّ التحضُّر أو الانتقال للمناطق الحضرية ثاني هذه الأسباب، بالإضافة إلى الرخاء الاقتصادي وسرعة وتيرة الحياة العصرية، وزيادة الاستهلاك السريع للحليب المنكَّه الجاهز؛ للشرب في عبواته المعلَّبة بأحجامها المناسبة للجمهور.
كما يعدُّ السبب الثالث وهو حرص المستهلكين على تجربة الأغذية والمشروبات الجديدة، عاملاً يؤهِّل الحليب المنكَّه لتلبية هذه الحاجة. وأخيراً وليس آخراً يبحث المستهلكون عن تجارب "ممتعة" في الأكل والشرب كوسيلة للهروب من التحديات اليومية خلال أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي.
وأوضح خبراء واقتصاديون أن التضخم العالمي أسهم في ارتفاع أسعار الغذاء محلياً، مشيراً إلى أن أسعار الحليب المجفف ترتفع عالمياً بشكل مستمر، وذكر أن أسعار الحليب البودرة الأخرى ترتفع وفق الدول المستورد منها، وقال إن أسعاره في ارتفاع مستمر وفقاً لأخر مؤشرات، وأكد أهمية مواجهة ذلك؛ حتى لا تنعكس على المنتج النهائي.
ويتوقع مختصون أن ترتفع أسعار الحليب طويل الأجل خلال العام 2013 بنسبة من 10% : 15% في السوق المحلية؛ وذلك بسبب زيادة أسعار المواد الخام التي تدخل في إنتاج بعض المواد الغذائية، وفي مقدمها خامات الحليب طويل الأجل، وارتفاع الطلب على الحليب البودرة.