بدأت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في تطوير عمل الكليات التقنية للبنين والبنات من خلال تفعيل مشروع "التشغيل الذاتي" للكليات، وذلك عبر تفويض المزيد من الصلاحيات لمجالس الكليات وعماداتها. ويعتبر مشروع التشغيل الذاتي من أهم مشروعات المؤسسة الحديثة التي تهدف إلى تحقيق الريادة في تحفيز العاملين في الوحدات التدريبية لإدارتها بالأساليب العلمية الحديثة وإسناد اتخاذ القرارات لهم بتفويض أكبر للصلاحيات والمسؤوليات والمهام.
ويرتكز هذا الجهد على أساس مؤشرات أداء محددة ترمي إلى خلق المنافسة بين الوحدات التدريبية لضمان جودة التدريب والإسهام في تخريج متدربين ماهرين قادرين على المنافسة في سوق العمل من خلال إدارة مشروعاتهم الخاصة أو العمل في منشآت القطاع الخاص.
وذكر المتحدث الرسمي للمؤسسة فهد العتيبي أن هذا المشروع يأتي ثمرة لنتائج ورش العمل ومعامل التنفيذ التي نظمتها المؤسسة مؤخراً في مدينتيْ الرياضوجدة، وشارك فيها أكثر من 50 مشاركاً من منسوبي المؤسسة.
وقال: "مشروع "التشغيل الذاتي" للكليات التقنية سيساعد الكليات على تفعيل خططها المستقبلية لتطوير عملها بشكل أفضل مما يعطيها المزيد من الاستقلالية، حيث سيقتصر دور المؤسسة على الإشراف العام على سير آلية العمل في الكليات وتقييمها".
وأضاف المتحدث الرسمي: "هذا المشروع الجديد يواكب للتطور الذي يشهده سوق العمل السعودي وقطاع الأعمال الذي يعد الشريك الإستراتيجي للمؤسسة، حيث سيساهم هذا المشروع في تحفيز الكليات التقنية على تطوير منهجيات وآليات العمل فيها لتحقيق مستويات أداء مرتفعة وتقديم تدريب ذي جودة عالية يسهم بشكل مباشر في تخريج كوارد وطنية مؤهلة تلبي احتياجات سوق العمل".
وتستهدف المؤسسة ربط خططها التطويرية وبرامجها التدريبية باحتياجات سوق العمل بالمملكة، وتعمل على التنسيق الدائم والمستمر مع الجهات المستفيدة من مخرجاتها وخاصة القطاع الخاص.
وقال "العتيبي": "أصبح خريجو برامج المؤسسة يحظون باهتمام كبير من قطاع الأعمال, وهو ما ساهم في حصولهم على فرص عمل مناسبة في عدة مجالات".
وأضاف: "الدليل على ذلك هو إحصاءات المرصد الوطني للقوى العاملة الذي أشارت بياناته إلى أن خريجي الكليات التقنية في السنوات الخمس الماضية كان عددهم يقترب من 100 ألف خريج بمن فيهم خريجو الفصل التدريبي الماضي، وقد حصل غالبيتهم على وظائف في القطاع الخاص والقطاع الحكومي، أو أسسوا منشآتهم الخاصة، أو أنهم يكملون دراستهم الجامعية في برنامج خادم الحرمين الشريفين لإعداد المدربين التقنيين للابتعاث الخارجي، أو في كلية المدربين التقنيين".
وأشار إلى أن إحصاءات المرصد تظهر أن 73% من الخريجين ملتحقون بأعمال وتبقى ما نسبته 27% موزعون كالتالي: 3% يكملون دراستهم الجامعية و 16% يبحثون عن عمل "حافز" بالإضافة إلى 8% لم يتمكن المرصد من الوصول إلى معلومات عنهم.
وتضم المؤسسة تحت مظلتها 36 كلية تقنية للبنين بلغ عدد خريجيها العام الماضي 17 ألفاً و984 خريجاً، فيما وصل عدد الكليات التقنية للبنات حتى الآن 17 كلية, بلغ عدد خريجاتها العام الماضي 2554 خريجة.