هروب الخادمات مسلسل رمضاني تعيشه الاسر في رمضان كل عام ..فالخادمة " شر لابد منه " فهي قنبلة موقوتة في وجه الزوجة العاملة وربة المنزل، وهي سبب كثير من المشاكل والمصائب داخل بيوتنا، لكن ما باليد حيلة فنحن بحاجة لهن خاصة في شهر رمضان حيث تكثر الالتزامات والمناسبات والولائم في هذا الشهر، وتزداد وتكثر بانشغال المرأة بعملها خارج المنزل، وترك مهام المطبخ على الخادمة . بهذه الكلمات بدأت سيدات سعوديات الحديث معنا عن همومهن مع الخادمات في بيوتهن ومشاكلهن التي تبدأ في الظهور قبل رمضان بالهروب من المنازل، ورحلة البحث السريعة عن خادمة " عُمرة " بديلة لإعانتهن على التزامات رمضان براتب يضاهي راتب الخادمة الي هي على كفالتهن، وما يترتب على وجود الخادمة الجديدة غير النظامية ومشاكل أخرى يتحدثن عنها خلال لقائنا معهن حول مشاكل وسماسرة الخادمات . في البداية تعلق إحدى المعلمات واسمها ع .ححول هذا الموضوع خاصة ان خادمتها قبل يومين تحديدا هربت من عندها تقول : حسبي الله ونعم الوكيل في خادمتي ، لقد هربت قبل يومين ولا ادري ماذا افعل لأن طبيعة حياتنا خلال رمضان مختلفة نوعا ما عن سائر العائلات الاخرى، فأنا أعيش في عمارة زوجي أنا وحماتي المريضة،و المسّنة ، وشقيقة زوجي " معاقة " ولدي اطفال صغار، وطبيعي أن أقوم بجميع الواجبات تجاههم لوحدي فليس لي أحد يعينني في ذلك سوى الخادمة التي تقوم بمهام تنظيف المنزل والجلوس أحيانا مع شقيقة زوجي المعاقة ، او توفير طلبات حماتي المريضة، وبالكاد اتركها قليلا مع اطفالي الصغار الاربعة في حال انشغالي بالمطبخ، أو خرجت لشراء لوازم المنزل، وبهروبها أصبحت في موقف لا أحسد عليه خاصة أن رمضان على الأبواب، وعليّ توفير خادمة سريعة خلال هذه الأيام للبدء في الاستعداد لمطالب رمضان وما يتبعها من مطالب أخرى لأسرتي وعائلتي . وتصمت قليلا ثم تواصل سرد مشكلتها مع هروب خادمتها . لقد كانت خادمة جيدة ، صحيح انها ليست على كفالتي لكن ماذا أفعل كل ما أستقدم خادمة تهرب بعد أشهر بعد أن أكون تكبدت انا وزوجي مصاريف كثيرة لاحضارها من بلدها عن طريق مكاتب الاستقدام .وبهروبأي خادمة أرى نفسي أعيش نفس مشكلة الاجراءات السابقة من توفير المال الخاص لدفعه الى مكتب الاستقدام والانتظار أحيانا لأشهر قبل أن يتم إحضارها والبدء من جديد في تعليمها نظام بيتي، ومطالب اسرتي، وطريقتي في الطبخ والتنظيف وخلافه واستمر مسلسل هروب خادماتي وكأني على موعد دائم مع هذه المشكلة الى ان اضطررت الى خادمةعمرة أي متخلفة قبل ستة اشهر لمساعدتي في طلبات اسرتي، لكن الان ومع هروبها هي الأخرى قبل أيام من رمضان دخلت دائرة البحث مجددا عن خادمة ، صحيح أنني هذا العام ولأول مرة أعيش شهر رمضان وروحانياته بسبب دخول العطلة الصيفية في هذا الشهر وكوني معلمة في إجازتي كالعادة إلا أن مطالب أسرتي الكبيرة دفعتني لإعادة البحث مجددا على خادمة ! سماسرة الخادمات ! وقصة أخرى لربة منزل تقول لقد صادف حملي مع دخول رمضان ، وأنا الان في الشهر الثامن ولقرب ولادتي بعد شهر اصبحت أعاني من ثقل وضعف في الحركة الأمر الذي دفع زوجي للبحث عن خادمة مؤقتة في رمضان فقط، وكم كانت المفاجأة عندما علمنا من سماسرة الخادمات ان راتبها 1500 ريال، واذا كان هناك اطفال كثيرون ومناسبات كثيرة في المنزل، فإن راتبها سوف يرتفع الى 1600 ريال لكثرة الاعباء والالتزامات عليها ، ولأن راتب زوجي ولله الحمد جيد وافقنا على الفور فالمال