في أعقاب هروب وزير خارجية العقيد القذافي إلى لندن عبر تونس وطلبه للجوء السياسي، أدلى القذافي بعدة تصريحات عبرت عن غضبه، مهددا كوسا بأنه سيفضحه بين العالم، وأنه سيكشف حقيقة وزير خارجيته السابق. كما أدلى العقيد القذافي بتهديدات واضحة لوزير خارجته السابق بأنه سوف يلاحقه في كل مكان حتى يقتله، مما حدا بالسلطات اللندنية، لوضع حراسات شددة عليه، حيث شكّل هروب كوسا هزيمة نفسية للقذافي وضربة قاسية لنظامه، ونقلت عن دوائر في المعارضة الليبية قولها إن “العقيد أصيب بنوبة هياج عصبي وغضب شديد عندما بلغه نبأ هروب وزير خارجيته، وكلف رئيس استخباراته أبوزيد عمر دوردة بالبحث عن مكان وجود كوسا بلندن وتصفيته هناك”. وقد احتفلت العواصمالغربية، أمس الخميس، بهروب باعتباره نصراً وضربة قاصمة لنظام العقيد معمر القذافي ومؤشراً على انهيار نظامه من الداخل، على حد قول مجلة “دير شبيغل” الألمانية، اليوم الجمعة 1-4-2011. وذكرت “دير شبيغل” أن ملابسات هروب كوسا لم يتضح منها إلا سفره يوم الاثنين الماضي لأسباب خاصة إلى تونس ثم مغادرته منها إلى لندن يوم الأربعاء، حيث هبطت طائرته في مطار فان برو، وهو مطار صغير يقع جنوب غرب لندن ومخصص للطائرات الخاصة وليس لخطوط الطيران العادية. ونقلت المجلة الألمانية عن صحيفة “الغارديان” البريطانية تأكيدها وصول الوزير الهارب على متن طائرة صغيرة وضعتها تحت تصرفه الاستخبارات البريطانية، وعلى الرغم من عدم تأكيد السلطات البريطانية لهذه المعلومات، فإن الثابت هو ارتباط موسى كوسا بعلاقات مميزة مع جهاز الاستخبارات البريطاني إم آي 6′′. وذكرت أنه من غير المنطقي خروج كوسا من بلاده دون مساعدة استخبارية غربية، ونسبت للخبير بمجلة “غينيس” للشؤون الدفاعية، ديفد هارتويل، قوله إن كوسا بوصفه رئيساً سابقاً للاستخبارات احتفظ طويلاً بعلاقات مميزة مع “إم آي 6′′. واعتبرت المجلة أن سعي كوسا بعد وصوله إلى لندن للحصول على حق اللجوء السياسي من شأنه أن يضع الحكومة البريطانية في موقف حرج لما ستمنحه لكوسا مقابل معلوماته. ويتوقع الغرب أن يحصل من كوسا المقرّب بشدة من القذافي على معلومات ثمينة بشأن النظام الليبي، غير أن السؤالين اللذين يطرحان نفسيهما هما: ما الثمن الذي سيسدده الغرب مقابل ما سيحصل عليه من معلومات؟ وهل سيمنح الاتحاد الأوروبي حق اللجوء السياسي فوق أراضيه لشخص متهم بارتكاب مجازر قتل جماعي وجرائم ضد الإنسانية؟”.