شيعت جموع غفيرة يوم أمس الأول في الطائف الطفلة الباكستانية "سلمى رحيم حياة" بعد معاناة 11 عاماً من مرض غامض أتى على أربع من شقيقاتها من قبل. "سبق" قدَّمت واجب العزاء لأسرتها، بعد أن كانت تتابع وضعها واستلمت التقارير الطبية عنها، لكن القدرة الإلهية سبقت النشر عن حالتها.
وقال والد "سلمى" بنبرات حزن: "أحمد الله سبحانه وتعالى على قضائه وقدره، وهذي خامس بنت أدفنها ولم يتبقَّ لي من أولادي إلا ابن واحد فقط وبنت عمرها سنة، وأخشى عليهما أن يأتيهما مرض أخواتهم المتوفيات".
وعن حالة "سلمى" قال: "ولدت سليمة، وبدأت معاناتنا بعد سنة حيث بدأ جسمها بالتآكل (سبحان الله)، وبدأنا بعرض حالتها على المستشفيات في المملكة، وطلب منا أمر ملكي، وبالفعل جاءنا أمر ملكي من الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله لعلاجها في مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف، والحمد لله كان هناك تحسن، ولكن لم يتمكن الأطباء من تشخيص المرض".
وأضاف: "بدأت معاناتنا من جديد بعد وفاة الأمير سلطان حيث طلب منا أمر جديد لوفاة الأمير، وساءت حالتها كثيراً خلال تلك الفترة حتى اضطر الأطباء لاستئصال رجليها الاثنتين".
وتابع: "بعد فترة بدأت يدها اليسرى تتآكل، وقرر الأطباء استئصال جزء من يدها".
وقال: "أجريت عمليات تجميلية عديدة ولم يتبقى لها سوى يدها اليمين حتى توفاها الله".
وقالت والدة "سلمى" والألم يعتصر قلبها لفقدان ابنتها الخامسة: "أشكركم على حضوركم وسرعة تجاوبكم، وكانت سلمى فرحة بقدومكم، لكن المرض كان أكبر من ابنتي، ولحقت بأخواتها التي قالت لي قبل أسبوع (ماما أخواتي ينادوني)".
وعن وفاتها قالت: "نامت مساء أمس طبيعية، وقامت صباح اليوم تشتكي من يدها المتبقية لها، وقالت: تؤلمني بقوة، وذهبت لإحضار علاجها، ولما رجعت وجدتها طايحة على فراشها، وقمت بمناداتها ولم ترد فصرخت لوالدها وحملناها لأقرب مستوصف لنا في الحي، وقالوا لقد فارقت الحياة".
وعن دراستها وحياتها الخاصة قالت: "ابنتي لم تدرس قط، وكانت لا تحب أن يراها أحد؛ لأنها عاشت حياة صعبة ومريرة".
وأضافت: "أناشد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والمسؤولين وأهل الخير بمساعدتنا؛ فو الله ظروفنا لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى، وأخاف على ابني وبنتي المتبقيين لي بالحياة، وأخشى أن أحمل من جديد".
وعاشت "سبق" لحظات عصيبة أثناء وداع "سلمى" والأب والأم يشاهدان ابنتهما الخامسة تدفن في المقبرة بمرض لم يتم تشخيصه حتى الآن.
وتتحدر "سلمى" من أسرة باكستانية تقيم في السعودية منذ 50 سنة ووالداها من مواليد السعودية، ويرغبون بمنحهم الجنسية ومساعدتهما.
"سلمى رحيم حياة" ليس لها من اسمها نصيب إلا الرحمة من رب العالمين؛ ف"سلمى" لم تسلم من المرض، وعاشت "حياة" مريرة، وشملتها "رحمة" ربها بانتقالها إلى جواره.