في نظر زوجي لايهم بقدر اهتمامه بصحتي وراحة بالي خاصة أننا نحتاجها فقط في هذا الشهر ولا نحتاج إليها أكثر من ذلك . وعلى العكس تقول أم سعد عن نفسي أنا لا أحضر إلا خادمات عمرة نظرا لما اسمعه من هروب الخادمات، صحيح أن عدد افراد اسرتي صغير، لكن طلباتهم كثيرة وأنا موظفة أضطر للتغيب عن العمل لاكثر من 8 ساعات خاصة ان عندي طفلة عمرها 7 أعوام اتركها عند الخادمة لحين عودتي ، صحيح أني لا أتركها تطبخ لأسرتي لأن زوجي يرفض ان يأكل من طبيخ الخادمات، إلا أنها تساعدني في كي الملابس الكثيرة وتنظيف المنزل ومساعدتي في المطبخ ، وتجهيز الطاولة وترتيب الطعام في حال وجود مناسبات وخلافه . أعباء الحياة والخادمة !! الجوهرة " ع " تشير في هذا السياق : اضطررت الى العمل موظفةحتى استطيع تحمل أعباء الحياة وكنت أعاني الامرين من الخادمة، فقد كنت أرى ابني وهو متعلق بها بشدة مما كان يثير فضولي وغيرتي من هذا المنظر الذي من المفترض ان اكون أنا الحضن والصدر الذي عليه يتعلق صغيري وليس الخادمة ، وكثيرا ما كان يحزنني هذا الأمر فحتى كلام ابني الأول لم يكن مفهوما من كثرة الكلام مع الخادمة وسماع لغتها الغريبة عنا . ولكن الآن وبعد أن توصلت أنا زوجي لحل مناسب قد يكون متعبا بالنسبة لي لكني أضمن به عدم تدخل الخدمة في حياة ابنائيا لثلاثة فقد استعنت بخادمة تحضر الى البيت أربعة أيام في الأسبوع لتؤدي اعمال المنزل الشاقة ثم تمضي لحال سبيلها، وفي حال وجودي خارج المنزل فترة مابعد الظهر لعمل خاص أو لزيارة عائلية خاصة يبقي زوجي مع الابناء، أو العكس أيضا بالنسبة لخروج زوجي وبقائي مع الاطفال أي اننا نتبع نظاما مع الابناء والعكس وهو اشبه بنظام الورديات ،وهذا أرحم من وجودها داخل المنزل ليل نهار، خصوصا أننا لانعرف لغتهم ، كما ان دينهم يختلف عن ديننا اذا كن غير مسلمات وهذا قد يؤثر على أبنائنا لو مكثن معهم بشكل دائم . هروب الخادمة وعن النظام هذا وتطبيقه في شهر رمضان أي بقاء الخادمة عدة أيام فقط في الاسبوع تقول ....في الحقيقة منذ شهر أنا وزوجي قررنا أن نبحث عن خادمة دائمة في رمضان كون أني موظفة وهو كذلك وغيابنا لساعات عن المنزل خاصة في فترة الصباح يجعلنا نفكر مليا بوجود خادمة تقوم بجميع المهام بما فيها مساعدتي في عمل طعام رمضان ، وبالفعل تم احضار خادمة عُمرة من إحدى الصديقات التي وفرتها لي براتب 1500 ريال لكني فوجئت بعد أسبوع بهربوها من المنزل صباحا ونحن في عملنا وابنائي نيام وبمعرفة السبب عرفت أنها وجدت عملا آخر في واحد من البيوت السعودية التي وافقت صاحبته وتعمل موظفة أيضا مثلي على أن تعطيها راتب 1600 ريال والآن أفكر بأخذ إجازة أجلس فيها بالمنزل لكي استطيع الانتباه لصغاري وأيضا التفرغ لمطبخ رمضان . الازواج يكرهون الخدم ..! لماذا يكره الأزواج وجود الخادمات في المنازل ؟ هذا السؤال طرحناه على بعضهم حيث أكد محمد المالكي وهو موظف في الخطوط السعودية بقوله : إن المناسبات تحديدا في رمضان كثيرة ، صحيح أن زوجتي لاتعمل، لكنها منشغلة بطلبات أبنائنا الخمسة ، حيث أن لكل من أبنائي مطالبه الخاصة التي لاتنتهي، كما أن عملي الطويل يجعلني كثير التغيب عن المنزل مما اضطرني لاستقدام خادمة لمساعدة زوجتي على مهام المنزل، صحيح أنني اكره وجود الخادمات في المنزل ، ولا أرغب بتواجدهن أبدا داخل منزلي، لكني مضطر لوجودهن ، فراحة زوجتي قبل أي شيء ، وهناك جانب آخر جعلني أغض البصر وأواوفق على وجودالخادمة