تعرضت مدينة مصراتة الليبية لقصف مدفعي مركز من قبل الكتائب الموالية للزعيم معمر القذافي، الأحد، استمر ثلاث ساعات متواصلة، وفق شاهد عيان، قرن الهجوم على ثالث أكبر المدن الليبية ب"انتقام" النظام من مقتل سيف العرب القذافي، نجل الزعيم الليبي، الذي قضى بغارة للناتو على طرابلس. وقال الشاهد لCNN: "دوت الكثير من الانفجارات.. الأمر يبدو كرد انتقامي." ورغم تشكيك المعارضة الليبية في مقتل نجل القذافي بالإضافة إلى ثلاثة من أحفاده في غارة الناتو، إلا أن بعضهم ابتهج رقصاً في شوارع بنغازي، معقل المعارضة. وقال أحد المحتفلين: "من غير اللائق الفرح لموت شخص، لكننا نريده أن يحس بذات الأسى والألم الذي يعتمر شعبنا الذي يقتله." وكانت طرابلس قد أعلنت فجر الأحد مقتل نجل القذافي وثلاثة من أحفاده في غارة جوية لمقاتلات الناتو. وقال الحلف الأطلسي إن مقاتلاته تضرب وبدقة أهدافاً ذات طبيعية عسكرية ومرتبطة بشكل واضح بالهجمات المنتظمة لكتائب القذافي ضد المدنيين. وفي الأثناء، شككت واشنطن في المزاعم الليبية، في ردة فعل مشابهة لتلك التي أبدتها المعارضة الليبية لإعلان الحكومة الليبية مقتل سيف العرب القذافي، إضافة إلى ثلاثة من أحفاده، في قصف خرج منه القذافي سالماً. الناتو: لا نستهدف الأفراد من جانبه، قال الجنرال تشارلس بوشار، قائد العمليات العسكرية للناتو، في بيان: "نأسف لكافة الخسائر في الأرواح، تحديداً المدنيين الأبرياء من تأذوا نتيجة النزاع القائم." وتابع: "الناتو يفي بقرار الأممالمتحدة لوقف ومنع الهجمات ضد المدنيين، بضربات دقيقة وبحرص، على نقيض قوات القذافي التي تتسبب في الكثير من المعاناة." ونفى بوشار استهداف طائرات الحلف المقاتلة للمدنيين قائلاً إن كافة الأهداف "ذات طبيعة عسكرية واضحة ومرتبطة بشكل واضح، بالهجمات المنتظمة لنظام القذافي على الشعب الليبي." تأتي تأكيدات الناتو رداً على إعلان متحدث باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، في تصريحات للصحفيين في وقت مبكر من صباح الأحد، إن القذافي وزوجته كانا متواجدين في منزل سيف العرب، الذي استهدفه صاروخ أطلقته قوات الناتو، إلا أنهما نجيا من القصف وحالتهما "طيبة"، مشيراً إلى أن القصف أسفر أيضاً عن مقتل ثلاثة من أحفاد القذافي. (التفاصيل) والأسبوع الماضي، نجا القذافي من قصف شنته مقاتلات الأطلسي على مقره في باب العزيزية، وأكد المتحدث باسم الحكومة الليبية أن الزعيم الليبي ما زال على قيد الحياة. مسؤول أمريكي: نشك بالمزاعم وبحاجة لأدلة وفي الأثناء قال مسؤول رفيع في إدارة الرئيس، باراك أوباما: "نحن على علم تام بالتقارير، لكن لا يمكننا تأكيد هوية من قتل، وإذا كان هناك بالفعل شخص قتل، حتى رؤية أدلة ملموسة." وذكر مسؤول أمريكي بارز لCNN أن أفراد من الدوائر المقربة من القذافي أطلعت عدد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية على "مقتل شخص ما مهم في النظام" دون تحديد هويته إلا أنهم جزموا بأنه ليس القذافي. ومن جانبها، شككت المعارضة الليبية بدورها في مزاعم مقتل نجل القذافي، وقال ناطق باسمها: لم نسمع من قبل بسيف العرب وحتى بداية الانتقاض. وقال عبد الحفيظ غوقة، نائب رئيس المجلس الوطني الإنتقالي الليبي في بنغازي: "نشكك في صحة الأمر.. إنها فبركة من قبل النظام في محاولة يائسة لإستجداء التعاطف... هذا النظام يواصل الكذب باستمرار." وفي الأثناء، وقال بروس ريدل، وهو مستشار سابق لثلاثة من رؤساء الولاياتالمتحدة، وحالياً زميل ك في معهد بروكينغز، إن مزاعم مقتل أحد أبناء القذافي تعقد أي فرص محتملة لمغادرة القذافي ليبيا سلمياً في إطار حل سلمي عن طريق التفاوض. وقال ريدل لCNN برسالة بالبريد الإلكتروني: "الحل السياسي دائماً بعيد المدى، لكن في ليبيا حيث السياسة القبلية، فوفاة أبن تجعل التسوية السياسية أصعب بكثير."