في رد على إعلان طرابلس مقتل أحد أبناء الزعيم الليبي، معمر القذافي وثلاثة من أحفاده في غارة للناتو، قال حلف الأطلسي: إن مقاتلاته تضرب وبدقة أهدافاً ذات طبيعية عسكرية ومرتبطة بشكل واضح بالهجمات المنتظمة لكتائب القذافي ضد المدنيين. وبدورها، شككت إدارة واشنطن في المزاعم الليبية، في ردة فعل مشابهة لتلك التي أبدتها المعارضة الليبية لإعلان الحكومة الليبية مقتل سيف العرب القذافي، إضافة إلى ثلاثة من أبنائه، في قصف خرج منه القذافي سالماً. وقال الجنرال تشارلس بوشار قائد العمليات العسكرية للناتو، في بيان: "نأسف لكافة الخسائر في الأرواح، تحديداً المدنيين الأبرياء ممن تأذوا نتيجة النزاع القائم". وتابع: "الناتو يفي بقرار الأممالمتحدة لوقف ومنع الهجمات ضد المدنيين، بضربات دقيقة وبحرص، على نقيض قوات القذافي التي تتسبب في الكثير من المعاناة". ونفى بوشار استهداف طائرات الحلف المقاتلة للمدنيين، قائلاً: إن كافة الأهداف ذات طبيعة عسكرية واضحة ومرتبطة بشكل واضح بالهجمات المنتظمة لنظام القذافي على الشعب الليبي". وتأتي تأكيدات الناتو رداً على إعلان متحدث باسم الحكومة الليبية مقتل نجل القذافي وثلاثة من أحفاده فجر الأحد. وقال موسى إبراهيم في تصريحات للصحفيين في وقت مبكر من صباح الأحد: إن القذافي وزوجته كانا في منزل سيف العرب، الذي استهدفه صاروخ أطلقته قوات الناتو، إلا أنهما نجيا من القصف وحالتهما "طيبة"، مشيراً إلى أن القصف أسفر أيضاً عن مقتل ثلاثة من أحفاد القذافي. والأسبوع الماضي، نجا القذافي من قصف شنته مقاتلات الأطلسي على مقره في باب العزيزية، وأكد المتحدث باسم الحكومة الليبية أن الزعيم الليبي ما زال على قيد الحياة. وفي الأثناء قال مسؤول رفيع في إدارة الرئيس باراك أوباما: "نحن على علم تام بالتقارير، لكن لا يمكننا تأكيد هوية من قُتل، إذا كان هناك بالفعل شخص قتل، حتى رؤية أدلة ملموسة". ونقلت (CNN) عن مسؤول أمريكي بارز قوله: إن أفراداً من الدوائر المقربة من القذافي أطلعت عدداً من المسؤولين في الإدارة الأمريكية على "مقتل شخص ما مهم في النظام" دون تحديد هويته، إلا أنهم جزموا بأنه ليس القذافي. من جانبها، شككت المعارضة الليبية في مزاعم مقتل نجل القذافي، وقال ناطق باسمها: لم نسمع من قبل بسيف العرب وحتى بداية الثورة. وقال عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي في بنغازي: "نشك في صحة الأمر.. إنها فبركة من قبل النظام في محاولة يائسة لاستجداء التعاطف.. هذا النظام يواصل الكذب باستمرار". وفي الأثناء، وقال بروس ريدل، وهو مستشار سابق لثلاثة من رؤساء الولاياتالمتحدة، وحالياً زميل في معهد بروكينغز: إن مزاعم مقتل أحد أبناء القذافي تعقد أي فرص محتملة لمغادرة القذافي ليبيا سلمياً في إطار حل سلمي عن طريق التفاوض.