يعيش المواطن علي الجيلاني "70 عاماً" في قرية "حلية - خالف القبر" بمحافظة أضم التابعة لمنطقة مكةالمكرمة وحيداً بين بقايا حطام منزل مصنوع من الخشب والشبك المربع لا تتجاوز مساحته ستة أمتار مربعة يبعد عن أقرب قرية حدود 500 متر بلا كهرباء ولا ماء في موقع غير صالح للعيش الآدمي. ويرى العم "علي" أن ذلك المكان هو ما يؤويه عن حرارة الصيف وبرد الشتاء، وحيداً "بلا ولد أو زوجة تسهر على رعايته".
ويتردد أن له أخاً غير شقيق يعيش في محافظة الليث.
ويعاني العم "علي"- الذي أخذ المرض من جسمه النحيل ما أخذ- ضعف البصر والسمع ومرضاً غريباً في أطرافه وسائر جسده الذي أصبح يقطر دماً، بعد أن أصبحت أجزاء من جسمه طبقات متراكمة وجافة من آثار الحساسية والشمس.
ويعيش العم "علي" على نفقة المحسنين ممن يرونه أثناء مرورهم في الطريق لكنه لا يستطيع الذهاب للمستشفى ولم يجد من يوصله ولا من يحضر له الطعام فضلاً عن الدواء الذي يعد في أمس الحاجة إليه.
وهو ملحق بالضمان الاجتماعي لكنه لا يعرف كيف يُصرف له أو من يقوم بسحبه له من جهاز الصرف الآلي.
وقال ل"سبق" المواطن الدكتور محمد العمري الذي زار العم "علي" في منزله الخشبي إنه حينما شاهده بدأ يتمتم له بكلمات لا يمكن لأحد فهمها وكانه يتألم من شيءٍ ما في جسده.
وأثناء وجوده لديه لاحظ عليه قيامه بهرش ساقيه بيديه وظهره بعصاه التي لا تكاد يداه تقوى على رفعها.
وشاهد "العمري" جسد العم "علي" يقطر دماً من خلال طبقاته التي تحمل ألواناً متعددة ومتغايرة.
كما شاهد "تورماً" في قدمه اليمنى لم يعرف سببه.
وقال الدكتور "العمري" إن العم "علي" طلب منه إحضار علاج له لكنه رفض لأنه لا يملك وصفة طبية تثبت حاجته إلى العلاج المطلوب وخوفاً من أن يتسبب في مضاعفات صحية له.
وشدد على أن معاناته ليست مادية فحسب بقدر ما هي صحية اجتماعية نفسية.
واعتبر أنه ليس بحاجة إلى منزل ولا إلى مبالغ مالية بقدر ما يحتاج إلى رعاية وعناية وعلاج ونقله إلى دور الرعاية الاجتماعية من فضاء تحرقه فيه الشمس وتلفحه سمومها لا يجد فيه الأنيس ولا الصديق سوى ما تشاركه فيه القطط ودواب الأرض وسط الصخور المحيطة بمسكنه كأنها تعكس قلوب البشر ممن يرون حاله فيمرون دون أن يحرك فيهم ساكناً.