أكدت مصادر بالأمم المتحدة، لشبكة CNN الأحد، أن ثمانية مسؤولين من البعثة الدولية في ليبيا سيغادرون البلاد قريبا، قائلا إن أسماء هؤلاء الدبلوماسيين ومواعيد سفرهم لن يعلن عنها لأسباب أمنية. وفي وقت سابق، منحت وزارة الخارجية البريطانية السفير الليبي لدى لندن، مهلة 24 ساعة لمغادرة المملكة المتحدة، بعدما اعتبرته "شخصاً غير مرغوب فيه"، في أعقاب تقارير أفادت بتعرض عدد من السفارات الغربية، من بينها السفارة البريطانية، لهجمات من قبل عناصر موالية للزعيم الليبي معمر القذافي، في العاصمة الليبية طرابلس. وقال وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، في تصريحات له الأحد: "إنني أدين الهجمات التي تعرض لها مقر السفارة البريطانية في طرابلس، وكذلك ما تعرضت له البعثات الدبلوماسية للدول الأخرى"، وأكد أن "مثل هذه الهجمات على مقار البعثات الدبلوماسية لن تضعف عزيمتنا لحماية السكان المدنيين في ليبيا." وأشار الوزير البريطاني إلى أن اتفاقية "فيينا" توجب على نظام القذافي حماية البعثات الدبلوماسية في طرابلس، وبفشله في تحقيق ذلك، فإن هذا النظام يقوم مرة أخرى بانتهاك التزاماته وتعهداته الدولية، وفي واقع الأمر، فإننا ننظر إلى هذا الفشل بشكل كبير من الجدية." وتابع هيغ قائلاً: "وكنتيجة لذلك، فقد اتخذت قراراً بطرد السفير الليبي، فهو شخص غير مرغوب فيه بموجب المادة التاسعة من اتفاقية فيينا لتنظيم العلاقات الدولية، وليس أمامه سوى 24 ساعة فقط لمغادرة البلاد." جاءت تصريحات وزير الخارجية بعد قليل من تأكيد مسؤول رفيع في الوزارة أنه يجري التحقق من تقارير أفادت بأن مقر إقامة السفير البريطاني بالعاصمة الليبية، والذي لا يتواجد في طرابلس حالياً، قد تعرض للتدمير، كما تمت مهاجمة سفارات ومصالح أجنبية أخرى. وفي وقت سابق الأحد، أفاد مسؤول إعلامي بوزارة الخارجية الإيطالية، بأن مقر سفارة إيطاليا في طرابلس تعرض للتخريب عمداً، إلى جانب سفارات أخرى، وعبرت الخارجية الإيطالية عن إدانتها لهذا الهجوم، إلا أنها لم تؤكد تقارير تحدثت عن اشتعال حريق في مقر السفارة. وكانت مدينة مصراتة الليبية قد تعرضت لقصف مدفعي مركز من قبل الكتائب الموالية للزعيم معمر القذافي، الأحد، استمر ثلاث ساعات متواصلة، وفق شاهد عيان، قرن الهجوم على ثالث أكبر المدن الليبية ب"انتقام" النظام من مقتل سيف العرب القذافي، نجل الزعيم الليبي، الذي قضى بغارة للناتو على طرابلس. وقال الشاهد لCNN: "دوت الكثير من الانفجارات.. الأمر يبدو كرد انتقامي." ورغم تشكيك المعارضة الليبية في مقتل نجل القذافي بالإضافة إلى ثلاثة من أحفاده في غارة الناتو، إلا أن بعضهم ابتهج رقصاً في شوارع بنغازي، معقل المعارضة. وكانت طرابلس قد أعلنت فجر الأحد مقتل نجل القذافي وثلاثة من أحفاده في غارة جوية لمقاتلات الناتو، إلا أن الحلف قال إن مقاتلاته تضرب وبدقة أهدافاً ذات طبيعية عسكرية، ومرتبطة بشكل واضح بالهجمات المنتظمة لكتائب القذافي ضد المدنيين. وفي الأثناء، شككت واشنطن في المزاعم الليبية، في ردة فعل مشابهة لتلك التي أبدتها المعارضة الليبية لإعلان الحكومة الليبية مقتل سيف العرب القذافي، إضافة إلى ثلاثة من أحفاده، في قصف خرج منه القذافي سالماً.