ما تعرضت له هذه الأسرة لا يكاد يصدقه عقل أو يكون نسجا من الخيال أو سيناريو لأحد الأفلام الخيالية لاسيما عندما يتعرض أحد أفرادها وهو في سن الطفولة إلى خطأ طبي في مستشفى يعد من اكبر المستشفيات في المملكة، هذا بجانب ما تعيشه هذه الأسرة المكونة من ثلاثة عشر فردا من وضع انساني صعب، وذلك نتيجة وفاة والدهم وهم في سن صغيرة، بالإضافة إلى الوضع المرضي النادر الذي يعاني منه ثلاثة أفراد من هذه الأسرة جميعهم يتعالجون في المستشفى نفسه. وقد تلقت "الرياض" اتصالا من قبل احد أفراد هذه الأسرة طالبا نشر معاناتهم ووضع حد للمأساة التي تعيشها أسرته في تحديد جنس أخيه (جنيد) أو أخته(عائشة) والتي عاشوا في دوامة مع هذه المعاناة لأكثر من إحدى عشر سنة وستة أشهر. "الرياض" قامت بزيارة لهذه الأسرة، وذلك للوقوف على معاناتها المعيشية الصعبة وما يحيط بها من حالة مرضية نتيجة تعرض بعض أفرادها لعيب خلقي نتج عنه بعض الأمراض وقد شاهدت ضيق مسكن هذه الأسرة الكبيرة ودخلها البسيط الذي هو عبارة عن راتب تقاعدي محدود هو ما تبقى لها بعد وفاة والدها. جنيد ولد ذكراً في مستشفى بجازان .. في بداية الحديث عن مأساة (جنيد) الإنسانية والذي تعرض لخطأ طبي أخبرنا أخوه(حسين،م) بان أخاه ولد في مستشفى محافظة بيش بمنطقة جازان بتاريخ 1415/8/6ذكراً، وعضوه الذكري كامل، ولكن كان منحنيا للأسفل قليلا. وبدون خصية؟ وكانت صحته وقتها طيبة وقد سجل في نموذج التبليغ عن الولادة في المستشفى بأنه ذكر واستمرت صحته متحسنة وقد أخذ جميع التطعيمات في مركز الرعاية الأولية الذي يتبع له إلى أن أصبح عمره سنة، وبعد السنة أصبح هزيل الجسم ويميل لون بشرته الى اللون الاسمر الداكن ويخرج من قضيبه إفرازات بيضاء مع ارتفاع في درجة حرارته، ويضيف بان والده عندما كان عائشا وقتها راجع به مستشفى المحافظة التي يسكن بها، وقام دكتور الأطفال بتحويله إلى مستشفى الملك فهد بجازان ومن خلال التحاليل والأشعة تم تحويله إلى مستشفى بالرياض. التحول إلى أنثى ويضيف (حسين،م) بأنه عند المراجعة بأخيه من قبل والديه وبعد ستة أشهر من الأشعة والتحاليل أكد الدكتور الذي شخص حالة أخي وهو بريطاني الجنسية وبمساعدة دكتورة أخرى بان أخي جنيد هو(أنثى) ولديه رحم ويتطلب إجراء عملية لاستئصال عضوه الذكرى. ويؤكد (حسين،م) كما يقول على لسان والدته بان والده وقتها رفض إجراء عملية التحويل لأنه غير مقتنع بها، ولكن طاقم الطبيبات المساعدات للدكتور البريطاني اقنعن الأم بإجراء عملية استئصال العضو الذكري لابنها (جنيد) لأنه لا توجد لديه خصية ولديه رحم فقط، وبذلك هو (أنثى) وليس ذكرا؟ ويضيف ان أمه حاولت إقناع والده فرفض التوقيع على إجراء العملية. وترك الأمر لها؟ فقامت بالتوقيع على إجراء العملية وفعلا، تم استئصال قضيب(العضو الذكري) لأخي (جنيد)وعملت له فتحة فرج على انه أنثى. وطلب من والدتي اختيار اسم أنثى له بدلا من اسمه السابق(جنيد) لأنه أصبح أنثى فسمتها والدتي (عائشة) وتم تدوين الاسم في الملف الطبي في المستشفى بالرياض. وكان عمر أخي وقتها سنتين. معاناة الأسرة وبعد مرور سنة من فتحة الفرج التي عملها الدكتور المعالج لأخي على انه أنثى تلتحم كلها ماعدا فتحة القضيب الذي تم قطعه من قبل الطبيب وخلال هذه المدة مرضت الطفلة(عائشة) نفسيا وعصبيا وتم المراجعة بها للمستشفى بالرياض وتم إعطاؤها العلاج وعملت لها مراجعة دورية كل ثلاثة أشهر. وتستمر معاناة هذه الأسرة، حيث ترزق بمولود آخر عنده نفس العيب الخلقي الذي عند (جنيد) وأطلق عليه اسم (دماس) ويضيف أخوهم (حسين،م) بان والده راجع به المستشفى بالرياض وأكد الدكتور المعالج والطاقم