قالت صحيفة "الفايننشيال تايمز" البريطانية الاثنين: إن تسريبات ويكيليكس حول الفساد في تونس عجلت بالثورة التي أشعلها محمد البوعزيزي، حيث كشفت الوثائق أن نصف مجتمع المال والأعمال في تونس يرتبط بأسرة بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي، عبر علاقات المصاهرة. وقالت الصحيفة في تقرير لها: إن تصرفات وأعمال ليلى الطرابلسي وأقربائها ولّدت غضباً جارفاً لدى التونسيين، ثم جاءت تسريبات ويكيليكس حول الفساد في بلادهم لتعجل بالتقاط الشعلة التي أضرمها محمد البوعزيزي بنفسه احتجاجاً على البطالة، ليشعلوا بها بدورهم ثورة الياسمين التي أطاحت بنظام بن علي. ويقول التقرير: إن أقرباء ليلى الطرابلسي، خصوصاً شقيقها بلحسن، قد هيمنوا على مُقدّرات الاقتصاد التونسي. ونشر موقع ويكيليكس على شبكة الإنترنت، نهاية العام الماضي، وثائق سرية مُسرّبة نقلت عن دبلوماسيين أمريكيين قولهم: "يبدو أن نصف مجتمع المال والأعمال في تونس يرتبط بأسرة بن علي وزوجته ليلى بعلاقات المصاهرة". ويمضي التقرير إلى رصد الكيفية التي جمع بها العديد من رجال الأعمال في تونس لثرواتهم خلال العقدين الماضيين عبر ممر إجباري كان يتمثل بضرورة إقامة الجسور والصلات مع أفراد عائلة الرئيس "التي كان جشعها يزداد يوماً بعد يوم". ويدلّل التقرير على هيمنة أقرباء ليلى الطرابلسي على مفاصل ومقدّرات الاقتصاد التونسي بسيطرة شقيقها بلحسن الطرابلسي على "مجموعة قرطاج" النافذة، التي تهيمن على قطاعات السياحة والنقل الجوي والخدمات المالية والتأمين وتجارة السيارات في البلاد. ويورد التقرير بشكل ساخر حادثة نقلت تفاصيلها إحدى المدونات على الإنترنت، زاعمة أن بلحسن الطرابلسي وصل به الأمر إلى حد طلب الأموال مقابل كل ظهور له في صور مع أشخاص في حفلات الأعراس. كما تُذكّرنا الصحيفة أيضاً بدعوة بلحسن الشهر الماضي للرئيس بن علي لكي يرشّح نفسه لرئاسة البلاد لفترة أخرى في الانتخابات الرئاسية لعام 2014. ومن الأشخاص النافذين الآخرين في أسرة زوجة الرئيس السابق، الذي يسلّط تقرير "الفايننشيال تايمز" الضوء على نشاطاته الاقتصادية، صخر الماطري، صهر بن علي، وزوجته ليلى. يقول التقرير: إن الماطري كان يترأس "مجموعة برنسيس الماطري القابضة"، وهي تَجَمّع لعدد من الشركات في مجالات الخدمات المصرفية، بما فيها المصارف الإسلامية، وتجارة السيارات والنشر والاتصالات. وينتقل التقرير إلى الحديث أيضاً عن دور أسرة المبروك، وتحديداً رجل الأعمال الثري مروان المبروك، زوج سيرين بن علي، ابنة الرئيس المخلوع من زواجه الأول. وتشمل استثمارات المبروك، التي يوردها التقرير، مجموعة مصارف وشركات اتصالات، بالإضافة إلى سلسلة متاجر ضخمة، مثل "سوبر ماركت جيان" في منطقة تقع على مشارف العاصمة تونس، الذي أحرقه المتظاهرون السبت الماضي.