أظهرت دراسات طبية حديثة أن معظم حالات الإصابة بالصداع تكون مجرد أعراض أولية تصاحب بعض الأمراض، ومنها ذلك الصداع الذي يصاحب أمراض مثل الأنفلونزا والتهاب الجيوب الأنفية، وقد يحدث الصداع نتيجة لقلة النوم أو الإجهاد أو ضعف النظر أو الإفراط في مشاهدة التلفاز أو استخدام الكمبيوتر لفترات طويلة. وتنتهي هذه الأنواع البسيطة من الصداع بزوال المرض المسبب لها، أما الصداع المتكرر "المزمن"، الذي تعرفه الدكتورة ملأ الخيال، مساعدة مدير صيدلية مستشفى سعد التخصصي للقسم الإكلينيكي، بأنه آلام تحدث أكثر من 14 مرة كل شهر، لفترة تتجاوز ثلاثة أشهر متتالية. وتوضح الخيال أن أسباب الإصابة بالصداع المتكرر "المزمن" ترجع إلى عوامل كثيرة، منها أن يكون نتيجة لآلام المفاصل، أو توتر في عضلات الرأس والرقبة، كما يلعب التوتر النفسي والشد العصبي والضوضاء وكثرة التعرض للأضواء الساطعة دورا خطيرا في إصابة عضلات الرقبة والمضغ بتوتر دائم ينعكس على الشخص في صورة صداع متكرر. وتحذر مساعدة مدير صيدلية مستشفى سعد التخصصي للقسم الإكلينيكي، الأشخاص الذين يصابون بالصداع المتكرر من الإفراط في تناول المسكنات بشكل عشوائي، حيث أكدت نتائج الدراسات الطبية الحديثة خطورة إدمان المسكنات، وأنه يمثل 90% من أسباب حدوث الصداع المتكرر، الذي يعد من أصعب أنواع الصداع في علاجه، لأنه قد يكون عرضا مصاحبا لأمراض أهملها المريض ولم يقم باستشارة الطبيب لتحديد الأسباب الحقيقية لها، مكتفيا بتناول أنواع مختلفة من المسكنات. وتنصح الدكتورة الخيال الأشخاص الذين يعانون الصداع المتكرر "المزمن" بضرورة مراجعة الطبيب المختص لمعرفة وتشخيص سبب الإصابة، لتحديد ما إذا كان تكرار الشعور بالصداع يرجع للإصابة بمرض عضوي أو أنه مرض في حد ذاته، والالتزام بتعليمات الطبيب، وأضافت أنه لا يمكن اعتبار تناول المسكنات حلا جذريا لعلاج الآلام، لأنها تزيد من الألم المزمن، ويمتد تأثيرها السيئ لدرجة تجعلها سببا في الإصابة بأمراض أخرى مثل قرحة المعدة والفشل الكلوي.