في حلقة مليئة بالهدوء ومميزة بالروح الرياضية لبرنامج "أهم عشرة"، تمكّن الإعلامي سعود الدوسري من جذب عشاق كرة القدم لقناة روتانا خليجية، عندما استضاف هدّاف نادي الهلال محمد الشلهوب. وقال "الدوسري" إنه يجيد فن اللعب وفن العشرة بأخلاقه التي لا يختلف عليها اثنان، التحق بنادي الهلال وهو في العاشرة من عمره، وهو أول لاعب وسط يحقق لقب هدّاف دوري المحترفين، وحاصل على المرتبة السادسة باختيار الاتحاد الدولي لإحصائيات كرة القدم، ويعد القلب النابض للهلال حالياً بتمريراته المتقنة وأهدافه الحاسمة، أسس بجهد شخصي ما يشبه أكاديمية لتدريب الناشئين على كرة القدم.
واستذكر "الشلهوب" أيام وذكريات عديدة، بدأها يوم كان يلعب بالحارات مع جيرانه، وعن تلك الأيام قال: "أيام الحارة لا تُنسى فهي جعلتني أحب الكورة خصوصاً أنها كانت قريبة من النادي الذي كنت أحب التسجّل به وهو نادي الهلال، كان اللعب بالنسبة لأهلي مقبولاً ولكن بشرط أن أجتهد دائماً في المدرسة، وعندما يكون لدي مادة بمعدل وسطي كانوا يمنعوني من الخروج للعب في الحارة. كان أهلي يعرفون أن الكورة اهتمامي الأول، وأتذكر أول ملابس اشتراها لي والدي كانت ملابس الكورة أو أشبه لها. لم أفوت مشاهدة ومتابعة أي مباراة منذ كنت صغيراً وذات مرة لبست اللون الأصفر وهو لون نادي النصر، وبعد فترة قصيرة تحولت إلى نادي الهلال، وكنت أتضايق إذا خسرت السعودية مباراة خصوصاً عندما لم يربح المنتخب كأس آسيا في العام 1988 أمام كوريا وأيضاً في العام 1992 عندما هزم أمام اليابان بواحد صفر".
وعن أول يوم زار به النادي قال: "رفض نادي الهلال انضمامي إليهم لأني كنت صغيراً بالعمر وكنت حينها ابن السنوات العشر، وكان إخواني سعود ووليد في الناشئين، وكنت أذهب معهما لأتابع تدريباتهم. أردت التسجيل ولم يوافقوا فمللت من الذهاب إلى النادي دون اللعب، وبعدها افتتحوا مدرسة الهلال فجاء الإداري في النادي، ناصر الأحمد، وقبل توجهنا إلى النادي مررنا إلى مطعم وأكلنا الفول وكان هدفي أن أهديه فولاً ليهتم جيداً وكان مثل مقدم العقد".
ويوم تأسيسه أول شبه أكاديمية لكرة القدم، تحدث عنه قائلاً: "لم أفكر بتأسيس هذا المشروع ليكون استثمارياً بل هو جزء من واجبي كلاعب، فأنا رأيت الصغار يلعبون في الحواري وهم محتاجون إلى من يهتم بهم أحد ويضعهم في جو مناسب لكرة القدم، ورأيت الكثيرين عندي محتاجين إلى تقديم المساعدة".
كان اليوم الأول لاختياره من مدرب فريق الهلال مفاجأة له كونه سيمثل فريقه وهو بعمر 18 وعنه يقول: "اليوم الأول كان مفاجأة لي لأنه كان قد بقي لي سنة في درجة الشباب. اختارني المدرب لتمثيل الفريق وشاركت في بطولة كأس الأمير فيصل، وكنت أرى النجوم على الشاشة أو في المباراة، وفجأة صرت أمامهم ألعب وأنافس. أتذكر بداية أيام النجومية في مباراة التصفيات مع فرق سدوس والرياض، وكان الناس يأتون ليلتقطوا معي صوراً".
وعن أول بطولة له قال: "أول بطولة كانت كأس الأمير فيصل بن فهد وكنت حينها في الاحتياط نلعب ضد نادي الشباب، وأتذكر أنني كنت في الاحتياط مع كل من يوسف الثنيان وسامي الجابر وفهد الخيام، ولم أفكر أنني سألعب. وكان أول نزول إلى الملعب لفهد الخيام وبعدها أنا وحصلنا على كأس الأمير فيصل. لم ندخل في مباراة وأنا متأكد من الفوز، وكل مرة أشارك فيها أتخوف".
