كشفت معلومات ان مبعوثا للزعيم الليبي معمر القذافي موجود في لندن منذ ايام لاجراء محادثات مع مسؤولين بريطانيين، بحسب (بي بي سي). وافادت المعلومات ان محمد اسماعيل احد المساعدين المقربين لسيف الاسلام نجل العقيد القذافي قد ابلغ بضرورة ان يتخلى الزعيم الليبي عن السلطة. من جهتها رفضت متحدثة باسم الخارجية البريطانية تأكيد الزيارة قائلة "لن نقدم تعليقا تتابعيا عن اتصالاتنا مع مسؤولين ليبيين". وشددت قائلة: "في اي اتصال نجريه نؤكد بوضوح على ان القذافي يجب ان يرحل". واشار مراسل (البي بي سي) للشؤون الدبلوماسية جيمس روبنز الى ورود معلومات عن ان محمد اسماعيل احد كبار مساعدي سيف الاسلام القذافي قد زار لندن في الايام الاخيرة الماضية. واضاف انه يبدو ان المبعوث كان يريد بحث امكانية ايجاد ستراتيجية لخروج الزعيم الليبي ، بيد ان وزارة الخارجية تشدد على ان سياستها تهدف الى تشجيع كل المحيطين بالقذافي على التخلي عن ما تسميه "النظام الوحشي" والانتماء نهج تبني مستقبل افضل لليبيا. وعلى الصعيد ذاته، احتفلت العواصمالغربية أمس الخميس بهروب وزير الخارجية الليبي موسى كوسا إلى لندن باعتباره نصراً وضربة قاصمة لنظام العقيد معمر القذافي ومؤشراً على انهيار نظامه من الداخل، على حد قول مجلة "دير شبيغل" الألمانية، اليوم. وأشارت المجلة الألمانية إلى أن هروب كوسا شكّل هزيمة نفسية للقذافي وضربة قاسية لنظامه، ونقلت عن دوائر في المعارضة الليبية قولها إن "العقيد أصيب بنوبة هياج عصبي وغضب شديد عندما بلغه نبأ هروب وزير خارجيته، وكلف رئيس استخباراته أبوزيد عمر دوردة بالبحث عن مكان وجود كوسا بلندن وتصفيته هناك". وأضافت المجلة أن الغرب يتوقع أن يحصل من كوسا المقرّب بشدة من القذافي على معلومات ثمينة بشأن النظام الليبي، غير أن السؤالين اللذين يطرحان نفسيهما هما: ما الثمن الذي سيسدده الغرب مقابل ما سيحصل عليه من معلومات؟ وهل سيمنح الاتحاد الأوروبي حق اللجوء السياسي فوق أراضيه لشخص متهم بارتكاب مجازر قتل جماعي وجرائم ضد الإنسانية؟". وذكرت "دير شبيغل" أن ملابسات هروب كوسا لم يتضح منها إلا سفره يوم الاثنين الماضي لأسباب خاصة إلى تونس ثم مغادرته منها إلى لندن يوم الأربعاء، حيث هبطت طائرته في مطار فان برو، وهو مطار صغير يقع جنوب غرب لندن ومخصص للطائرات الخاصة وليس لخطوط الطيران العادية. ونقلت المجلة الألمانية عن صحيفة "الغارديان" البريطانية تأكيدها وصول الوزير الهارب على متن طائرة صغيرة وضعتها تحت تصرفه الاستخبارات البريطانية. وقالت المجلة: "على الرغم من عدم تأكيد السلطات البريطانية لهذه المعلومات، فإن الثابت هو ارتباط موسى كوسا بعلاقات مميزة مع جهاز الاستخبارات البريطاني إم آي 6". وذكرت أنه من غير المنطقي خروج كوسا من بلاده دون مساعدة استخبارية غربية، ونسبت للخبير بمجلة "غينيس" للشؤون الدفاعية ديفد هارتويل، قوله إن كوسا بوصفه رئيساً سابقاً للاستخبارات احتفظ طويلاً بعلاقات مميزة مع "إم آي 6". واعتبرت المجلة أن سعي كوسا بعد وصوله إلى لندن للحصول على حق اللجوء السياسي من شأنه أن يضع الحكومة البريطانية في موقف حرج لما ستمنحه لكوسا مقابل معلوماته. وقالت إنه على الرغم من نفي رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون منح كوسا حصانة ضد الملاحقة القانونية، فإن أسلوب حديثه يدع الباب مفتوحاً أمام صفقة مع الوزير الليبي المنشق.