قبل الحديث عن منافع وأضرار البكتريا على الإنسان والنبات يجب أن نعرف البكتريا من حيث تاريخها وحياتها وأنواعها وتركيبها وهكذا . ما هي البكتريا ؟ هي كائنات حية بسيطة تحتوي على خلية واحدة ، وتعتبر من أصغر المخلوقات الحية. يتراوح قطر معظم البكتريا ما بين 03, وَ 2,0 ميكرون ( الميكرون الواحد يساوي0،001 مليمتر ) ولا ترى إلا من خلال المجهر فقط . يصنف بعض العلماء البكتريا على أنها نبات ويعتقد بعضهم الآخر بأن البكتريا ليست نباتاً ولا حيواناً . ويصنف هؤلاء العلماء البكتريا على أنها من المونرا ( الفرطيسيات ) وهي كائنات حية أحادية الخلية . تتكون هذه المجموعة من البكتريا والطحالب الخضراء المزرقة وتعيش هذه الكائنات وحيدة ، أو في عناقيد تسمى المستعمرات . توجد البكتريا في كل مكان تقريباً وهناك آلاف الأنواع من البكتريا معظمها غير ضار للإنسان. ويعيش عدد من البكتريا داخل جسم الإنسان ولا يسبب له أضراراً ، بينما تسبب بعض الأنواع أمراضاً ، وهناك أنواع كثيرة أخرى نافعة. تاريخ البكتريا : يرى البعض أنه من المحتمل أن تكون الكائنات الحية الأولى على الأرض قد اشتملت على الأشكال البسيطة للبكتريا، لأن أقدم الأحافير المعروفة كانت خاصة ببكتريا عاشت منذ ما يقرب من 3.5 بلايين سنة. ويعتقد بعض العلماء أن بعض البكتريا تطورت بصورة تدريجية إلى كائنات متعددة الخلايا كانت أسلافاً لنباتات وحيوانات أكثر تعقيداً في الوقت الحاضر. وفي أواسط العقد الثامن من القرن السابع عشر شاهد أنطون ليفنهوك وهو عالم هولندي البكتريا لأول مرة . واعتقد العلماء لعدة سنوات أن البكتريا نشأت من مادة غير حية كما هو معروف في الفيروسات. ولكن في أواخر القرن التاسع عشر أثبت الكيميائي الفرنسي لويس باستر ، إن الكائنات الحية فقط هي التي يمكنها أن تنتج كائنات حية أخرى . وأنتج باستير اللقاحات الأولى وأظهر أن البكتريا تسبب التخمر . واكتشف روبرت كوخ وهو طبيب ألماني معاصر لباستير أن باكتيريا معينة تسبب أمراضاً محددة . كما طور أيضاً الأساليب التقنية لفصل وإنماء مستنبتات نقية للبكتريا . تركيب البكتريا : تحيط بجميع أنواع البكتريا طبقة واقية تسمى جدار الخلية . ويعطى جدار الخلية البكتريا شكلها ويساعدها على العيش في بيئات متعددة . يحيط ببعض أنواع البكتريا ، إضافة إلى ذلك ، حافظة ، وهي طبقة لزجة خارج جدار الخلية.وتجعل هذه الحافظة الخلية مقاومة للمواد الكيميائية الفتاكة . وتحتوي جميع البكتريا على غشاء الخلية وهو بنْيَة مطاطة تشبه الكيس داخل تحيط بجميع أنواع البكتريا طبقة واقية تسمى جدار الخلية جدار الخلية . وتدخل جزئيات الطعام الصغيرة الخلية من خلال فتحات هذا الغشاء ، ولكن لا يمكن لجزئيات الطعام الكبيرة أن تمر من خلاله. ويوجد داخل الغشاء ،السيتوبلازم ، وهي مادة رخوة تشبه الهلام . وتحتوي السيتوبلازم على مواد كيميائية كثيرة تسمى الإنزيمات تساعد على تحلل الطعام وبناء أجزاء الخلية . وتحتوي خلايا البكتريا مثل جميع الكائنات الحية على DNA ( الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين ) الذي يتحكم