كشفت برقية دبلوماسية أمريكية، من بين الوثائق التي ينشرها موقع ويكيليكس، عن نصائح وزير الدفاع اللبناني إلياس المر لإسرائيل لتتمكن من هزيمة حزب الله. وقال المر للأمريكيين: إنه إذا تكرر غزو مثل ما جرى عام 2006 فعلى إسرائيل ألا تستعدي السكان المسيحيين. وفي البرقية التي أرسلتها السفارة الأمريكية في بيروت إلى وزارة الخارجية في واشنطن نقل عن المر قوله: "لا يمكن لإسرائيل أن تقصف الجسور والبنية التحتية في المناطق المسيحية، كان المسيحيون يؤيدون إسرائيل في حرب 2006 إلى أن بدأت تقصف جسورهم". وكانت إسرائيل خاضت حربا لمدة شهر مع حزب الله عام 2006، وأرسلت قوات غازية إلى جنوب لبنان وقصفت مواقع وبنى تحتية. وحسب البرقية التي نشرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية محتواها نقلا عن موقع ويكيليكس، نصح المر الجيش الإسرائيلي بأن يتفادى، في التمهيد للغزو، دخول المناطق التي توجد فيها قوات الأممالمتحدة عبر الحدود. وقال وزير الدفاع اللبناني: إن حزب الله سيستغل أي انتهاك إسرائيلي لقرار مجلس الأمن 1701، الذي وضع حدا لحرب 2006، ليغرق المنطقة بالمقاتلين والسلاح. وأضاف أن حزب الله رغم ادعائه النصر في 2006 بما أوقعه من خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي إلا أنه أقل ثقة في قدرته على صد هجوم إسرائيلي آخر. وتابع: "أنا متأكد من أن حزب الله مرعوب ويستعد لتلقي درس قاس هذه المرة". واستطرد أن حزب الله يشعر أن عليه الرد على اغتيال عماد مغنية، أحد قادته الذي اغتيل في دمشق عام 2008، واتهم حزب الله إسرائيل باغتياله. وتقول البرقية: إن المر "يعتقد أن هجوماً في غرب إفريقيا أو جنوب أمريكا سيكون أسهل على حزب الله، لكنه يعتقد أن نصر الله سيفضل الهجوم داخل إسرائيل إن أمكن". ويضيف المر: "سيحاول حزب الله إشراك سورية في امتصاص بعض رد الفعل الإسرائيلي على هجومه". وعبر المر عن قلقه على الجيش اللبناني في حال اندلعت الحرب، مؤكداً أن كل همه هو الإبقاء على الجيش بعيداً عن القتال. وتقول البرقية الأمريكية: "أعرب المر عن قلق خاص بشأن الفرقتين الأولى والثامنة من الجيش في البقاع، إذ يعتقد أن إمداد القيادة لها سيقطع، فيما تقوم إسرائيل بعملياتها ضد حزب الله". وقال: إن بإمكان الجيش في الجنوب تخزين المؤن بما يكفي لحرب تستمر لثلاثة أسابيع، وإلا سيضطر إلى الاعتماد على السكان المحليين، وأغلبهم من أنصار حزب الله، ما قد يجعل الجيش يتورط في الحرب. وطلب المر في لقائه مع الأمريكيين معلومات محددة عن المدة التي يمكن أن يستغرقها الإسرائيليون في حرب للقضاء على حزب الله حتى يمكن تخزين مؤن القوات في الجنوب بما يكفي. وأكد المر أن هدفه ألا ينخرط الجيش في أي حرب بين إسرائيل وحزب الله، وذكر أنه قال لقائد الجيش السابق (رئيس الجمهورية الحالي ميشيل سليمان) يجب أن يبقي الجيش بعيدا عن القتال في "حال اندلعت الحرب".