وعلى الرغم من صغر سنه فرض نفسه لاعباً في أول موسم له: "كانوا يقولون لي لا تزال صغيراً على أن تكون ضمن المنتخب، وفي السنة نفسها اختاروني لأكون ضمن المنتخب في جولة أوروبية، وأتذكر أننا لعبنا ضد هنغاريا وسلوفاكيا".
وعن رفضه العروض للانضمام لفرق رياضية أخرى قال: "المدرب كوزمين وضعني في الاحتياط لمدة قرابة السنتين، ولكن هذا الوضع زادني إصراراً على البقاء في نادي الهلال على الرغم من العروض، وعملت بشكلٍ أفضل لأكون في مكاني الطبيعي".
اختار يوم الاستقرار النفسي مع أول منزل ملكه في حياته وعنه قال: "أدعو دائماً لوالدي وعندما اشتريت المنزل وأردت تسجيله باسم والديّ رحمهما الله، رفضا، وبقيت أدفع أقساط المنزل الذي نسكنه مع إخواني. حياة لاعب كرة القدم صعبة، وعامة يأتي إلى النوادي فقيراً ويؤمّن حياته، فكنت أرى اللاعبين في أوروبا كيف تؤمّن حياتهم وأتمنى أن يصير اللاعب السعودي مؤمناً مثلهم".
ويوم كأس العالم 2002 من الأيام المفصلية في حياته ويذكرها بقوله: "كان لي سنتان ونصف في الفريق الأول، انتهيت أول سنة من كأس آسيا ولعبت معهم في مباراة كأس العالم، والحمد لله وفقني لألعب معهم في كأس العالم. اخترت هذا اليوم لأنه حين وُضعت التشكيلة لم يكن اسمي بينها، فعدت لألعب مع زملائي في الحواري وجاءني اتصال بأني يجب أن أكون موجوداً في اليوم التالي لأننا سنسافر إلى اليابان وبأني سأكون بمهمة وطنية فسافرت مع الفريق. وبالتمارين استطعت المشاركة في آخر مباراة ضد إيرلندا، والحمد لله ساهمت مع زملائي في تأهل المنتخب إلى كأس العالم 2002 وكأس العالم 2006 وكأس الخليج وخرجت من المعسكر في آخر يوم على إثر إصابتي وفي الكويت أيضاً، الحمد لله أنا راضٍ عن مشواري في المنتخب".
ويوم مأساوي عاشه "الشلهوب" ورواه بطريقته المؤثرة: "يوم وفاة والدتي وكنت في كأس العالم 2006، وبعدها بأقل من سنة توفي والدي وكانت تلك المرحلة من أسوأ الأيام في حياتي، مع أنني أحب أن تكون حياتي كلها تفاؤلاً، وهما بعد الله الأهم بالنسبة لي، اعتبر أن أهلي موجودان في المنزل بروحيهما".
ويوم وقّع أول عقد مع نادي الهلال يوم آخر يتذكره "الشلهوب" ويتحدث بتفاصيله: "أتذكر أول عقد وقّعته لمدة أربع سنوات بقيمة مليونين، وفي العقد الثاني كان هناك سنة هدية للجمهور، بصراحة لا أشعر بظلم لأن علاقتي كبيرة بنادي الهلال وأي شيءٍ سأطلبه سيعطوني إياه، وأنا راضٍ بما لديّ فكل شخص يحصل على رزقه".
وحقق "الشلهوب" إنجازاً تاريخياً كأول لاعب وسط صار هدّاف الدوري، وبفرح قال عن أول يوم حقق فيه 12 هدفاً: "هو يوم كبير وفرحة لا أنساها، كانت مباراة الدوري آخر مباراة ضد الاتحاد لم ألعبها، وأتذكر أن نادي النصر سجّل هدفين وكأنه يتحداني، ولم أفكر أن أكون هدافاً وعليّ أن أشد حيلي، وبعدها طلبوني لأكون في المباراة ولم أفكر بأن أكون هدافاً".
وتذكر حين وضع زملاؤه قميصه رقم 10 في مكان الاحتياط: "حصل هذا الأمر حين توفت والدتي وكان لدينا مباراة ضد أوكرانيا، ولم أشارك فوضعوا القميص في الكرسي نفسه ليقولوا لي إنهم لم ينسوني وكان مشهداً مؤثراً، وضعه سامي الجابر ومحمد خوجة بالاتفاق مع اللاعبين".