أكّد الكاتب الصحفي الأردني نصر المجالي أن الإنسان العربي قادرٌ على عمل كل شيء، في كل المجالات في الإعلام والثقافة والسياسة وغيرها، مؤكداً أن الإعلام العربي مشتت ومنهار، وانتهازي، ومهزوم، وغير معطاء، إلا أنه أبدى تفاؤله في أن يجد هذا الإعلام حلاً مع نفسه. جاء ذلك في ندوة "الإعلام بين الواقع والطموحات"، خلال فعاليّات الملتقى الأول لنادي الصحافة الفضائية، الذي يُقام في العاصمة الأردنية عمّان بالتعاون مع جامعة الدول العربية ووكالة الأنباء الأردنية وبعض المؤسسات الإعلامية العربية الحكومية والخاصة، وبمشاركة من رموز الإعلام العربي.
وشارك في الندوة التي يديرها مدير وكالة الأنباء الأردنية فيصل الشبول، كل من: المستشار فالح المطيري مدير إدارة دائرة الإعلام بجامعة الدول العربية، وعمر جستينية المستشار الإعلامي لمؤسسة البريد السعودية، وسهيل طرابلسي مدير عام شركة دلتا للإعلام، والإعلامية بقناة العربية ميسون عزام، والكاتب الصحفي الأردني نصر المجالي.
وقالت الإعلامية ميسون عزام: "لا يوجد لدينا إعلام عربي، بل يوجد إعلام ينطق باللغة العربية فقط"، مؤكدة أن التنافس في الإعلام كان له دورٌ في تطور القنوات الفضائية، مؤكدة أهمية الصحفي المواطن، حيث إنه "لم يعد مستقبلاً للرسالة الإعلامية وحسب، بل أيضاً مشارك فيها".
كما أكّد المستشار فالح المطيري أهمية وجود إعلام شفاف يشخص الحالة العربية كما هي، خصوصاً أن المواطن العربي ذكي للغاية، ولدي إمكانية كبيرة في الحصول على المعلومة من عدة مصادر، خصوصاً في الوقت الحالي، مؤكداً أن المواطن العربي لديه نظرة سلبية تجاه جامعة الدول العربية، إلا أنهم يحاولون التواصل معهم، للتعريف عن الجامعة.
من جهة أخرى قال عمر جستينية إن "التاريخ السابق كان فيه العديد من المغالطات، وإن التاريخ سيكتب مرة ثانية، ولكن سيؤخذ هذا التاريخ من كل وجهات النظر، مؤكداً أن "الإعلام السعودي ما زال يهرول في الوقت الذي سبقنا فيه الغير"، كاشفاً عن أن "بعض الصحف الإلكترونية لا تنقل المعلومة بشكلٍ دقيق، وتحمل العديد من الأخبار غير الصحيحة".
وقال سهيل طرابلسي إن "وسائل الإعلام العربية خلطت بين ما هو ثابت ومتغير، وإن الإعلاميين فقدوا جزءاً من سلطتهم"، مؤكداً أهمية وسائل الإعلام الجديدة "منها شبكات التواصل الاجتماعية، التي كان لها الدور الكبير في تغييرات ليس على مستوى الإعلام، بل على مستوى السلطات".
وكان الملتقى الأول لنادي الصحافة الفضائية قد انطلق صباح اليوم تحت عنوان "نحو أسرة إعلامية واحدة"، برعاية دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، وبحضور وزير الدولة لشؤون الإعلام وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الدكتور محمد المومني.
وقال عبدالوهاب الفايز، الأمين العام للملتقى، إن فكرته تتمحور حول تعزيز فكرة الصحافة الفضائية كمفهوم، ودور التعاون المشترك بين الهيئات التحريرية المتخصصة في صناعة الخبر، ومناقشة الدور الذي تقوم به وسائل الإعلان والإعلام الحديثة مهنياً في ظل المتغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية.
وأوضح الدكتور صالح الشادي، رئيس نادي الصحافة الفضائية، أن النادي يأتي ضمن المبادرات الرائدة في مجال الصحافة والإعلام، لإزالة الاعتبارات الجغرافية والخروج من إطار الدوائر الصغرى في استقراء الخبر ونقله، إضافة إلى طرح قضية المهنية وأخلاقيات العمل الإعلامي في كل الميادين، فضلاً عن رعاية الأسرة الإعلامية العربية بمفهوم الخدمة الحياتية الشاملة، ومن خلال عدة فروع تم ربطها بالنادي في بعض العواصم العربية.
وتأسس نادي الصحافة الفضائية مطلع هذا العام بهدف إيجاد أنماط مغايرة من الصحافة التفاعلية تواكب العصر، وتراعي الظروف السائدة بشراكة استراتيجية بين دار المصدر الدولية للإعلام "لندن" وشركة التطوير الاستراتيجي "عمان".