طالب سياسيون وخبراء فلسطينيون وسائل الإعلام المصرية بعدم الزج بفلسطينيي قطاع غزة في الصراع الدائر الآن في مصر بعد عزل الرئيس محمد مرسي. وتتهم وسائل إعلام مصرية الفلسطينيين وحركة حماس بالتدخل في الشؤون المصرية، ومساندة جماعة الإخوان المسلمين "عسكريا". وتنفي حركة حماس والحكومة الفلسطينية في قطاع غزة هذه الاتهامات، وتدعو إلى تحييد الفلسطينيين عن الأحداث التي تجري في مصر.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة مخيمر أبو سعدة: "الإعلام المصري لا يستند في نشره للمعلومات المحرضة ضد حركة حماس وقطاع غزة إلى أي دلائل أو إثباتات علمية".
وأضاف: "في حال غياب الدلائل العلمية تبقى الأخبار المصرية مصنّفة ضمن قائمة (الاتهام والتحريض)، وحركة حماس بريئة من أي اتهام وُجِّه لها".
وأردف "أبو سعدة": "وجود الأنفاق الحدودية الممتدة على طول الحدود المصرية الفلسطينية، جنوب القطاع، أعطى الإعلام المصري المجال لتحميل حماس مسؤولية سوء الأوضاع الأمنية المصرية الداخلية، كما ساعد الإعلام المصري على شن حملة إعلامية شرسة ضد حماس".
وقال: "التحريض الإعلامي المصري ألقى بظلاله السلبية على قطاع غزة؛ إذ كان واضحا أن الشعب المصري غير راض عن غزة، وشعبها؛ بسبب ما ينشر في الإعلام المصري".
وتوقع "أبو سعدة" أن تتوقف هذه الحملة الإعلامية قريباً، خاصة أن قطاع غزة ومصر منطقتان شقيقتان، قدمتا تضحيات مشتركة منذ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية عام 1948.
وقال الناشط الحقوقي في الهيئة المستقلة لحقوق المواطن مصطفى إبراهيم: "الهجمة الإعلامية المصرية على حركة حماس وقطاع غزة لم تكن وليدة تظاهرات 30 يونيو، وإنما بدأت منذ أحداث 25 يناير، وزادت بعد استلام محمد مرسي الحكم في مصر، واشتدت حدتها في الأحداث المصرية الأخيرة".
وأضاف: "الإعلام المحسوب على نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك هو قائد الهجمة الإعلامية ضد قطاع غزة، وندرك تورط بعض الشخصيات المؤثرة في الرأي العام المصري في هذه الحملة، لكن لم تقدم حقيقة واحدة حول تورط حركة حماس في أحداث مصر الأمنية؛ وبالتالي فإن هذه الاتهامات مجحفة".