أكد موقع "شبيجل أونلاين" على الإنترنت مساء أمس الاثنين، أن الرئيس حسني مبارك قد يغادر مصر لإجراء "فحوص طبية طويلة" في ألمانيا، متحدثاً عن أنه يجري مناقشة هذا الخيار عملياً. ودخلت الاحتجاجات في مصر اليوم الثلاثاء أسبوعها الثالث بدعوة إلى تظاهرة مليونية كانت مقررة مسبقاً، ويترافق ذلك مع أنباء عن محاولات لتشكيل ائتلاف يمثل شباب ثورة 25 يناير. وأفاد موقع أسبوعية "دير شبيجل" أن الأفكار حول زيارة طبية يقوم بها مبارك لألمانيا باتت ملموسة أكثر مما كنا نعتقد حتى الآن، متحدثاً عن فحوص طبية طويلة للرئيس المصري في ألمانيا. وأكد الموقع إجراء مشاورات تمهيدية مع المستشفيات الملائمة، لا سيما عيادة ماكس -غرونديغ في بول في منطقة بادي - فورتنبرغ "جنوب غرب ألمانيا"، وذلك نقلاً عن مصادر في هذه العيادة. وتعذر على وكالة الأنباء الفرنسية التي أوردت النبأ الحصول على تأكيد لهذه المشاورات من العيادة المذكورة. ورداً على سؤال حول مدى صحة هذه المعلومات، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن سيبرت إنه لم يتم التقدم بأي طلب رسمي أو غير رسمي بخصوص زيارة مماثلة. وكان مبارك قد خضع في مارس 2010 لعملية استئصال المرارة وإزالة لحمية من الاثنى عشر في عيادة هايدلبرج (جنوب غرب). وأوكل صلاحياته آنذاك إلى رئيس الوزراء أحمد نظيف. ويتزامن ما أورده الموقع مع حديث يدور منذ أيام عما يسمى بالخروج الآمن للرئيس المصري، الذي يواجه احتجاجات غير مسبوقة تطالب بتنحيه عن الحكم، أو تفويض صلاحياته لنائبه عمر سليمان، لإتمام التعديلات الدستورية وقيادة المرحلة الانتقالية حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة. إلى ذلك، برز تحول في دعوات واشنطن لانتقال "آمن وسلس وفوري" للسلطة في مصر، حيث قالت إدارة الرئيس الأمريكي إن مصر تواجه عملية تحول تشوبها عراقيل قد تستغرق بعض الوقت للانتقال من حكم قمعي دام لعقود إلى ديمقراطية تعددية. وقال مساعد وزيرة الخارجية للشؤون العامة فيليب كراولي في مؤتمر صحفي مساء أمس: "في حال استقال الرئيس المصري حسني مبارك بموجب الدستور الحالي، فإنه يتعين إجراء انتخابات في غضون 60 يوماً، ويطرح السؤال إذا ما كانت مصر مستعدة لإجراء انتخابات مفتوحة"، في إشارة إلى الاعتراضات التي تعالت على شفافية ونزاهة الانتخابات الماضية. ولفت كراولي إلى أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين فعله للوصول إلى هذه المرحلة، حيث يمكن إجراء انتخابات حرة ونزيهة سواء كان التركيز على البرلمان أو التركيز على الرئاسة. من جانبه، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن حركة الاحتجاج التي تشهدها مصر قد تجرها للسير على الطريق الذي تسير عليه إيران. وقال: "من الممكن أن تكون هناك إصلاحات ليبرالية وديمقراطية في مصر. الاحتمال الثاني هو أن ينتهز الإسلاميون فرصة الانقلاب للسيطرة على البلاد، وثالثاً هناك إمكانية لأن تحذو مصر حذو إيران". وذكر خلال كلمة أمام أكثر من 400 برلماني أوروبي بأنه قبل عام ونصف العام نزلت المعارضة الإيرانية إلى الشارع، والسلطات قمعت هذه التظاهرات، مشيراً إلى أنه لم يحصل أي حوار، والناس قتلوا في الشارع. وأضاف: "لا أعرف ماذا سيجري في مصر، لكن مصلحتنا واضحة: يجب الاحتفاظ بالسلام القائم منذ ثلاثة عقود، وجلب الهدوء في الجنوب مع "إسرائيل" والاستقرار في المنطقة".