المساعد والذي تابع وأجرى عملية التحول لأخيه جنيد أنه اتضح من خلال الأشعة والتحاليل بان دماس عنده نفس العيب الخلقي عند جنيد. ويؤكد بان الطاقم الطبي المعالج يتريث في إجراء العملية وصرفت له بعض الأدوية لتحسن وضعه الصحي. ويضيف (حسين،م) وهو في حالة من الخجل والكسوف والحسرة على وضع أخيه بان والده تعب نفسيا بعد إجراء العملية لأخيه جنيد وتحويله الى(أنثى) وكذلك حالة دماس والذي ولد بنفس العيب الخلقي الذي عند أخيه ونتيجة للضغط النفسي والعصبي الذي عاشه والدي تدهورت صحته وتوفي رحمه الله، مؤكداً على أن أخاه جنيد بعد عملية تحوله إلى أنثى قام الطبيب المعالج له بصرف أدوية لتساعده على عملية التحول إلى أنثى وذلك من خلال مراجعة كل ثلاثة أشهر للمستشفى، إلا أن الدكتورة طلبت من والدتي معاملة أخي بعد عملية استئصال ذكره على انه أنثي، وفعلا قامت الوالدة بمعاملته لمدة إحدى عشرة سنة على انه فتاة فقامت بتلبيسه ملابس البنات في قريته وفي حارته أمام أنظار الجميع على انه عائشة؟ المدرسة تعتذر والمستشفى يتردد! ويضيف عند بلوغ أخي (جنيد)سن السادسة من عمره والذي أصبح (عائشة) بأمر الطبيب المعالج له؟ لم يقبل في مدرسة البنات الابتدائية وذلك لانها غير مضافة في كرت العائلة وكذلك لم يحدد جنسها كأنثى رغم مطالبة المستشفى بخطاب يبين عملية التحول إلى أنثى وكانت التقارير التي تعطى وقتها غير واضحة وباللغة الانجليزية مما جعلنا نتريث في إدخالها المدرسة وذلك لإحساسنا الداخلي بان أخي (جنيد) ليس أنثى؟ وإنما ذكر؟ ويؤكد (حسين،م) بأن والده طالب المستشفى بعد إجراء عملية تحويل أخيه(جنيد) إلى أنثى(عائشة) وكان عمره آنذاك سنتين بتقرير طبي وذلك لإضافته في دفتر العائلة واستمر المستشفى يعطي تقارير عن تشخيص الحالة فقط باللغة الانجليزية والتي لا تحدد جنسه هل هو ذكر أم أنثى؟. الفطرة الإنسانية تحسم الجدل.. ويؤكد أخوه أن (جنيد) وبعد مرور عشر سنوات على عملية تحوله إلى أنثى(عائشة) كانت تصرفاته طيلة هذه المدة توحي بأنه ذكر وذلك من خلال ميله للعب مع الأطفال الذكور وهو يرتدي الملابس النسائية ورغم منعنا له باستمرار بأنه لا يصح إن يلعب مع الذكور لأنه بنت ، فقال لنا بالحرف الواحد انأ ذكر ولا أحب اللعب مع البنات، وذلك بفطرته وعند منعه المستمر فانه يبكي، ويقول أنا ذكر ولست أنثى الدكتور لا يعرف شيئا وانأ أعرف فيصيبنا الحزن والأسى عليه بعد أن تم استئصال عضوه الذكري وعمل له فتحة فرج، ويضيف بأنه عندما يشاهده احد الجيران في شوارع القرية يلعب مع الأولاد ينهره، ويقول له اذهب والعب مع البنات فيقول لهم لا أنا ذكر، واستمر يعاني من نظراتنا له وكذلك نظرات الجيران وسكان القرية وكان يتعرض للإحراج ولكنه يصبر ويحتسب لقدره. الحقيقة تظهر متأخرة.. ويقول (حسين،م) بأنه راجع بأخته (عائشة) بعد عشر سنوات من عملية تحولها من ذكر إلى أنثى وذلك لإجراء عملية تجميل لها، ومن خلال الكشف عليها بالأشعة الصوتية لمشاهدة الرحم للأسف لم يوجد رحم وهذا ما أكدته لي الدكتورة المعالجة أثناء مراجعتي بأخي المستشفى أنا ووالدتي لها وهذا يناقض كلام الدكتور البريطاني الذي قام بإجراء العملية والذي أكد بان الرحم والمبايض سوف تتضح فيما بعد، مشيراً إلى أن الدكتورة أمرت والدتي أثناء تواجدها في عيادتها بان تقص شعر أختي (عائشة)وتبعد عنها الملابس النسائية لأنها ذكر كما كانت في السابق فتم تغيير اسمها مرة أخرى إلى(جنيد) ووجهت الدكتور المعالجة زميلتها دكتورة اخرى واستشارية أمراض الغدد الصماء والسكري للأطفال بإعطائنا تقريرا طبيا بذلك وصدر بتاريخ 15جمادى الأولى لعام 1429ه. ويضيف حسين بأنه بعد