"موضة جديدة" بدأت تتفشى في البيوت السعودية, وهي رجال يخدمون في المنازل, يقومون بالتنظيف والترتيب, والمسح والكنس وكي الملابس, وترتيب وتنظيف المطبخ، مقابل أجور زهيدة, وهناك حراس العمارات الذين يسوقون لخدام المنازل من العمالة الهندية والبنغالية, وصار "بعض" خدام المنازل الذين يعملون بالساعات, معروفين في الأحياء التي يتواجدون بها, وهناك من يسمح "للخادم" بدخول بيته ويعطيه نسخة من مفتاح المنزل يدخل في الوقت المحدد ليقوم بعمله ثم يخرج, وقد تكون ربة المنزل نائمة وعامل المنزل يقوم بعمله, الذين يستخدمون رجالاً في خدمة المنازل يؤكدون أنه الحل الأمثل خصوصاً بعد ارتفاع رواتب الخادمات وتمردهن, والمشكلات التي يأتين بها من سحر وشعوذة, وإقامة علاقات مشبوهة مع الأبناء أو السائقين, وهناك من يرفضن تماماً الموضوع لأنه حرام وفيه خلوة محرمة . "سبق" رصدت ظاهرة خدم المنازل من الرجال بنظام الساعات في أكثر من حي بالرياض, فماذا تقول ربات البيوت اللاتي يستخدمن عمالاً في منازلهن للتنظيف والترتيب وكي الملابس؟ تقول "أم سليم" ل "سبق" إنها كانت لديها خادمة ولكن ارتفاع رواتب الخادمات في الآونة الأخيرة إلى 1200و 1500 ريال, جعلني أتخلص من الخادمة وراتبها المرتفع ونفقاتها ومصاريفها إلى الاتفاق مع عامل بنغالي يأتي عدة ساعات للقيام بالتنظيف والترتيب. وعن قصة تعرفهم على العامل البنغالي قالت "أم سليم": بعد انتقالي للمسكن الجديد, عرض عليَّ حارس العمارة, عندما لاحظ عدم وجود خادمة لدي, أن يأتيني بعامل هندي أو بنغالي يقوم بتنظيف كل شيء مقابل 400 ريال شهرياً, مضيفاً أنه يعرف عدداً من العمال من الجنسية البنغالية يخدمون في المنازل وهو يضمنهم إذا سرقوا شيئاً من المنزل, وفعلاً جاء لي بعامل بنغالي يقوم بالتنظيف وغسيل الملابس وكيها وكل شيء. وعن رد فعل زوجها ذكرت "أم سليم " : زوجي أعجب بالاقتراح لأن سعر العامل زهيد مقارنة بالخادمات, وعما إذا كان زوجها يخاف عليها أثناء خروجه من المنزل من وجود شخص غريب بالمنزل, أو تعرض المنزل لسرقة ذهب أو أي شيء, قالت: "إن زوجها لم يتطرق لهذا الموضوع." وذكرت "أم تسنيم" أن عامل كي الملابس يأتي ثلاث مرات أسبوعياً, ويقوم بكي جميع ملابس زوجها وأولادها ويأخذ 250 ريالاً فقط , ويعمل في نفس الحي, وفي أكثر من بيت. وأضافت: "أنها في البداية كانت خائفة من وجود عامل بنغالي, لكن جاراتها شجعنها بعد أن أخبرنها بأنه يعمل لديهم منذ فترة, ولم يحدث أي شيء، وذكرت أن العامل يحتفظ بنسخة من مفاتيح المنزل ليدخل البيت في أي وقت, ليقوم بعمله, وقد نكون نائمين أو في السوق, أو في زيارة للأهل . وقالت "سعاد" إنها تسهر الليل ولا تستيقظ إلا في وقت متأخر, وأطفالها يذهبون للمدرسة باكراً , فتنتظر العامل الذي يقوم بكي الملابس الساعة 9 صباحاً, وتفتح له الباب وتعود للنوم, وقالت إنها عرفته من جارتها . وأكدت "أم خالد" بقولها أنا لا أرضى دخول خادمة لمنزلي, لأني أغار على زوجي, فكيف بالزوج الذي يرضى بدخول رجل غريب لمنزله وزوجته بالمنزل. واتفقت معها "أم سلمان" بأنها ترفض مطلقاً دخول عامل منزلها, وقالت إن هذا أمر محرم شرعاً, ولا يقبل به أحد، فأين حياء المرأة التي نصت عليه الشريعة من دخول رجل غريب للمنزل؟ " سبق" اتصلت على "أم فيصل" التي تستخدم عاملاً لخدمة منزلها, وكان الاتصال الساعة العاشرة صباحاً, والغريب في الأمر أن من رد على الهاتف صوت "البنغالي" , فسألناه عن أم فيصل فقال: إنها نائمة, وسألته من أنت؟ قال أنا خادم في المنزل! وقال حارس عمارة إن ربات البيوت صرن يبحثن عن هؤلاء العمال, لأنهم أرخص، ويقومون بكل شيء في المنزل, ومنهم من احترف نظافة البيوت ولا يضايقون النساء في المنازل مثل الشغالات. وقال عامل بنغالي يعمل خادماً في منزل إنه يحصل على 600 ريال في الشهر, ويأتي كل يوم ثلاث ساعات ينظف ويرتب ويكوي الملابس. ويقول "شهيد" - عامل يخدم في المنازل- أنا لي أربع سنوات أشتغل في خدمة المنازل في هذا الحي, والكل يعرفني, ولدي نسخ من مفاتيح بعض المنازل وذلك لأني معروف بأمانتي. عرضنا الموضوع على الشيخ الدكتور عبدالمجيد المطلق فقال: إن هذا لا يجوز شرعاً إذا كان فيه خلوة, لأن الخلوة محرمة شرعاً, ولا تجوز, وقد يؤدي هذا الأمر إلى جر مفاسد كثيرة, وعقوبة من الله شديدة, فالله نهانا عن خلوة الرجل بالمرأة , فالله نهى قوماً عن الصيد يوم السبت, ولما لم ينتهوا جعلهم قردة وخنازير, فكيف باختلاء رجل بامرأة , وبالنسبة للزوج الذي يرضى بهذا الشيء, يجب أن يتذكر خطر الأمر بما يجلبه من مفاسد, إنه أمر خطير جدا, ويجب أن يعرف الناس ذلك .