تعتبر المملكة السوق الأكبر للعمالة المنزلية في العالم، حيث تعتبر من أكثر الدول إنفاقاً على خدم المنازل حيث تصل تكلفة ذلك سنوياً- 28 مليار ريال، وبحسب آخر الإحصاءات فإن أعداد العمالة المنزلية تتجاوز المليون عامل، مشتملاً على الخادمات المنزليات، وعمال الطبخ، والقهوجية، والسائقين، وكل من يعمل في الخدمة المنزلية. وتشكل نسبة الخادمات الإندونيسيات حوالي 80%، فيما تشكل نسبة السائقين 20% من العمالة المنزلية.وفي ظل ذلك لا يبدو أن اشتراطات السيدات تقف في مكتب الاستقدام، فإن بعضهن يصررن على وضع ضوابط داخل المنازل وذلك حفاظاً على خطوط حمراء بين الزوج أو الابن المراهق والخادمة. ففي مكاتب الاستقدام تبدأ المواجهة بين الزوجة ومنافستها الوهمية أي "خادمتها" قبل أن تراها، تبدأ بطلب الزوجة رؤية صورة الخادمة وبوضع مواصفات تأمن من خلالها على زوجها أو أبنائها المراهقين. ويبدو أن عاملي السن والجمال الأكثر اشتراطاً لدى النساء السعوديات، فالطلب الأول يكون خادمة كبيرة في السن، أما الثاني فيكون التأكيد على رؤية صورتها قبل أن تحل ببيتها أو تبدأ بإجراءات قدومها. ويبدو أن السيدات يستشعرن دوماً بالخطر حتى لو لم يأتين بأنفسهن لمكتب الاستقدام، ويشير مسؤول مكتب التنفيذ إلى أن سيدة إتصلت فيه دون علم زوجها بعد ما إختار الخادمة، طالبة منه أن يغير الخادمة دون علمه وأن يستبدلها بأخرى أقل جمالاً. ويبدو أن لغيرة الزوجات من الخادمات ما يبرره، ف(م،ع) سيدة متزوجة منذ 10 سنوات تأكد أنها لن تعطي الأمان لأي خادمة بعدما شعرت بخيانة زوجها لها مع الخادمة، قائلة "خرجت وأطفالي في زيارة عائلية بصحبة السائق، وقررنا العودة مبكراً ففوجئت بسيارة زوجي في الخارج ولم يبادر لذهني الشك ولكن عندما دخلت البيت شعرت بحركة غريبة بمجرد دخولي". وأضافت "تظاهر زوجي بأنه كان نائماً، وتوجهت للخادمة التي تظاهرت بأنها كانت نائمة أيضاً ولكن ملامحها كانت تشي بشيء آخر"، مشيرة إلى أنها واجهت زوجها الذي أنكر وعندما رأى إصرارها على مغادرة البيت اعترف أنه كان ينوي إقامة علاقة مع الخادمة". وقالت "سفرت الخادمة بعدها مباشرة واستقدمت واحدة أكبر سناً ولكن هذا لا يعني أن الخطر زال". في حين تحكي ( ه، ن) قصة أختها مع الخادمة، قائلة "أختي كانت لديها خادمة وكانت في الشهور الأخيرة من حملها وبعد ولادتها بفترة شعرت بالتعب وقررت أن تبيت عند أهلي وتترك أطفالها في البيت مع زوجها وبوجود الخادمة". وأضافت "بعد ساعات إتصلت ابنتها الكبرى تطلب منها أن تعود للبيت فوراً قائلة إنها رأت والدها مع الخادمة في المخزن فوق سطح المنزل، وعندما واجهت زوجها أنكر معللاً تواجدهما معاً بإصلاح "الدش"، قائلة "ورغم أنه أقسم على أنه صادق لكن الشك لم يغادر مخيلة أختي وقررت تسفير الخادمة بلا رجعة". أم حسن في الأربعين من عمرها ولديها شابان في سن العشرين تقول "دوما ما أخبر الخادمة من يوم وصولها أن عليها ارتداء الحجاب وأعطيها ملابس جديدة، كما أمنعها من دخول غرف النوم إلا في ساعات محددة وغالبا بوجودي", وأضافت" كما أمنع أي خادمة من التواصل مع زوجي في أي من طلباتها واعلمها دوماً أن عليها أن تخبرني بما تريد"، مشيرة إلى أن أي احتكاك بين الخادمة وزوجها يكون أمام عينيها دوماً". وتتفق الدكتورة ظلال المداح بكلية الخدمة الاجتماعية في الرياض مع مثل هذه القوانين، قائلة على ربة المنزل أن تضع خطوطاً حمراء للخادمة، موضحة أن مثل هذه القوانين تحد من الخطر الذي قد يمس العائلة، وأشارت المداح في حديثها ل "سبق" أن الخطر لا يتوقف على الزوج أو الأبناء فقط، بل يمتد للأطفال خاصة ممن يقضون وقتاً طويلاً مع الخادمة، منوهة بخطورة ذلك على ثقافتهم وحتى لغتهم في بعض الأحيان. وأضافت "وهناك مشكلة يغفل عنها الكثير من السيدات وهي نقل الأخبار بين الخادمات"، مشيرة إلى أن من الممكن تجنب ذلك من خلال منع تبادل الزيارات بين الخادمات". وقالت " ذلك لا يعني منع الخادمة من الخروج ولكن يمكن أن تخرج للأماكن العامة برفقة العائلة". وأوضحت أن المرأة بطبيعتها تشعر دوماً أنها في خطر، حتى لو كانت تثق بزوجها إلا أنها تستشعر دوماً أن هناك سيدة أخرى قد تهدد أمن منزلها، مشيرة إلى أن الزوج الذي ينزل بمستواه للخادمة وينظر لها تكون لديه المشكلة". وأكدت على أن التفاهم بين الزوجين في طريقة التعامل مع الخادمة يحل كثيراً من المشاكل، منوهة إلى ضرورة أن يكون التعامل المباشر بين ربة المنزل والخادمة. وشددت في الوقت ذاته على أن الخادمة تتواجد بشكل دائم في البيت ومن الطبيعي أن يحصل بينها وبين الرجال في المنزل احتكاك، لذا من الأفضل أن ترتدي الحجاب كاملاً وفي كل وقت".