تنفذ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني العديد من البرامج التدريبية في المجالات التقنية والمهنية وذلك في مختلف الوحدات التدريبية التابعة لها والمنتشرة في كافة مدن ومحافظات المملكة وفق احتياجات سوق العمل. وتعمل المؤسسة على التنسيق المستمر والدائم مع سوق العمل وخاصة القطاع الخاص حيث يعد الشريك الاستراتيجي للمؤسسة والمستفيد الأكبر من مخرجاتها حيث تحرص المؤسسة على ربط برامجها التدريبية باحتياجات السوق مما يساهم في توظيف الخريجين لاحقا. وأظهرت الإحصاءات والبيانات الأخيرة التي قام بها المرصد الوطني للقوى العاملة أن خريجي الكليات التقنية خلال الخمس سنوات الماضية كان عددهم قريبا من(100) ألف خريج، معظمهم حصل على وظائف في القطاع الخاص والقطاع الحكومي، أو قاموا بتأسيس منشآتهم الخاصة، أو أنهم يكملون دراستهم الجامعية في برنامج خادم الحرمين الشريفين لإعداد المدربين التقنيين للابتعاث الخارجي، أو في كلية المدربين التقنيين، ومن خلال إحصاءات المرصد تبين أن 73% من الخريجين ملتحقون بأعمال، ويبقى ما نسبته 27% موزعون كالتالي: 3% يكملون دراستهم الجامعية، و 16% يبحثون عن عمل (حافز)، و 8% لم يتمكن المرصد من الوصول لمعلومات عنهم. وقال عمار حافظ خريج المعهد الملكي الثانوي الصناعي ويعمل حاليا (كبير مشرفي التصنيع) في إحدى الشركات الكبرى والتي تعمل في مجال الإلكترونيات إلى أن الشركة تولي اهتماما كبيرا باستقطاب وتوظيف الكفاءات الوطنية، وأكد بأنه يشرف بالشركة على (50) فنيا من خريجي المؤسسة العامة للتدريب التقني، ويبلغ إجمالي الموظفين الذين يعملون في الشركة من خريجي المؤسسة أكثر من 100 موظف. ومن جانبه يقول أحمد الراجح خريج الكلية التقنية: أنا متخرج منذ 14 سنة وأعمل في إحدى شركات القطاع الخاص من وقت تخرجي من الكلية ووضعي الوظيفي جيد يلبي طموحاتي وتطلعاتي، وأعمل حاليا بنفس مجال الشهادة التي حصلت عليها من المؤسسة وهو مجال الإلكترونيات. وأكد على أن خريجي برامج المؤسسة مطلوبون ومرغوبون بكثرة في سوق العمل، ولكن نسبة الخريجين لا تغطي احتياجات سوق العمل حاليا. وأكد الراجح بأن الاستفادة من البرامج التطبيقية النظرية والعملية التي تقدمها المؤسسة كانت كبيرة، وقد طبقتها في مجال عملي الحالي لأن هنالك تشابها كبيرا بين ما اكتسبته من مهارات أثناء فترة التدريب في الكلية وبين عملي الحالي. من جانبه، أشار خالد القرني خريج الكلية التقنية منذ 5 سنوات ويعمل بإحدى الشركات الكبرى إلى أنه استفاد من البرامج التدريبية التطبيقية والعملية التي تعلمها فترة دراسته في الكلية التقنية، وأكد أنها ساعدته كثيرا في الحصول على فرصة عمل مناسبة، وكذلك بعد التحاقه بالشركة التي يعمل فيها حيث إن جزءا كبيرا من عمله يعتمد على الجوانب التطبيقية.