يرى الكاتب الصحفي هاشم عبده هاشم أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حين يأمر بمعالجة الطفلة الإيرانية مريم أحمد براوح من مرض سرطان، ويوجه بتسهيل إجراءات دخولها ووالديها إلى المملكة، فإن خادم الحرمين يقدم القدوة والنموذج في التعامل الإنساني مع الشعوب الأخرى، حتى وإن اختلفنا مع أنظمتها السياسية. وفي مقاله "مريم في قلب الملك" بصحيفة "عكاظ" يقول هاشم: "لا علاقة للشعوب بأخطاء الأنظمة وتوجهات السياسة في بعض دول العالم .. هكذا تفهم المملكة العربية السعودية التعامل مع الآخر، أنظمة أو شعوباً، وهكذا تتصرف وفقاً لقيمها ومبادئها ومنطلقاتها الإسلامية القويمة، والذين يعرفون ذلك في المملكة العربية السعودية لم يفاجؤوا بأن يأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمعالجة الطفلة مريم أحمد براوح، إيرانية الجنسية، من مرض سرطان الأمعاء بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، وتوجيهه بتسهيل إجراءات دخولها ووالديها إلى المملكة ومعالجتها على حساب الدولة انطلاقاً من الدور الإنساني للمملكة واهتمام الملك بالمسلمين في كل مكان".
ويعلق هاشم مؤكداً "أن الأجواء السياسية العكرة التي تسود سماء العلاقات الثنائية بين البلدين، مع كل أسف، لم تحل أبداً دون أن تحصل هذه الطفلة المسكينة على ما تستحقه من رعاية في بلد الإسلام الحقيقي، وتحت مظلة الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز، وفي رحاب شعب المملكة الذي تجمعه أوثق الأواصر بالشعب الإيراني النبيل، بصرف النظر عن الممارسات التي أقدم عليها النظام في مرحلة سابقة، وإذا كان هناك من يبدون بعض التفاؤل بمجيء الرئيس الإيراني الجديد (روحاني) إلى السلطة مؤخراً، فإن الأفعال وليس الأقوال في النهاية ستحدد إذا ما كان هناك تغيير حقيقي".
ويضيف هاشم: "أما نحن هنا في المملكة العربية السعودية، فإن مريم ستؤكد للعالم مجدداً أن الشعب الإيراني عندنا شعب أخ وشقيق وغالٍ علينا، وإن ظلمته بعض الأنظمة التي حكمته كثيراً، سائلين الله سبحانه وتعالى الشفاء لمريم".