كشفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية في إطار ما أطلقت عليه «الملف الإسرائيلي في ويكيليكس» الذي تنفرد بنشره، عن برقية صادرة عن السفارة الأمريكية في تل أبيب، تحتوي على محضر اجتماع بين مسؤولين أمنيين وسياسيين إسرائيليين وأمريكيين، يكشف تعاظم قوة حزب الله، ونيته خوض حرب طويلة الأمد مع إسرائيل يطلق فيها ما بين 400 إلى 600 صاروخ يومياً على إسرائيل من بينها 100 صاروخ على تل أبيب وحدها. وأشارت «هاآرتس» أن عدد من ممثلي المؤسسة الأمنية والاستخبارية الأمريكية قد حضروا إلى إسرائيل في نوفمبر 2009، لإجراء محادثات مع نظرائهم هناك، في إطار الحوار الاستراتيجي بين الدولتين، الذي يحمل اسم «المجموعة السياسية – العسكرية المشتركة»، وقالت إن البعثة الأمريكية ترأسها «روبرت ماجي»، وهو مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، وترأس الفريق الإسرائيلي الأمني – السياسي مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية وقتها «بنحاس بوخريس». وقالت الصحيفة إن «منتدى المناقشات الخاصة» تأسس في سنة 1983 وكان هذا هو اللقاء رقم 40، وأشارت أن السفارة الأمريكية في تل أبيب قد أرسلت في 18 نوفمبر برقية أولى من بين أربع برقيات تحمل ملخص المناقشات. وبحسب البرقيات، فإن المحادثات اهتمت بعدة قضايا، مثل البرنامج النووي الإيراني، الوضع في العراق وقطاع غزة، العلاقات الإسرائيلية – المصرية، مسيرة السلام مع الفلسطينيين ومواجهة حرب مستقبلية تخوضها إسرائيل ضد حزب الله. وفي هذا الأمر تلقى أعضاء الوفد الأمريكي إفادات مفصلة ومحدثة من ضباط الجيش الإسرائيلي وقيادات الموساد ووزارة الدفاع الإسرائيلية، بحسب «هاآرتس». وجاء في البرقية: «الإسرائيليون قالوا إن هدف حزب الله في أي حرب مستقبلية هو إدارة هجوم يومي واسع، على كل إسرائيل، بالصواريخ والقذائف القادرة على الوصول إلى تل أبيب»، وجاء أيضاً في البرقية أن مسؤولي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية «أكدوا رغبة حزب الله في الانتقام من مقتل عماد مغنية».. وجاء في البرقية أن ضباط من المخابرات العسكرية الإسرائيلية «أمان» قالوا أثناء المحادثات أن تهريب الأسلحة من سوريا وإيران لحزب الله هي «تحدي استراتيجي لإسرائيل ... وتضر بفرص السلام»، وقالت الصحيفة إن «في هذا العرض تم التركيز على الطرق التي يتم من خلالها نقل الأسلحة من إيران إلى سوريا عبر تركيا». وأشارت الوثيقةبحسب ما أورده موقع المصري اليوم أن الإسرائيليين أبلغوا نظرائهم الأمريكيين بأن «قوة حزب الله تعاظمت بشكل كبير جداً عن ما كانت عليه وقت حرب لبنان الثانية: «هم زادوا عدد الصواريخ المتطورة، ومداها ودقة تصويبها». في العرض أعلن ضباط «أمان» تفاصيل عن ترسانة حزب الله والتي قدروها بحوالي 20 ألف صاروخ من طراز جراد يصل مداها إلى 40 كيلو متر، بالإضافة إلى مئات الصواريخ مداها أكبر من ذلك بكثير، بقطر 220 ملليمتر و 302 ملليمتر، وعدة مئات من صواريخ فجر، 330 ملليمتر، ومئات من منصات إطلاق الصواريخ، وصواريخ كتف مضادة للطائرات من طراز SA7، و SA14، وأيضاً صواريخ مضادة للدبابات. وأشار أيضاً ضباط «أمان» أن «حزب الله يمتلك عدد غير معروف من صواريخ C802، التي يتم إطلاقها من الشاطئ إلى البحر، مثل الصاروخ الذي أصاب السفينة الحربية الإسرائيلية «حانيت» أثناء حرب لبنان الثانية، كما أشار الضباط الإسرائيليين أيضاً أنه «حزب الله يمتلك عدة طائرات بدون طيار، إيرانية الصنع، وحوالي ألف من الأجهزة المتفجرة». وبحسب الوثائق، سأل «روبرت ماجي» في نهاية العرض «ما هي نوايا حزب الله؟»، فأجاب أحد ممثلي «أمان» قائلاً إن المنظمة «تنوي الدخول في مواجهة طويلة الأمد مع إسرائيل، تأمل خلالها إطلاق وابل من الصواريخ عليها كل يوم»، وقال الضابط الإسرائيلي إنه في حرب 2006 «لم تتم إصابة تل أبيب حقاً، ولكن في الحرب المقبلة سيحاول حزب الله تغيير المعادلة وإصابة الحياة في تل أبيب». هنا، تدخل ممثل الموساد وقال إن «حزب الله سيحاول تأمين قدرته على إطلاق صواريخ وقذائف حتى اليوم الأخير للحرب، كي يتجنب أن يكون بلا ذخيرة»، رجل الموساد، الذي لم يتم ذكر اسمه أو وظيفته في البرقية، قدر أن «حزب الله سيحاول إطلاق من 400 إلى 600 صاروخ كل يوم على إسرائيل، من بينهم تقريباً 100 صاروخ ضد تل أبيب»، وأن المنظمة «تسعى للحفاظ على قدرتها هذه على مدار شهرين»، وفي هذا الشأن تقول «هاآرتس» «بحسب رجل الموساد فإنه يمكننا أن نستنتج أن إسرائيل تتوقع حرب تستمر شهرين وفي غضونها سيتم إطلاق ما بين 24 ألف إلى 36 ألف قذيفة صاروخية ضدها، من بينهم 6000 قذيفة صاروخية على تل أبيب». في أثناء المحادثات تطور الجدل بين ممثلي إسرائيل والولاياتالمتحدة في قضية جيش لبنان، الإسرائيليون اشتكوا من تزويد الأمريكيين للجيش اللبناني بالسلاح، خشية أن يسقط في يد حزب الله، وقال «عاموس جلعاد» رئيس الدائرة السياسية – الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن: «تقوية جيش لبنان يضعف إسرائيل». ممثلو الولاياتالمتحدة قالوا إن مساعدة الجيش اللبناني لمنعه من التقارب مع حزب الله، وبحسب البرقية المسربة فإن أحد المسئولين الأمريكيين في المحادثات علق على هذا الشأن قائلاً: «التعاون براجماتي وبسبب الضعف العسكري»، بينما أكد نائب وزيرة الخارجية الأمريكية «أندرو شابيرا»، بحسب الوثيقة، أن «مساعدة الجيش اللبناني هي لعمل توازن ضد حزب الله»، إلا أن «جلعاد» قال إنه «في الحرب المقبلة، إذا نالت إسرائيل من حزب الله، سيتدخل الجيش اللبناني لمساعدته».