تحت رعاية وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح ابن عبدالعزيز آل الشيخ، افتتح وكيل الوزارة المساعد لشؤون المساجد الشيخ عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل الشيخ ورشة عمل عن المساجد وصيانتها تنظمها الوزارة اليوم الاثنين بعنوان: صيانة المساجد ونظافتها الواقع المشكلات الحلول) وذلك في مقر الوزارة بالرياض. وأكد الشيخ عبدالمحسن آل الشيخ في كلمته على حرص الشريعة الإسلامية على بناء المساجد وصيانتها ونظافتها، وإعمارها حسياً ومعنوياً، وعمارتها معنويا بدعوة المسلمين والمؤمنين فيها حتى يعمروها بالصلاة والذكر وقراءة القرآن. وقال: إن علماء الشريعة قد اهتموا بهذا الموضوع اهتماماً بالغاً في مصنفاتهم، ففي كثير من كتب الأحكام السلطانية التي ألفها العلماء في قديم الزمان كانوا يذكرون ما يتعلق بأحكام المساجد، وما يتعلق بأعمال ولى الأمر في هذه المساجد، وما له من الولاية العامة عليها، وبحمد الله -عز وجل- في هذه البلاد تحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين ومنذ تأسيسها على يد الملك المؤسس على العناية بالمساجد وأول هذه المساجد هما الحرمان الشريفان اللذان شرف خادم الحرمين الشريفين بخدمتهما شخصياً، وخدمة بقية مساجد هذه البلاد، والعناية أيضا بالمساجد في خارج هذه المملكة، ولاشك أن هذا الحرص له أوجه متعددة وكثيرة، وجعلت هذه الحكومة الولاية فيما يتعلق بالمساجد مرتبطة بهذه الوزارة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، فأوكلت إليها العناية بهذه المساجد إعماراً، وصيانة، ومتابعة، وتعييناً للأئمة والمؤذنين، ورعاية لهم وهي منطلقة في هذا الأمر من الأمر الشرعي الأول، حيث كان -صلى الله عليه وسلم- يعنى بالمساجد، بمسجده وبالمساجد في عهده وينظر فيما يصلح حالها من جهة النظافة ومن جهة تولية الأصلح فيما يتعلق بالإمامة والأذان. وشدد على أن العناية بالمساجد وصيانتها مهمة عظيمة وجليلة وكبيرة أيضا لأننا في المملكة عندنا أكثر من 80ألف مسجد، وهذه الثمانين ألف مسجد في الحقيقة ينظر الناس فيما يتعلق بنظافتها إلى مجموعها كلها ولهم الحق في ذلك ولاشك أن المساجد ينبغي أن تعظم، ويعتنى بها جميعاً لكن نحن في هذه الوزارة كما سبق أن أعلن ذلك الوزير لا نغطي إلا ما يقارب 22% فقط من المساجد المسلمة لنا من جهة الصيانة والنظافة ولا بد أن يعرف الجميع حال الوزارة فيما يتعلق العناية بالصيانة والنظافة من حيث المشاريع، ومن حيث المسؤولية عن القيام بها في هذه الموضوع المهم. وانتهى المشرف على الورشة الشيخ عبدالمحسن آل الشيخ إلى القول: إن هذه الورشة في الحقيقة حرص المقام السامي وهو الذي وجه بعقدها أن ننظر في واقع المساجد وواقع نظافتها وصيانتها والمشكلات التي تعترضها والحلول التي من الممكن أن نخرج بها من عقد مثل هذه الورشة وغيرها من ورش أخرى، ولقاءات متعددة تعقد -بإذن الله- مستقبلاً لوضع حلول جذرية لصيانة ونظافة بيوت الله. بعد ذلك بدأ المشاركون في الورشة في بحث ومناقشة محاورها التي تتضمن: النظر في عدم قصر تلك المسؤولية على وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد خاصة في بعض المحافظات والمراكز وبالذات النائية منها والبحث عن شركاء آخرين والنهوض بمسؤولية القطاع الخاص في العناية ببيوت الله، وبحث أفضل السبل والطرق لتفعيل ذلك بالإضافة إلى بحث إمكانية مشاركة الجمعيات ذات النفع العامة في تحمل تلك المسؤولية، وتفعيل مسؤولية الإمام والمؤذن والخادم في الاهتمام بنظافة المسجد وصيانته بمشاركة جماعة المسجد وذلك تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وإعادة النظر في تصاميم المساجد وطرق بنائها ومواصفاتها بما يكفل المحافظة على نظافتها وتقليل تكلفة صيانتها ويحافظ على سلامتها، وبحث أفضل السبل لتفعيل الصندوق الوقفي للمساجد، وبحث إشكالات دورات المياه الملحقة بالمساجد داخل الأحياء وأفضل السبل لنظافتها وصيانتها. كما درس المجتمعون مقترح إنشاء شركة مملوكة للدولة تعنى بنظافة وصيانة المساجد وإيجابيات ذلك وسلبياته، إضافة إلى مناقشة مقترح توقيع مذكرات تفاهم مع رجال الأعمال والمؤسسات الخيرية لتمويل برامج صيانة المساجد ونظافتها، وبرنامج الصيانة الذاتية حيث أثبتت التجربة التي عملت في بعض فروع الوزارة في مناطق المدينةالمنورة، والقصيم، والجوف نجاحها رغم حداثة التجربة وقلة الإمكانات. وشارك في أعمال الورشة التي عقدت على مدار جلستين عدد من مسؤولي الوزارة في وكالات المساجد، والأوقاف، والشؤون الإدارية والفنية، وفرع الوزارة بمكة المكرمة، ومن خارج الوزارة ممثلون عن وزارات المالية، والداخلية، والشؤون البلدية والقروية، وممثلون عن بعض القطاعات الخيرية، ومؤسسات وشركات الصيانة، إلى جانب بعض الأكاديميين، والإعلاميين المهتمين بموضوع الورشة.