ذكرت الجمعية الفلكيّة بجدة، أن القمر البدر لشهر شعبان، سيكون أكبر وأقرب قمر بدر إلى الكرة الأرضية خلال العام الجاري، وذلك يوم الأحد 23 يونيو، وكانت آخر مرة حدثت هذه الظاهرة في السادس من مايو العام الماضي 2012. وقالت الجمعية إن القمر سيظهر أكبر بنسبة 14 %، وأكثر بريقا بنسبة 30 % من القمر البدر المعتاد، ولكن قد لا يتمكّن الراصد من ملاحظة فرقٍ كبيرٍ بين هذا البدر والبدر العادي بالعين المجرّدة، ولكن يمكن ذلك من خلال التصوير الفوتوغرافي من خلال القيام بعمل مقارنة لأقمار البدر في الأشهر المختلفة.
وأضافت الجمعية: من الناحية الفلكيّة يسمّى اقرب قمر بدر "بدر الحضيض"، والحضيض هي أقرب نقطة للقمر في مداره إلى الأرض، ومنذ عامين مضت عندما حدثت هذه الظاهرة في 19 مارس 2011، استخدم تسمية "القمر العملاق" ولم يسمع عن هذه التسمية من قبل، وفي العام الماضي، استخدمت هذه التسمية من جديد لوصف أقرب قمر بدر في العام، والآن تسمية "القمر العملاق" أصبحت تستخدم بكثرة علما بأنها تسمية غير فلكيّة.
وتابعت الجمعية: يحدث "القمر العملاق" عندما يكون القمر في أقرب نقطة من الأرض ويتزامن مع ذلك، وقوعه في طور البدر المكتمل، وفي العام الجاري يصبح القمر بدراً مكتملا عند الساعة 02:32 بعد الظهر حسب توقيت مكة المكرّمة، بعد 21 دقيقة من وصوله إلى الحضيض، وسيكون قريباً جداً منها وعلى مسافة 356.991 كيلو متر من الأرض.
وقالت الجمعية: في هذا الوقت من الشهر العربي، فإن "القمر العملاق"، أو أي قمر بدر في أي شهر، يكون في خطٍ واحدٍ مع الشمس، لذلك فإن جاذبيتَيْ الشمس والقمر، تتحدان وتؤثران في المحيطات، ولكنه تأثير ضئيل جداً، حيث يرتفع مستوى المد بحري ببضع بوصات أعلى من المعتاد وقوى الجاذبية لن تؤثر في توازن الطاقة الداخلي للأرض، نظراً لحدوث مد وجزر قمري كل يوم، ولكن سيكون هناك اختلافٌ صغيرٌ في القوة التي تمارسها جاذبية القمر عندما يكون القمر في الحضيض، وانتظام الشمس والقمر يسبب زيادة صغيرة في النشاط التكتوني، ولكنها لن تكون كبيرة بشكل كافٍ لتتغلب على القوى الكبيرة داخل الأرض، لذلك لن يكون هناك تغيراتٌ جوهرية في النشاط الزلزالي أو البركاني، إضافة إلى أن عديداً من الدراسات لم تعثر على دليل علمي يمكن من خلاله ربط القمر العملاق بالكوارث الطبيعية.
وأضافت الجمعية: بالنسبة للقاطنين على طول السواحل البحرية، سيشاهدون أعلى مد بسبب بدر الحضيض أو "القمر العملاق"، خلال بضعة أيام مقبلة، وهناك يجب التأكيد أنه من غير المحتمل أن يحدث فيضان، ولكنها فرصة لرؤية تأثير في ارتفاع المد، وخاصة إذا كان هذا المد المرتفع قد صاحبته رياح شاطئ قوية.
يُشار إلى ظاهرة أخرى جديرة بالمتابعة، فمع بداية شروق القمر البدر في أي شهر يظهر كبيراً جداً في أثناء ارتفاعه ما بين الأبنية والأشجار والجبال، ولكن عندما يصبح في السماء يظهر وكأنه تقلّص، هذه الظاهرة تسمّى "وهم القمر" يتسبّب فيها عقل الإنسان، ويمكن ملاحظتها في منتصف كل شهر قمري.
يُذكر أن القمر البدر دائماً يسطع في الجانب المقابل للشمس في السماء، لذلك ستتم رؤيته طوال الليل من الغروب وحتى فجر اليوم التالي، ولكن يكون القمر قريباً مرة أخرى حتى أغسطس العام المقبل 2014.