استمراراً للحديث حول موضوع الصداع الذي تطرقنا له العدد الماضي والذي يعد من أشد المضايقات التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان؛ وقد يصيب الصداع أي شخص وفي أي وقت، وليس هناك من لم يصبه الصداع في وقت أو آخر في حياته. وقد اشرنا فيه كذلك الى أسباب الصداع وأعراضه وأنواعه الرئيسية وتشخيصه وذكرنا أعراض الصداع الناتج عن التوتر ثم الصداع العنقودي . أما العلاج فيتم علاج الصداع الناتج عن التوتر على أساس العناية الذاتية باتباع أساليب الاسترخاء أو تناول الأدوية التي يصفها الطبيب المختص . مسكنات الألم: تعمل مسكنات الألم بشكل جيد للتخفيف من حدة الصداع الناتج عن التوتر. ومن الأفضل تناول جرعة كاملة بمجرد أن يبدأ الصداع ، ويمكن تناول جرعة ثانية بعد مرور 4 ساعات في حالة الضرورة. وسوف يؤدي استخدام مسكنات الألم لفترة طويلة في النهاية إلى انقطاع نوبات الصداع ، غير أنه لا يجب أن يستمر تناولها لأكثر من أيام قلائل كل مرة ، ويجب عدم تناولها لمنع حدوث الصداع ولكن يجب استخدامها فقط عند الاصابة به. الاسترخاء: - إحاطة الجبهة أو الرقبة بقطعة ساخنة من النسيج الناعم. - ممارسة التمرينات الرياضية وتمرينات الاسترخاء. - تدليك الكتفين والرقبة. - قد يكون الصداع ناشئا عن فقدان العادات اليومية من شرب المنبهات كالقهوة والشاي . عليك باستشارة الطبيب الممارس العام على الفور في حالة استمرار الشعور بالصداع لأكثر من 24 ساعة وعدم استجابته لأي علاج ذاتي ، أو إذا صاحبته أعراض أخرى مثل تشوش الرؤية أو القيء. لا يستجيب الصداع العنقودي لمسكنات الألم المتعارف عليها . إلا ان هناك عددا من العقاقير التي يمكن استخدامها لعلاج أنواع الصداع العنقودي، غير أنها صنعت خصيصا لهذا الغرض ويجب استخدامها فقط تحت إشراف طبيب متخصص. تستخدم بعض العقاقير لعلاج الصداع العنقودي عند بدئه بالإضافة إلى العلاج بتنفس الأكسجين النقي، في حالة عدم فاعلية مسكنات الألم القياسية، وهذا ما يطلق عليه العلاج الحاد. قد لا يكون السبب النظارة الصداع النصفي: هذا النوع من الصداع يحصل بسبب تمدد في جدران الأوعية الدموية بالرأس وقد لوحظ أن بعض الأشخاص لديهم استعداد أكثر من غيرهم نحو الإصابة بهذا النوع من الصداع ، كما لوحظ أنه يحصل في أفراد العائلة الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض وعادة يصيب الصداع النصفي شخصا من بين كل عشرة أشخاص، ويصيب الأطفال والكبار على السواء. ويعتبر الصداع النصفي من الأعراض العسير فهمها بالنسبة للأشخاص المصابين به، لأنه يسبب أعراضا مختلفة تتباين من شخص إلى آخر. فعند بعض الناس قد يظهر في شكل نوبات حادة شديدة من الصداع تستمر لفترات قصيرة فقط وتكون هذه النوبات متتابعة ثم تختفي فجأة ، وعند أشخاص آخرين قد يظهر في شكل موجات بصرية كأن يرى الشخص خطوطا متموجة تتحرك أمام عينيه يعقبها صداع شديد، بل إن بعض الأشخاص قد يلاحظون هذه التموجات البصرية بدون أن يعانوا من أي نوبات صداع كما أن بدء هذه النوبات من الصداع المفاجئ في منتصف الرأس قد تحصل بدون أي مسبقات أو أعراض بصرية كالتي أشرنا إليها. ويمكن القول بأن الصداع النصفي بكل أشكاله ؛ يشترك في بعض الخصائص العامة. فعادة ما يتخذ شكل نوبات ألم تشتد وتخف ، ولا يكون مستمرا على وتيرة واحدة، كما يكون شديدا في ناحية واحدة من الرأس أكثر من الأخرى، وفي بعض الأحيان يكون مصحوبا بغثيان أو قيء ، وربما يبدأ الصداع النصفي نتيجة ارتفاع أو انخفاض مفاجئ في معدل القلق أو المجهود النفسي. أهمية التشخيص: حيث ان الصداع مشكلة صحية متكررة الحدوث فإنه ينصح بإجراء فحص طبي كامل لكل أنواع الصداع المتكرر أو المزمن ، لذلك فإن الطبيب العام أو طبيب العائلة من الممكن أن يساعد في تشخيص سبب الصداع ، وفي حالات الصداع الذي يسبب بعض الأعراض بالعين، وحين تكون العين هي المسئولة عن الصداع يشعر كثير من الناس بالرغبة في الاطمئنان على حالة أعينهم وفحصها لدى طبيب العيون، ويستطيع الطبيب أن يجري فحصا كاملا للعين وبالتالي معرفة اذا كانت العين عاملا مسببا في الصداع. من المهم تذكر أن العينين ليستا هما سبب الصداع في أكثر الحالات كما أن تغيير النظارات لا يفيد دائما في علاج الأعراض . لكن إذا كانت العين مصابة بأي مرض فإن طبيب العيون بإمكانه تشخيص وعلاج المشكلة أما اذا كانت هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الفحوصات لكشف سبب الصداع فإن الفحوصات الطبية أو التحويل إلى مراكز متخصصة قد يكون مفيدا. العلاج: علاج الصداع يرتبط بمعرفة أسبابه، فإذا وجد سبب طبي للصداع فإنه يحتاج لعلاج طبي وربما جراحي وفي حالة وجود الاكتئاب والقلق، فإن تحويل المريض إلى طبيب العائلة أو الطبيب النفسي قد يكون ضروريا، وإذا كان الصداع النصفي هو المشكلة فإن التشخيص الصحيح والثقة بالطبيب واقتراحاته والمساعدة النفسية هي أفضل الحلول بعد الاعتماد على الله سبحانه وتعالى.