إحدى عشر سنة نعامل أخانا(جنيد) على انه أنثى (عائشة) بناء على أمر الطبيب المعالج الذي اقتطع عضوه الذكري والذي اعتاد عليه أهل القرية والجميع أصبح يعرفه بأنه عائشة وبلبسه رغم استغرابهم له بميوله للعب مع الأطفال الذكور من جنسه وهذا ما يؤكد صحة كلامه بأنه ذكر وليس أنثى وان الدكتور المعالج أخطأ في حقه خطأ فادحا لا يغفر له أبدأ، مؤكداً على أنه رغم صبر أخي جنيد والذي أصبح يبلغ من العمر 14سنة على نظرات جيرانه وقرنائه في الطرقات والذين ينادونه بأنه أنثى واسمه (عائشة) ويخبرونه بأنه تم استئصال عضوه الذكري وعمل له فرج فانه يحزن ويبكي وينعزل عنا رغم حرصنا على إدخال السرور عليه وعدم تركه بمفرده ابدأ والصبر على ما تعرض له من خطأ طبي لا يقره العقل فقد حرم هويته الوطنية وإضافته مع إخوانه في دفتر العائلة وحرم التعليم بسبب عدم تحديد جنسه ذكرا او أنثي لأكثر من عشر سنوات وكل ذلك بسبب الطبيب البريطاني الذي غادر البلاد بعد سنوات قليلة من إجراء العملية. القاضي يتدخل وإدارة التعليم تؤهله ويؤكد حسين بأنه لجأ لقاضي محكمة المحافظة التي يسكن بها في سبيل إضافة أخيه (جنيد) يتيم الأب مع إخوته في دفتر العائلة فطلب منهم القاضي حصر ورثة وتحديد جنسه من قبل المستشفى الذي يتعالج فيه فتم تزويد فضيلة قاضي محكمة محافظة بيش التي يسكن بها الطفل بتقرير صادر من المستشفى الذي يتعالج فيه وبتاريخ 15جمادى الأولى لعام 1429ه بأنه ذكر وليس أنثى، ونظرا لبلوغ أخي لسن 14سنة ولم يتعلم فأرسل له شفاعة لدى مدير مدرسة قريته والذي أحال الموضوع لإدارة تعليم صبيا. وفي لقاء "الرياض" مع رئيس قسم التوجيه والإرشاد الطلابي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة صبيا الدكتور محمد علي ابوطالب قال إن (جنيد) لديه صدمة وهو بحاجة إلى عدة جلسات حتى يتأقلم مع المجتمع الذي يعيش فيه مشيراً إلى أنه عندما حضر إليه كانت لديه رغبة لإعطائه فرصة اكبر للإفشاء عن ذاته وعن المعاناة التي تعرض لها وكذلك هو بحاجة إلى تأكيد ذاته ليكون طالبا بإحدى مدارس المحافظة وينادي عليه الجميع باسم(جنيد) ويتناسوا (عائشة) ويتخلص من الصراعات التي يعاني منها بالإضافة إلى الضغط والمتاعب الصحية التي الحقت به في الماضي. المطالبة بالتعويض ويطالب (حسين،م) إدارة المستشفى بتعويض مالي لأخيه اليتيم (جنيد) والذي تم قطع عضوه الذكري من قبل الطبيب وتحويله لأنثى لأكثر من عشر سنوات وهو في الحقيقة ذكر وهذا خطأ طبي ارتكبه الطبيب في المستشفى ويجب على المستشفى الاعتراف بهذا الخطأ ومعرفة اسم الطبيب الذي أجرى العملية والمطالبة بشطب اسمه من نقابة الأطباء في دولته التي عاد إليها، وذلك لتسببه في تدمير حياة أخي التي أصبحت لا قيمة لها فهو الآن ما زال صغير السن وهو يعيش في صراعات نفسية صعبة وحرم من الحصول على هويته الوطنية رغم انه سعودي الأب والأم، وذلك بسبب عدم تحديد جنسه ذكر كان أم أنثى، وحرمانه من التعليم فعمره الآن 14سنة وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب ما باله لما يكبر ويعلم بان الطبيب أفقده رجولته ودمر حياته كلها بدون أي ذنب ارتكبه أخي. كما يطالب حسين بتشكيل لجنة طبية من قبل وزارة الصحة أو المستشفى الذي يتعالج فيه وذلك لتحديد جنس أخي(جنيد) بشكل رسمي حتى يعتمده قاضي المحكمة وإدارة الأحوال ويضاف معنا في دفتر العائلة وتتاح له فرصة التعليم بعد أن حرم منها لان التقرير الصادر من استشارية الأطفال والغدد الصمام لم يعتمده قاضي المحكمة بشكل رسمي لأنه صادر من طبيبة واحدة، ويطالب بتقرير صادر من لجنة طبية مخصصة لتحديد جنس أخي ذكرا أو أنثى وهذا ما نطالب به.