اتفقت بلدان عربية وغربية مناهضة لرئيس النظام السوري بشار الأسد في محادثات جرت في قطر أمس السبت على تقديم دعم على وجه السرعة إلى مقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة به وتوصيل المساعدات من خلال قيادة عسكرية للمعارضة يساندها الغرب. واتفق الوزراء من الدول الإحدى عشرة التي تؤلف مجموعة أصدقاء سوريا على «أن يتم على وجه السرعة تقديم كل المواد والمعدات اللازمة إلى المعارضة على الأرض». واستهجن الاجتماع أيضا «تدخل ميليشيات حزب الله ومقاتلين من إيران والعراق» وطالب «ان يغادر هؤلاء المقاتلون سوريا على الفور». واكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني السبت ان اجتماع الدول ال11 الداعمة للمعارضة السورية في الدوحة اتخذ «قرارات سرية» لتغيير الوضع على الارض، مشيرا الى ان تسع دول في المجموعة متفقة على الدعم العسكري من خلال المجلس العسكري للجيش السوري الحر. وقال الشيخ حمد في مؤتمر صحافي عقب انتهاء الاجتماع ان الدول ال11 اتخذت «قرارات خاصة سرية في كيفية التحرك العملي لتغيير الوضع على الارض في سوريا» اضافة الى القرارات المعلنة. واشار المسؤول القطري الى تحقيق «نقلة نوعية» خلال الاجتماع في الدوحة. وقال ان «الدول اغلبها متفقة ما عدا دولتين على كيفية تقديم الدعم العملي للثوار من خلال المجلس العسكري»، فيما الدولتان الباقيتان تدعمان بسبل اخرى. وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اكد في وقت سابق ان بلاده لم تتخذ قرارا بتسليح المعارضة السورية. واعتبر الشيخ حمد ان الحل السياسي من خلال مؤتمر جنيف هو الافضل لكنه عبر عن «شكوك كثيرة لان النظام لديه خط واحد يسير عليه» هو «القتل والقتل والقتل والتدمير». وقال ان «الحل السياسي مهم لكن المهم ايضا التوازن على الارض واعطاء المعارضة السورية وخاصة الجناح العسكري كل ما يتطلب من امور لكي يكون وضعهم على الارض احسن». واشار الى «وضوح في الرؤية» بعد تأكيد استخدام السلاح الكيميائي وتدخل حزب الله اللبناني في النزاع السوري بشكل مباشر. وقال «الكل مقتنع اليوم بالتدخل السريع. لا اقصد تدخلا عسكريا بشكل تقليدي بل كيفية دعم مقاومة الشعب السوري». كما شدد رئيس الوزراء القطري على وجود اتفاق بين المجموعة يقضي بان «المساعدات يجب ان تمر عبر الائتلاف» المعارض السوري، على ان يتم ايصال المساعدات الى «الشخص المناسب والشخص المناسب هو اللواء سليم ادريس» رئيس اركان الجيش السوري الحر. اتفق الوزراء من الدول الإحدى عشرة التي تؤلف مجموعة أصدقاء سوريا على «أن يتم على وجه السرعة تقديم كل المواد والمعدات اللازمة إلى المعارضة على الأرض».
فرص الحل السلمي من جهته، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان الدول الداعمة للمعارضة السورية ستزيد دعمها السياسي والعسكري لوضع حد ل»انعدام التوازن» على الارض مع النظام السوري. واكد كيري ان زيادة الدعم لا تهدف الى «حل عسكري» بل لتعزيز فرص الحل السلمي ودفع الطرفين باتجاه هذا الحل. وقال كيري «ان الولاياتالمتحدة والدول الاخرى الموجودة هنا، كل دولة بحسب المقاربة التي تختارها، ستقوم بزيادة نطاق وحجم الدعم للمعارضة السياسية والعسكرية». واكد كيري ان هذا الدعم يهدف الى «التمكن من الوصول الى جنيف، وللتعامل مع انعدام التوازن على الارض». واضاف الوزير الامريكي «اود ان اشدد اننا نقوم بذلك ليس بهدف الوصول الى حل عسكري بل نقوم بذلك لنأتي الى الطاولة ونتوصل الى حل سياسي». وبحسب كيري، فان «ادارة سياسية (للمعارضة) جديرة بالثقة ومعارضة مسلحة اكثر فاعلية ستمكن المعارضة من مواجهة استعانة الرئيس السوري بشار الاسد بخارج الحدود للمجيء بالايرانيين وحزب الله» للقتال الى جانبه. كما اكد الوزير كيري ان بيان مؤتمر جنيف 1 هو الاساس الوحيد للحل السياسي المرجو في سوريا. بريطانيا لم تتخذ قرارا وكان وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ قد صرح قبيل اجتماع الدوحة ان بلاده «لم تتخذ قرارا» بتزويد المعارضة السورية بالسلاح. وقال هيغ للصحافيين «بالنسبة للسؤال الذي خضع للكثير من النقاش عما اذا كنا سنقدم مساعدات قاتلة من اي نوع كان للمعارضة السورية، فان موقفنا لم يتغير، لم نتخذ قرارا بالقيام بذلك». واضاف ان قرار تسليح المعارضة السورية الذي تؤيده حكومته يجب ان يخضع للنقاش في البرلمان. وشرح هيغ ان المفهوم البريطاني للنزاع الدائر في سوريا يتركز خصوصا حول «اكبر مساعدات انسانية» فرص تشجيع الحل السياسي. وقال في هذا السياق انه يجب «تشجيع حل سياسي. نرغب في نجاح مؤتمر» السلام الدولي اي جنيف 2.