في المنزل ، هو أن عائلتي كبيرة جدا ماشاء الله ،وكثيرة الزيارات لمنزلي وعلى مدار الاسبوع ، وفي كل زيارة على زوجتي القيام بمهام الضيافة من تحضير الطعام والحلوى واستقبال اهلي، ومن ثم دخول المطبخ بعد خروجهم لتنظيف المطبخ وجلي المواعين ، و خلافه وكل ذلك يسبب لها ارهاقا كثيرا خاصة في ظل وجود اطفالي الصغار الذين هم بحاجة لوجودها بقربهم باستمرار . ينتهد الزوج محمد المالكي ليختم حديثه " إن وجود الخادمات شر لابد منه وما باليد حيلة " . خادمة تهرب وأخرى تسرق ..!! مشكلة الزوج أبو تركي طويلة مع الخادمات فهو الوحيد الذي تقع عليه مشاكل هروب الخادمات وما يرافقه من اضرار أخرى إن وجدت يتحدث عنها قائلا : معاناتي مع هؤلاء الآسيويات الخادمات لاتنتهي ، فكلما أستقدم خادمة لزوجتي المريضة أجدها إما تهرب بعد فترة، او تسرق شيئا من المنزل وتهرب أيضا ، وفي كل مرة اضطر فيها للذهاب إلى الشرطة والتبليغ بهروب خادمتي، ومن ثم ابدأ من جديد الذهاب لمكاتب الاستقدام والتفاوض على سعر الخادمة الجديدة ومن ثم دفع رسومها كاملة ، و الانتظار لحضورها من موطنها وأنا وحظي في أن تكون بنفس المواصفات التي طلبتها زوجتي وهي أن تتجاوزالثلاثين من العمر، ومتزوجة ولديها أطفال، لأن هذه الخاصية لدى الخادمة تساعد زوجتي على تربية اطفالي اكثر من الخادمة الصغيرة التي تفتقر الى تلك الخبرة كونها لم تتزوج ...أبو تركي يعاني الحيرة هذه الايام لعدم استطاعته توفير خادمة لرمضان عن طريق العمرة مؤقتا لحين خروج تأشيرة خادمته الجديدة التي اكد له مكتب الاستقدام انها ستحضر عند منتصف الشهر في رمضان هو محتار ماذا يفعل خاصة أن رواتب الخادمات المتخلفات اضعاف رواتب الخادمات اللاتي يعملن عند كفلائهن ..!! انتعاش مكاتب الاستقدام في رمضان ..! تنتعش مكاتب الاستقدام لتقديم خدماتها للاسر السعودية في الاشهر التي تسبق شهر رمضان ، وتحديدا في شهر جمادى الثانية ورجب وشعبان، و السبب كثرة الطلبات لاستقدام خادمات قبل شهر رمضان ، أو البحث عندهم على خادمات تم التنازل عنهن من كفلاء سابقين لشراء فيزهم ..وهذا ما يؤكده أبو وليد صاحب مكتب الوليد للاستقدام الذي اشارالى أن هروب الخادمات في الاشهر التي تسبق شهر رمضان أصبح ظاهرة عامة ، وباتت صفة تتكرر كل عام في نفس الفترة لدرجة أننا أصبحنا نستعد في هذه الأشهر ونشحن كل طاقتنا لتوفير خدمات طلبات الأسر السعودية التي تطلب باستقدام خادمة بسرعة قبل رمضان لدرجة أنني شخصيا كنت أقف على موضوع هذه الطلبات لعلمي التام بحاجة المرأة والأسرة السعودية لخادمة تعينها في رمضان المبارك نظرا لعمل المرأة إذا كانت عاملة، أو لسد مطالب الولائم التي تكثر في منازل الأسر السعودية لطبيعة عاداتنا وتقاليدنا التي يعرفها الجميع، لكن أحيانا نضطر بالبحث عن طريق مكاتب الاستقدام الاخرى حال عجزنا عن توفير بعض الطلبات خاصة اذا كانت متعلقة بتنازل خادمة من أحد المكفولين وشراؤها منهم عن طريق الكفيل الجديد الذي قدم أوراقه لدينا وهكذا . عادل أحمد موظف مكتب الاستقدام لايختلف حديثه عن الحديث السابق لكنه يضيف : أكثر الطلبات التي تأتينا خلال شهر شعبان البحث عن تنازل لخادمة ، وهي الاسرع بالنسبة للرجل الذي يأتي الينا ويطلب منا هذا الأمر .ولعلمه بأن هذا الطلب قد يتوفر بأسرع مما لو أقدم على استقدام خادمة والانتظار الطويل قبل وصولها، وهو على أبواب رمضان وزوجته تصرخ في المنزل من كثرة الاعباء ومطالب الأبناء .