أكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، أن مؤتمر "أصدقاء سوريا"، الذي استضافته الدوحة السبت، اتّخذ قرارات "بالغة الأهمية"، بعضها ستبقى "سرية"، بينما قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن كل دولة ستقوم بما تراه مناسباً لدعم المعارضة، بهدف الوصول إلى حل سياسي. وقال الشيخ حمد، في مؤتمر صحفي مع كيري: "اتفقنا على أن الحل السياسي ومؤتمر جنيف مهم، ولكن من المهم أيضاً التوازن على الأرض، وإعطاء الجناح العسكري للمعارضة ما يحتاج إليه لتحسين وضعه على الأرض.. هناك قرارات أخذناها ستُعلن في البيان، وأخرى سرية تتعلق بالتحرك العملي لتغيير الوضع على الأرض بسوريا".
وتابع رئيس الوزراء القطري بالقول: "نفضل الحل السياسي، ولكن النظام السوري لديه حل واحد وهو القتل والتدمير.. المنطقة بأسرها مهددة، والعالم مقصّر في معالجة الوضع في سوريا". ولفت الشيخ حمد إلى أن معظم الدول المشاركة في الاجتماع "متّفقة على توفير الدعم للمجلس العسكري"، مضيفاً: "أتمنى من كل قلبي وجود حل سياسي، ولكن عندي شكوك كبيرة، لأن النظام واضح ولديه خط واحد يمشي عليه".
ورداً على سؤال حول طبيعة الدعم المقدم للمعارضة السورية، قال المسؤول القطري ممازحاً: "ليس لدينا عدد كافٍ من الناس في قطر لإرسالهم إلى سوريا، لكن إذا كان هناك مساعدات فسنرسلها عبر اللواء سليم إدريس"، قائد أركان الجيش الحر.
أما كيري فقال إن الوضع الراهن في سوريا "غير مقبول بكل المعايير"، محذّراً من أن استمرار الصراع في سوريا "سيؤدي إلى تفكك هذه الدولة، وعنف مذهبي أكبر، ليس فيه فائدة لأحد بالمنطقة".
وأضاف الوزير الأمريكي أن النظام السوري اختار بعد الإعلان عن مؤتمر "جنيف 2" التصعيد العسكري، وحصل على الدعم الإيراني ودعم حزب الله.
وأضاف كيري: "ما من خيار أمامنا كي نحاول الوصول للمفاوضات هو توفير دعم أكبر للمعارضة، كل دولة ستقوم بما تراه مناسباً"، وتابع بالقول إن نظام الرئيس بشار الأسد "أقدم على تدويل الأزمة"، لافتاً إلى أن بلاده قالت بوضوح إنها "ستزيد المساعدة للمجلس العسكري والمعارضة السورية".
وكان كيري قد تحدث بافتتاح مؤتمر الدوحة قائلاً إن تدخل حزب الله وإيران في سوريا يهدد الحل السياسي في سوريا التي اعتبر أن رئيسها بشار الأسد "تجاوز الخط الأحمر" باستخدامه السلاح الكيماوي، معتبراً أن تسليح المعارضة يهدف إلى دفع الحلول السلمية.
وشدد كيري على أن المطلوب هو التوصل إلى حل سياسي، وليس التوجه نحو الحسم العسكري، معتبراً أن دعم المعارضة السورية بالسلاح، كما أقرته أمريكا، يهدف إلى دفع النظام السوري، الذي يشن حملات عسكرية هجومية على معاقل المعارضة، إلى طاولة المفاوضات.