في نمو الخلية وتكاثرها وجميع النشاطات الأخرى . يشكل DNA الخلية البكتيرية ، منطقة من السيتوبلازم تسمى الجسم النووي. وفي جميع الكائنات الحية الأخرى ، ما عدا الطحالب الخضراء المزرقه يوجد DNA داخل النواة. وهو جزء من الخلية يفصله عن السيتوبلازم غشاء . أنواع البكتريا : يقسم العلماء البكتريا عادة إلى أربع مجموعات تبعاً لشكلها . فبعض البكتريا مكورة الشكل وتسمى المكورات وبعضها يأخذ شكل العصا وتسمى العصويات ، والبعض يأخذ شكل الفاصلة أو الضمة وتسمى بالضميات والبعض يأخذ الشكل اللولبي وتسمى اللولبيات . يمكن وصف خليتين من الباكتريا أو أكثر يتصل بعضها ببعض باستخدام المصطلحات مزدوج ( ثنائي ) وعنقودي وعقدي ( سلسلي ) . فالمكورات العقدية على سبيل المثال نوع من البكتريا الكروية متصل بعضها ببعض في سلاسل . توجد البكتريا في كل مكان تقريباً حياة البكتريا : أين تعيش البكتريا ؟ تعيش البكتريا في كل مكان تقريباً، حتى في الأماكن التي لا تستطيع فيها أشكال أخرى للحياة أن تبقى حية . ويحتوي الماء والهواء والطبقة السطحية للتربة على كثير من البكتريا . وتوجد البكتريا بصورة دائمة في الجهاز الهضمي والتنفسي ، وعلى جلد الإنسان وحيوانات أخرى . وتحتاج بكتريا معينة تسمى البكتريا الهوائية إلى الأكسجين كي تعيش ، ولكن يمكن لبكتريا أخرى تسمى البكتريا اللاهوائية أن تبقى حية بدونه . ويمكن لبعض اللاهوائيات أن تبقى حية في وجود أو عدم وجود الأكسجين . كما توجد لاهوائيات أخرى لا يمكنها أن تعيش إذا وجدت كمية ضئيلة جداً من الأكسجين في بيئتها . تحمى بعض البكتريا نفسها ضد أي نقص في الغذاء أو الأكسجين أو الماء بتكوين غشاء خلوي جديد أكثر سمكاً داخل الغشاء القديم . وتموت مواد الخلية المحيطة بالغشاء الجديد . ويصبح الكائن الحي المتبقي غير نشط ويسمى بوغاً بكتيرياً . ويمكن أن تعيش الأبواغ البكتيرية لعدة عقود أو أكثر لأنها تستطيع مقاومة الحرارة المرتفعة أو المنخفضة جداً والأحوال البيئية الصعبة الأخرى . وإذا توفر الغذاء والأكسجين والماء مرة أخرى تتحول الأبواغ ثانية إلى بكتريا نشطة . حركة البكتريا تحمل تيارات الهواء والماء البكتريا لمسافات طويلة ، كما تحمل أيضاً الملابس والأواني والكائنات الأخرى البكتريا . يوجد بأنواع مختلفة من البكتريا أسواط ( شعر رفيع ) تساعدها على السباحة . كما أن بعض الأنواع التي تفتقر إلى الأسواط تتحرك بالتَّلَوَّي . كيف تتغذى البكتريا : تتغذى معظم أنواع البكتريا ، وتسمى البكتريا متغايرة التغذية ، بالكائنات الحية الأخرى . وتنتج بعض الأنواع التي تعرف باسم البكتريا ذاتية التغذية طعامها بنفسها . فمثلاً تصنع بكتريا التركيب الضوئي طعامها من ثاني أكسيد الكربون ، وأشعة الشمس ، والماء . بعض البكتريا تكون متغايرة التغذية وذاتية التغذية معاً ويتوقف ذلك على الطعام المتاح لها في حينه . وتتغذى معظم البكتريا متغايرة التغذية بالكائنات الميتة . وبعضها الآخر طفيليات . وتسبب بعض البكتريا الطفيلية أضراراً قليلة أولا تسبب أضراراً للكائن العائل ولكن بعضها الآخر يسبب أمراضاً .