شهد اليوم الأول في معرض الرياض الدولي إقبال نسائي كبير في الصباح , كثافة رجالية كبيرة في الفترة المسائية , مع وجود نسائي ضعيف. واجمع زوار المعرض على أن الأسعار مرتفعة جدا , وتفاوت كبير في سعر الكتاب الواحد من دار نشر لأخرى , وإقبال كبير على الكتب الإسلامية والروايات والقصص . وتراجع عرض كتب الطبخ والحلويات التي كانت تشغل حيزا كبيرا في المعارض السنوات السابقة , كما شهد المعرض تواجد أمني ملحوظ في المساء , وتفتيش لأي حقيبة يد , كما سجل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تواجدا ظاهرا في المعرض , فيما لوحظ تواجد لموظفي وزارة الثقافة والإعلام واستجابتهم لأي شكوى من وجد كتاب مخالف . واطلعت "سبق" على تقارير من جهاز الهيئة حول بعض الكتب المخالفة . المعرض الذي يستمر أحد عشر يوما "ينتهي الجمعة 26 ربيع الأول"خصص اليوم الأول لحفل الافتتاح "أول أمس الثلاثاء" وستة أيام للجميع "رجال ونساء" وأربعة أيام للرجال فقط ,أشبه بتظاهرة ثقافية , ونزهة أسرية , ورحلة للشباب للتنزه والالتقاء , وفرصة للقاء المؤلفين بالقراء ,وسجلت مبيعات الكتب الإسلامية تقدما ملحوظا , وبعدها القصص والروايات وقصص الأطفال . ولم يسجل في المعرض وجود عناوين جديدة بشكل ملحوظ , وهو ما كان يسأل عنه الزوار في أي دار , وكانت الشكوى عامة من الأسعار. وشاهدت "سبق" سحب بعض الكتب منها كتاب "الكبار وعلاقتهم بسوزان تميم" من "دار مصر المحروسة" , كما اختفت من الدار كتب جمال البنا المثيرة للجدل , وإن كان بعض الزوار استطاع الحصول عليها , كما اشتكى الزوار من عدم التزام دور النشر بالتخفيضات المعلنة , وإخفاء الكثير منها قوائم العرض , وعدم تدوين الأسعار على الكتب , وهو ما يسمح للبائع بوضع أي سعر.
ومن الملاحظات المثيرة اللافتة التي وضعت على جناح السنغال ضيف الشرف بمناسبة الأسبوع الثقافي لجمهورية السنغال , كتب الآتي على اللافتة بشكل بارز"معارض..موسيقى ..رقص..التصوير ..مؤتمرات ..السينما ..الفنون والصناعة التقليدية" وهو ما أثار انتباه الزوار متسائلين أين "الرقص" و"الموسيقى" و"السينما" ' كذلك ملاحظة غياب المشاركة الإيرانية , حيث رصدت "سبق" وجود موقعين في المعرض لدارين إيرانيتين هما "نشر إحسان" و"دار الثقافة والفن الإيراني" , لكن لا يوجد أي شيء فيهما ولا موظفين, وبقيت الأرفف خاوية . وسجلت "سبق"وجود أول دار نشر هندية باللغة العربية والأوردية , هي "دار النشر الإسلامي"وكما قال المسؤول عنها ل"سبق" : إن هذه المرة الثانية التي نشارك فيها بمعرض الرياض الدولي للكتاب . أما عن الكتب الأكثر مبيعا فيقول الكاتب نواف القديمي "هي الكتب الأكثر رصانة وموضوعية " , وأضاف قائلا ً: أن الإقبال ملحوظ من بداية المعرض , في حين قال الدكتور عبد العزيز الداود إن الإقبال جيد ولكن جنون الأسعار ملحوظ , وتفاوت سعر الكتاب الواحد من دار لأخرى , مشيرا إلى أن كتاب "حرية التعبير"عندما بحث عنه إلكترونياً في المعرض وجده في أكثر من دار ويتفاوت سعره من 60 ريالا إلى 100 ريال , رغم أنها نفس الطبعة بنفس المواصفات. وطالب آل داود بالتخفيف من الإزعاج الذي تسببه إذاعة المعرض بالإعلان عن الفعاليات , وقال "إنها حولت المعرض إلى حراج للإعلانات " مطالبا بوقف هذا الإزعاج . أيضا اشتكى آل داود من عدم وجود جلسات استراحة لكبار السن . وقال مدير النشر في "البيان" إن المذهل القوة الشرائية في اليوم الأول من المعرض , بالمقارنة مع السنوات الماضية , مشيرًا إلى أن أكثر الكتب مبيعا هي كتابي الشيخ سفر الحوالي "الاشاعرة ..عرض ونقض" و"أصول الفرق والأديان والمذاهب الفكرية" , موسوعة الشيخ محمد الدويش"نماء ..منهج بناء الشخصية الإسلامية" . وقال الشيخ الدويش ل"سبق"إن الموسوعة استمر العمل فيها سنتين وشارك فيها عدد كبير من الباحثين التربويين . وأيضا من الكتب الأكثر مبيعا كتاب" زمن الخليج " وإيران تستيقظ ..مذكرات الثورة والأمل " للمعارضة الإيرانية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام , وكتاب "اليوسوعية والفاتيكان" , وكتاب "الحرية الدينية في السعودية"للشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين , وكتاب "القاموس الجنسي عن العرب" وكتاب "بنات الرياض ..حقيقة رواية بنات الرياض" للكاتب فيصل بن سعيدان , تقديم الدكتور عوض القرني, كتاب "الحياة الزوجية والحركات الرومانسية". ورصدت "سبق" عدم وجود الكتب المثيرة للجدل خاصة في دور نشر "الساقي" و"منشورات شركة ضياء الريس" و"الانتشار العربي" و"مصر المحروسة" و"دار الفرابي" , وأن كانت كتب د. نصر حامد ابوزيد ومحمد سعيد العشماوي وعلي حرب والانصاري التي يدور حولها جدال كبير تباع في بعض دور النشر. وقام الشيخ يوسف القرضاوي الذي يعاني من وعكة صحية ويرقد في مستشفى الملك فيصل التخصصي , بزيارة المعرض في يومه الأول , وسجل انطباعاته عن المعرض في برنامج قناة "الثقافية".